هبة محسن

أكدت الرئيس التنفيذي لبنك البحرين للتنمية دلال الغيص أن البنك يواصل دوره الحيوي في تعزيز منظومة دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة عبر إطلاق مبادرات تمويلية مبتكرة، أبرزها صندوق النمو الذي دُشّن في 3 نوفمبر الماضي بقيمة 185 مليون دولار، والمخصّص بالكامل لتمكين الشركات من التوسع داخل البحرين وخارجها.

وأوضحت الغيص أن البنك يوفّر حلولاً مصرفية رقمية متقدمة، تشمل فتح الحسابات الجارية خلال دقائق عبر المنصة الإلكترونية مع عائد أرباح 3.5% على الإيداعات، إضافة إلى برامج تمويل متوافقة مع الشريعة الإسلامية بالتعاون مع صندوق العمل (تمكين)، والتي تقدّم دعماً يصل إلى 50% لتخفيف الأعباء المالية على رواد الأعمال، مشددة على أهمية استفادة المؤسسات من منظومة الخدمات المتاحة لضمان نموها واستدامتها.

جاء ذلك خلال ندوة خاصة بعنوان: «تمكين منظومة ريادة الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في مملكة البحرين» نظّمها بنك البحرين للتنمية (BDB) صباح أمس بقاعة المجلس في غرفة تجارة وصناعة البحرين بالتعاون مع «الغرفة»، وجمعية تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، بهدف تسليط الضوء على حلول وعروض التمويل التي يقدمها بنك البحرين للتنمية بما في ذلك صندوق دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.

وحضر الفعالية الرئيس التنفيذي لبنك البحرين للتنمية دلال الغيص، ونائب الأمين المالي ورئيس المجموعة التنسيقية للّجان القطاعية بالغرفة وليد كانو، ورئيس جمعية البحرين للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة أحمد السلوم، وعضو لجنة الصناعة والطاقة بالغرفة محمد العالي.

وفي مستهل الندوة، أكدت دلال الغيص أن بنك البحرين للتنمية يعمل ضمن منظومة تكاملية مع مختلف الشركاء، بما في ذلك غرفة البحرين ووزارة التجارة والصناعة، لدعم قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز دوره في الاقتصاد الوطني. وأعلنت عن إطلاق مبادرة جديدة تستهدف تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة، موضحة أن الندوة ترتكز على محورين رئيسيين: تمكين رواد الأعمال وتقديم الحلول المصرفية والتمويلية المبتكرة.

وأوضحت الغيص أن البنك يقوم بدور محوري في توفير أدوات تمويل متقدمة تلبي الاحتياجات المتنامية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مشيرة إلى أن صندوق النمو للشركات الصغيرة والمتوسطة، الذي أُطلق في 3 نوفمبر الجاري، خصص مبلغ 185 مليون دولار بهدف دعم توسع هذه الشركات محلياً وخارجياً، وخلق فرص جديدة للنمو في القطاعات الواعدة.

وأضافت أن دور البنك لا يقتصر على التمويل التقليدي، بل يشمل تقديم خدمات بنكية رقمية متكاملة، من بينها فتح الحسابات الجارية بشكل فوري خلال دقائق عبر المنصة الإلكترونية، والاستفادة من عائد أرباح بنسبة 3.5% على الإيداعات، بما يعزز القدرة على إدارة التدفقات المالية بمرونة أكبر. كما أكدت توافر حلول تمويلية متوافقة مع الشريعة الإسلامية، بالتعاون مع صندوق العمل (تمكين)، الذي يقدم دعماً يصل إلى 50% لتخفيف الأعباء المالية عن رواد الأعمال.

وشددت الغيص على أهمية استثمار جميع المزايا المطروحة ضمن منظومة البنك، داعية رواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة إلى اغتنام الفرص التمويلية والخدمات المصرفية المتاحة للنمو والتوسع.

من جانبه، أكد نائب الأمين المالي ورئيس المجموعة التنسيقية للّجان القطاعية بغرفة تجارة وصناعة البحرين وليد كانو أن رؤية مجلس إدارة «الغرفة» ترتكز على دعم وتنمية قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر، والذي يمثل نحو 98% من إجمالي المنشآت في المملكة. وأوضح أن هذا القطاع يشكل عماد الاقتصاد الوطني ومصدراً رئيسياً لتوليد فرص العمل، ما يحتم تعزيز البرامج والمبادرات التي تضمن استدامته.

وأشار كانو إلى أن الغرفة تواصل دورها الفاعل في تمكين رواد الأعمال وصغار التجار من خلال مبادرات استراتيجية، من أبرزها جائزة «جدارة» و»جدارة هاكاثون» التي تهدف إلى تشجيع الابتكار وتكريم الممارسات المتميزة، إضافة إلى مسار الدعم المميز الذي يوفر خدمات استشارية متخصصة لإعادة هيكلة المؤسسات ودعم قدرتها على تجاوز التحديات. كما أصدرَت الغرفة كتيب «إقلاع» ليكون دليلاً شاملاً للبرامج والجهات الداعمة في المملكة، وتعزيزاً لثقافة ريادة الأعمال على أسس قوية ومستدامة.

بدوره، أكد رئيس جمعية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أحمد السلوم أهمية الدور الحيوي الذي تلعبه هذه المؤسسات في دعم الاقتصاد الوطني، مشيراً إلى أن الندوة تأتي لتسليط الضوء على المبادرات الحكومية والخدمات التي تقدمها الجهات المختلفة لتعزيز نمو هذا القطاع. وقال إن الخدمات التي توفرها المملكة لا تقتصر على التمويل، بل تشمل أيضاً خدمات رعاية اجتماعية، وبرامج احتضان، إلى جانب حاضنات زراعية تسهم في تعزيز الأمن الغذائي والاقتصاد الحيوي.

وأشار السلوم إلى أن المتحدثين قدموا خلال الندوة رؤى وتجارب شخصية حول كيفية تحويل التحديات إلى قصص نجاح، مؤكداً أن الإرادة والقدرة على مواجهة العقبات من أهم عوامل نجاح رواد الأعمال. وشدد على أهمية اختيار الأفراد المناسبين للاستفادة من البرامج التمويلية المدعومة من أربعة بنوك محلية، مشيراً إلى أن الوعي بكيفية استثمار هذه الموارد يعد مفتاحاً أساسياً لتحقيق القيمة المضافة.

وفي السياق ذاته، أوضح رئيس لجنة الطاقة في «الغرفة» فريد بدر أن تنظيم مثل هذه الفعاليات يأتي في إطار حرص الغرفة على رفع مستوى الوعي لدى رواد الأعمال بشأن الفرص التمويلية المتاحة، مؤكداً أن قضية التمويل لاتزال من أبرز التحديات التي تواجه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وفقاً للدراسات.

وقال إن الحصول على التمويل ليس الهدف بحد ذاته، بل يتطلب الأمر دعماً إضافياً يتمثل في الإرشادات المهنية وتطوير جاهزية فرق العمل.

وأضاف بدر أن التمويل يجب أن يوظف بطريقة صحيحة ومدروسة، سواء في التوسع في التصنيع أو تعزيز فرص التصدير التي تمثل قيمة مضافة للمؤسسات. وقدم شكره لجميع المشاركين في الندوة، مؤكداً أهمية تكاتف الجهود الوطنية لدعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وتمكينها من المنافسة على المستويين المحلي والعالمي.