أشاد النائب أحمد السلوم، رئيس لجنة الشؤون المالية والاقتصادية بمجلس النواب، بنتائج ومخرجات الاجتماع الرابع لمجلس التنسيق البحريني السعودي، والذي انعقد في مملكة البحرين أمس الأربعاء برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وأخيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بالمملكة العربية السعودية، مؤكدًا أن ما صدر عن هذا الاجتماع يعكس نقلة نوعية في مسار العلاقات الاقتصادية الثنائية بين البلدين.

وأوضح السلوم أن الاجتماع خرج بحزمة قرارات واتفاقيات ومشاريع استراتيجية سيكون لها أثر مباشر وواسع على الاقتصاد البحريني، وفي مقدمتها البدء التدريجي للربط الإلكتروني عبر جسر الملك فهد، وهو ما سيسهم في تسريع حركة المسافرين والبضائع وتقليص زمن العبور، وتفعيل بوابات الجوازات الإلكترونية في المنافذ الجوية، بما يعزز سهولة التنقل ويدعم حركة السياحة والاستثمار، إلى جانب تسهيل إجراءات إثبات منشأ الصادرات الصناعية البحرينية، الأمر الذي يرفع تنافسية المنتج الوطني ويُسهّل دخوله إلى السوق السعودية.

وأضاف أن الاجتماع اعتمد كذلك مشروعات استراتيجية في قطاع الاتصالات، من أبرزها إنشاء مركز بيانات متكامل في البحرين لشركة الاتصالات السعودية، ومد كابل ألياف ضوئية بحري يربط البلدين بالشبكات العالمية، معتبرًا أن هذه المشاريع تعزز من مكانة البحرين كمركز رقمي إقليمي، وتدعم الاقتصاد الرقمي والأمن السيبراني وخدمات الحوسبة السحابية.

وأشار السلوم إلى أن قطاع الطاقة نال مساحة مهمة ضمن مخرجات الاجتماع، من خلال استثمار شركة أكوا باور في محطة الطاقة وتحلية المياه في مملكة البحرين، إضافة إلى مشروع إنشاء محطة للطاقة الشمسية في المنطقة الشرقية وربطها بالبحرين، موضحًا أن هذه المشاريع تدعم أمن الطاقة والاستدامة البيئية، وتواكب التوجهات الوطنية في تنويع مصادر الطاقة.

وفيما يتعلق بالاتفاقيات ومذكرات التفاهم، أكد السلوم أن توقيع اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي يسهم في جذب الاستثمارات وحماية رؤوس الأموال، بينما تساهم اتفاقيات تشجيع الاستثمار وحماية المنافسة في تهيئة بيئة اقتصادية أكثر شفافية وتنافسية، لافتًا إلى أهمية الاتفاقيات الأخرى في مجالات السلامة النووية والتعليم والتنمية المستدامة والخطوط الحديدية والقطاع غير الربحي في بناء شراكة عابرة للقطاعات وممتدة الأثر.

وأكد السلوم أن مجلس التنسيق البحري السعودي، منذ إطلاقه قبل نحو 6 أعوام، حقق قفزات ملموسة في ملفات التجارة والاستثمار والتكامل المؤسسي، مشيرًا إلى أن ما تحقق لم يكن ليتكرس لولا الرعاية السامية والتوجيه المباشر من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، حيث شكل هذا الدعم حجر الزاوية في نجاح المجلس واستدامة مساراته.

واختتم السلوم تصريحه بالتأكيد على أن مجلس التنسيق يمثل نموذجًا متقدمًا في العلاقات الاقتصادية الثنائية، وأن ما تحقق في الاجتماع الرابع يبرهن أن العلاقة البحرينية السعودية انتقلت من مستوى التنسيق التقليدي إلى شراكة استراتيجية مؤسسية تقوم على المشاريع والنتائج الملموسة، متوقعًا أن تنعكس هذه المخرجات بشكل مباشر على النمو الاقتصادي وفرص التوظيف والاستثمار في البلدين.