أيمن شكل

كشف مدير عام المساحة بجهاز المساحة والتسجيل العقاري ناجي سبت عن مميزات المنصة الجيومكانية الوطنية التي تجمع البيانات للأراضي في المملكة وتوفر معلومات فورية حول حركة المد والجزر ومستوى سطح البحر لدعم البحث والملاحة، بالإضافة إلى البيانات التي يغذي بها نظام رصد التغييرات بالذكاء الاصطناعي والذي يعتمد على الصور الفضائية لرصد التغيرات العمرانية بشكل دوري. وأكد سبت، في حوار مع «الوطن» أن سفينة الأبحاث المتقدمة «المساحة 2050»، التي دُشّنت مؤخراً، استطاعت المساهمة بشكل فعال في مسح ما يقارب 55% من القطاعات التسعة للمساحات المحددة لاستخراج الرواسب البحرية والتي تشكل المعلومات الأساسية لأصحاب القرار للمشاريع الاستراتيجية الحكومية.

وإلى نص الحوار:

شارك جهاز المساحة والتسجيل العقاري في معرض سيتي سكيب 2025، هل يمكن التعرف على أهمية تواجدكم في هذه المنصة العقارية الأبرز؟

- معرض سيتي سكيب يعتبر تظاهرة عقارية مهمة تجمع كافة الجهات ذات الصلة بالقطاع العقاري لتعرض أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا الحديثة، ولقد كان لنا مشاركة مهمة في المعرض قدمنا فيها «المنصة الجيومكانية الوطنية» وهي المنصة التي تجمع البيانات المكانية للمشاريع الحكومية، ومعلومات حول المد والجزر لتوفير بيانات فورية حول حركة المد ومستويات سطح البحر لدعم البحث والملاحة. كما عرضنا ضمن المنصة قدرات نظام رصد التغييرات بالذكاء الاصطناعي الذي يمكّن من تتبع النمو العمراني والتغيرات في الأراضي بشكل تلقائي ودوري.

كيف تخدم هذه المنصة عمل جهاز المساحة والتسجيل العقاري؟

- في السابق كانت البيانات تُقدّم بأساليب تقليدية تتطلب وقتاً وجهداً كبيرين، بالإضافة إلى صعوبة توفير جميع الصيغ التي تحتاجها مختلف القطاعات. أما اليوم ومع التطوير المستمر، أصبحت المنصة الجيومكانية الوطنية توفر جميع المعلومات المتاحة لدى جهاز المساحة من خلال بوابة واحدة، وبأعلى مستويات الدقة والجودة، مما يسهم في تسهيل تبادل البيانات مع جميع القطاعات بشكل أكثر كفاءة وموثوقية.

فعلى سبيل المثال، هناك مشاريع عقارية عُرضت في معرض سيتي سكيب، وهذه المشاريع لكي تُقام تحتاج إلى أرض واضحة البيانات والمعالم، وهنا يأتي دور جهاز المساحة باعتباره الجهة المختصة بوصف هذه الأراضي وتحديد إحداثياتها لضمان أن لكل ملكية عقارية حدوداً دقيقة ومصانة، لا تتداخل مع أي ملكية أخرى، وبما يضمن وضوح الحقوق العقارية وسلامة إجراءات التطوير.

ماذا عن أعمال المساحة في البحر؟

- كذلك بالنسبة للمشاريع التطويرية في أعمال البحر فهناك معلومات دقيقة للغاية يوفرها جهاز المساحة والتسجيل العقاري حول أعماق البحر والتضاريس الموجودة، وهي بيانات أساسية تخدم المشاريع الساحلية والمناطق المستحدثة في البحر، وهذه البيانات تعتبر بيانات مهمة جداً ويعتمد عليها المشاركون في مختلف الأعمال المرتبطة بالقطاع العقاري.

كيف يمكن للمستثمر أو حتى الجهة الحكومية الاستفادة من معلومات جهاز المساحة والتسجيل العقاري؟

- أي جهة حكومية أو خاصة ترغب في التخطيط لمشروع يُقام على قطعة أرض فإنها تلجأ إلى الجهاز للتعرف على موقع تلك الأرض وإحداثياتها ومساحتها وارتفاعها ومعالمها بدقة. ولذلك، فإن جميع الجهات التي شاركت في معرض سيتي سكيب 2025 اعتمدت على هذه المعلومات التي يوفرها الجهاز لمشاريعها.

ما هي أحدث التطورات في مشروع سفينة الأبحاث المتقدمة «المساحة 2050»؟

- حالياً تقوم السفينة بمسح 9 قطاعات في البحر، للبحث عن الترسبات في قاع البحر ودراسة الأعماق التي تصلح لمشاريع التطوير في المستقبل، وفي هذا الصدد قطعنا ما يقارب 55% من المساحات المحددة لاستخراج الترسبات.

هل هناك مساحات لا يمكن مسحها باستخدام السفينة؟

- بالفعل فنحن تحكمنا قدرة الجرافات على السفينة، والأجهزة المستخدمة في المسح حيث يمكن للأذرع الوصول إلى حدود عمق يتراوح ما بين 10 أمتار إلى 15 متراً، وهو أقصى امتداد لذراع الجرافة.

كيف يمكن الاستفادة من عمليات المسح في القطاعات التسعة؟

- لكي تتطور الجزيرة فنحن بطبيعة الحال نحتاج لمواد بناء ومواد لرصف الطرق، وهذه المواد تأتي من استخراج الرمال وتطوير الأراضي، وأحد أهم هذه المصادر هي الترسبات البحرية.

تشرف سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بتقديم أول صورة فضائية كاملة لمملكة البحرين، التقطها القمر الصناعي البحريني «المنذر» إلى جلالة الملك المعظم، هل يمكنك أن تطلعنا على مدى استفادة جهاز المساحة والتسجيل العقاري من البيانات التي يوفرها «المنذر»؟

- هذه الصورة تعتبر إنجازاً كبيراً لمملكة البحرين، لما توفره من معلومات بالغة الأهمية في مجالات القياس ورصد التغيرات، أما فيما يتعلق بالتعاون بين الجهاز والوكالة، فأود الإشارة هنا إلى أن جهاز المساحة يعتبر عضواً بمجلس إدارة وكالة الفضاء البحرينية منذ التأسيس، وهناك تعاون مستمر بين الجهتين في العديد من المشاريع ومن بينها البيانات والمعلومات التي سيقدمها القمر الصناعي «المنذر» لخدمة مملكة البحرين.

وعلى سبيل المثال، فإن المعلومات الجيومكانية التي تقدمها المنصة الوطنية تعتمد على المسح على الطبيعة والصور الجوية أو الفضائية، ولذلك يعتبر القمر «المنذر» أحد مصادر المعلومات التي سيعتمد عليها الجهاز في توفير وتحديث المعلومات الجيومكانية للقطاعات المختلفة.