قبل 5 سنوات، قامت شركة استراتيجي (مايكروستراتيجي سابقًا) بخطوة جريئة بإدراج العملة الرقمية "بيتكوين" ضمن خزينتها النقدية، مما شكل تحولًا نوعيًا في استراتيجيات الاستثمار المؤسسي.
واليوم، وبعد مرور نصف عقد، أظهرت المؤشرات أن هذه الرؤية غير التقليدية حققت قفزة غير مسبوقة في قيمة سهم الشركة تجاوزت 2600%، معيدةً تعريف الاستثمار في الأصول الرقمية على مستوى الشركات المدرجة.
وفي مثل هذا اليوم من عام 2020، اتخذت الشركة خطوة غير تقليدية في عالم الاستثمار المؤسسي، بتخصيص 250 مليون دولار لشراء 21,454 وحدة بيتكوين، لتكون أول شركة مدرجة تعتمد العملة الرقمية ضمن خزينتها النقدية.
جاء القرار بقيادة رئيس مجلس الإدارة التنفيذي مايكل سايلور، الذي تبنى رؤية تعتبر بيتكوين "ذهبًا رقميًا" وأداة تحوط ضد التضخم، وارتفع سهم الشركة من أقل من 15 دولارًا في 2020 إلى أكثر من 395 دولارًا في أغسطس 2025.
وتواصل الشركة، المتخصصة في حلول البرمجيات والتحليلات، تعزيز احتياطياتها من بيتكوين، حيث بلغت حيازتها الإجمالية نحو 628,791 وحدة، وتقدر قيمتها السوقية بنحو 76.71 مليار دولار، لتصبح بذلك أكبر شركة مدرجة تمتلك بيتكوين على مستوى العالم.
وتعتمد شركة استراتيجي في تمويل مشترياتها من بيتكوين على أدوات مالية متنوعة، تشمل سندات قابلة للتحويل، وعروض أسهم، وإصدار أسهم ممتازة، كان آخرها بقيمة 2 مليار دولار.
وتبلغ متوسط تكلفة شراء الوحدة الواحدة من بيتكوين نحو 73,277 دولارًا، ما يمنح الشركة أرباحًا غير محققة تُقدّر بـ 28.8 مليار دولار.
وتسعى الشركة إلى مواصلة نهجها الاستثماري عبر خطة "21/21"، التي تهدف إلى جمع 42 مليار دولار خلال 3 سنوات، بواقع 21 مليارًا من الأسهم ومثلها من أدوات الدين، لتعزيز مركزها في سوق العملات الرقمية.
ورغم المكاسب الكبيرة، تواجه الشركة مخاطر محتملة في حال حدوث تصحيح حاد في سعر بيتكوين، حيث أقر سايلور بأن هبوطًا بنسبة 90% قد يؤثر على المساهمين، إلا أن مدير استراتيجية بيتكوين في الشركة، تشايتانيا جاين، أكد أن الشركة قادرة على الصمود حتى في حال تراجع السعر إلى 20 ألف دولار.
وخلال السنوات الـ 5 الماضية، تفوق أداء سهم شركة استراتيجي على بيتكوين نفسها، التي ارتفعت بنسبة 1,000%، وكذلك على مؤشر S&P 500 الذي سجل نموًا بنحو 115%، ما يعكس تأثير الرؤية الاستثمارية الجريئة للشركة في إعادة تشكيل استراتيجيات الخزينة لدى الشركات الكبرى.