سيد حسين القصاب - تصوير سهيل وزير

أكدت وزيرة التنمية المستدامة والرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية، نور الخليف، أن مملكة البحرين نجحت في بناء اقتصاد متنوع قائم على الشراكة الفاعلة بين القطاعين العام والخاص، ما جعلها نموذجاً إقليمياً في تحقيق النمو المالي المستدام وتعزيز مرونة الاقتصاد الوطني، رغم التحديات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية.

جاء ذلك خلال مشاركتها في الجلسة الثانية من منتدى Fintech Forward2025، التي أقيمت تحت عنوان «التمويل الهادف: التنويع والنمو المستدام»، وأدارها محرر أسواق المال في مجلة The Economist جوشوا روبرتس.

وأوضحت نور الخليف أن الاقتصاد البحريني يتمتع بقاعدة متنوعة تشمل قطاعات النفط والغاز، والخدمات المالية، والتصنيع، والسياحة، والخدمات اللوجستية، والتعليم، والرعاية الصحية، مشيرةً إلى أن نمو الناتج المحلي الإجمالي بلغ 2.5% خلال العام الماضي، رغم التحديات الإقليمية.

وبيّنت أن هذا الأداء الإيجابي يعكس نجاح الاستراتيجية الوطنية للقطاع المالي التي تم إطلاقها خلال السنوات الماضية، مشيرةً إلى أن هذه الاستراتيجية تركز على التحول الرقمي، وتعزيز الابتكار، ودعم الشركات الناشئة في مجالات التكنولوجيا المالية.

وأكدت نور الخليف أن التعاون بين الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة يمثل ركيزة أساسية للنمو في البحرين، مبينة أن «المملكة تعتمد نهجاً يقوم على العمل الجماعي والتكامل بين مختلف الجهات، وهو ما يعزز من قدرة الاقتصاد على التكيف والنمو المستدام».

وأشارت إلى عدد من المبادرات التي تجسد هذا التعاون، من بينها البيئة التجريبية Sandbox التي أطلقها مصرف البحرين المركزي لتمكين الشركات الناشئة من اختبار حلولها المالية المبتكرة، فضلاً عن مبادرات جمعية مصارف البحرين التي تجمع البنوك العاملة في المملكة لتطوير خطط مشتركة لمستقبل القطاع المالي.

وأضافت أن من أبرز جوانب التعاون أيضاً الشراكات مع المجلس الأعلى للمرأة في تنفيذ برامج تمكين المرأة في المجال المالي والمصرفي، مؤكدة أن هذه المبادرات «تعكس التزام البحرين بتعزيز الشمول المالي وتمكين مختلف فئات المجتمع اقتصاديًا».

وفي حديثها عن رأس المال البشري، شددت الوزيرة على أن الكفاءات الوطنية تمثل أكبر ثروة تمتلكها البحرين، موضحةً أن الدولة تعمل على تطوير مهارات الشباب البحريني عبر برامج تدريبية بالتعاون مع الجامعات والمؤسسات الدولية.

وقالت: «نحن نؤمن بأن الاستثمار في الإنسان هو الطريق نحو الاستدامة، لذلك نسعى إلى مواءمة برامج التعليم والتدريب مع احتياجات الاقتصاد المستقبلية».

وتطرقت نور الخليف إلى أهمية وجود جهات تنظيمية قوية قادرة على مواكبة الابتكار، مؤكدة أن البحرين تتميز بقدرتها على الموازنة بين تسارع التطور التكنولوجي والحفاظ على استقرار الأسواق المالية، من خلال متابعة دقيقة من الجهات الرقابية وتعاون وثيق مع المؤسسات المصرفية.

وأكدت أن المرحلة المقبلة ستركز على مواصلة دفع التحول الرقمي، وتوسيع نشاط شركات التكنولوجيا المالية Fintech، وتطوير قطاع التأمين، وتعزيز الأمن السيبراني، إلى جانب دعم مبادرات التمويل الأخضر والاستدامة ESG، مشيرة إلى أن المؤسسات المالية البحرينية حققت تقدماً ملموساً في هذا المجال.

واختتمت بالتأكيد على أن البحرين ماضية في ترسيخ مكانتها كمركز مالي إقليمي يعتمد على الابتكار، قائلة: «نحن نعمل اليوم من أجل اقتصاد أكثر استدامة وتنوعاً، يقوده الإنسان البحريني، وتتكامل فيه التكنولوجيا المالية مع أهداف التنمية الوطنية».