يسعى التكتل الاقتصادي العالمي المجعروف بدول مجموعة بريكس BRICS، وتضم البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا، إلى تعزيز جهودها لتطوير نظام دفع عابر للحدود ومستقل عن البنية التحتية المالية الغربية.
وتستمر جهود مجموعة بريكس BRICS الحالية لتطوير مجموعة بريكس BRICS Pay، وهو نظام دفع لامركزي يهدف إلى تسهيل التجارة باستخدام العملات الوطنية، ويتم إجراء 95% من التجارة بين روسيا والصين بالروبل واليوان، مما يقلل بشكل كبير من الاعتماد على الدولار الأميركي.
ومع زيادة الضغط المالي، هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض تعريفات تصل إلى 100% على دول مجموعة بريكس BRICS، مما دفعها نحو أنظمة مالية بديلة.
وجرى تصميم ريبل Ripple’s XRP لتسهيل العمليات عبر الحدود بشكل فعال من حيث التكلفة، حيث تستغرق تسوية المدفوعات من 3 إلى 5 ثوانٍ، وهو أسرع مقارنة بأنظمة مثل SWIFT التي قد تستغرق من يوم إلى ثلاثة أيام.
ويعتبر تقليل الاعتماد على الدولار أحد الأهداف الرئيسية، حيث تبحث دول مجموعة بريكس BRICS عن بدائل لأنظمة مثل SWIFT والنظم المصرفية التقليدية.
وأكد وزير المالية الروسي، أنطون سيلوانوف، مؤخرًا أن موسكو تعمل على تطوير أدوات مالية ضمن إطار مجموعة بريكس BRICS، بما يشمل نظام دفع عبر الحدود.
ووفقًا لوكالة الأنباء الحكومية الروسية "تاس"، قال سيلوانوف، إن النظام الجديد يمكن أن يستفيد من العملات الوطنية والتقنيات الرقمية والأصول المالية الرقمية، مشددًا على أهمية بناء بنية تحتية مالية قوية لتعزيز التجارة والنمو الاقتصادي بين دول مجموعة بريكس BRICS.
وقد تدفع الاعتبارات الجيوسياسية قد تدفع دول مجموعة بريكس BRICS لتفضيل أنظمة دفع تحت سيطرتها بدلاً من الاعتماد على كيان خاص مثل Ripple، كما هو الحال في تطوير روسيا لنظام SPFS الخاص بها والصين لنظام CIPS للمدفوعات عبر الحدود، مما يقلل الاعتماد على SWIFT.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تعيق العقبات التنظيمية، مثل موقف الهند الحذر تجاه العملات الرقمية، دمج ريبل XRP.
ومع تشغيل روسيا والصين لأنظمة بديلة بالفعل، تقل الحاجة إلى اعتماد ريبل XRP بشكل أكبر.
وقد تختار دول مجموعة بريكس BRICS نظام دفع هجين يجمع بين العملات الرقمية للبنوك المركزية للمعاملات المحلية، والأصول الرقمية المدعومة بالذهب للاستقرار، وربما ريبل XRP لتسوية العمليات عبر الحدود بسرعة.
ويسمح هذا النهج لدول مجموعة بريكس BRICS بالحفاظ على السيادة المالية مع الاستفادة من كفاءة تقنية البلوكتشين.
ومن المتوقع أن يعالج القمة الـ17 لدول مجموعة بريكس BRICS، في يوليو القادم في ريو دي جانيرو بالبرازيل، هذه الموضوعات. ومع تولي البرازيل رئاسة مجموعة بريكس BRICS في 2025، ستركز القمة على تعزيز التعاون بين دول الجنوب العالمي وإصلاح الحوكمة العالمية.
ومن المتوقع أن تتضمن أجندة القمة مناقشات حول نظام الدفع، مما قد يدفع نحو تبني أوسع للعملات الرقمية، مع إمكانية التوسع ليشمل دولًا مثل مصر، إثيوبيا، إيران، والإمارات العربية المتحدة، التي انضمت إلى المجموعة في 2024.
