سجل إجمالي إيرادات وعدد دقائق المكالمات المحلية والدولية انخفاضاً كبيراً، مقابل الارتفاع الكبير الملحوظ في استهلاك البيانات بالمملكة، فيما تراجع معدل استخدام خدمات المكالمات الصوتية التقليدية 17% بين عامي 2014 و2015 وذلك لأول مرة منذ العام 2008 ومن المتوقع أن تفوق إيرادات البيانات إيرادات الخدمات الصوتية.جاء ذلك في أحدث تقرير لهيئة تنظيم الاتصالات حول مؤشرات سوق الاتصالات في البحرين، حيث بلغ إجمالي عدد مشتركي الهواتف المتنقلة في المملكة 1.8 مليون مشترك في الربع الثالث من عام 2016، مقارنةً بـ 800 ألف مشترك في عام 2012، بزيادة كبيرة بلغت نسبتها 89% خلال 4 أعوام. وبلغت نسبة الاشتراكات النشطة في خدمات النطاق العريض المتنقلة في الربع الثالث من عام 2015 نحو 57%، بزيادة 64% في عام واحد.وقال نائب المدير العام للهيئة الشيخ ناصر بن محمد آل خليفة "لا يمكن إنكار التوجه المتزايد في تفضيل استخدام الخدمات المتنقلة في هذه المرحلة، كما أن وجود عامل الابتكار بالإضافة إلى الاستثمار في البنية التحتية لخدمات الاتصالات هما أمران أساسيان لتعزيز اقتصاد خدمات الهواتف المتنقلة اليوم".وأضاف "هناك العديد من الفرص التي يمكن اغتنامها من هذا التطور في سوق الاتصالات في البحرين، حيث أن خدمات البيانات عبر الأجهزة المتنقلة بإمكانها تحفيز وتنشيط التجارة المحلية ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة من خلال تمكين المواطنين للاستفادة من الخدمات الإلكترونية، كما سيتيح لهم المجال للقيام بالكثير من الأمور عبر الجهاز الذكي الخاص بهم".يذكر أن هذه التوجهات التي احدثها النمو في خدمات بيانات الهواتف المتنقلة مقابل الخدمات الصوتية في سوق الاتصالات في البحرين تتماشى مع التوجه العالمي في العديد من أسواق الاتصالات العالمية.ومن المتوقع بحلول عام 2022 أن تتجاوز اشتراكات الهواتف المتنقلة 8 مليارات مستخدم في جميع أنحاء العالم وسيشكل عدد الاشتراكات في خدمات الجيل الرابع (LTE) 4.1 مليار مشترك من مجموع هذه الاشتراكات. ويفضل المشتركون التواصل عبر الخدمات التي تدعم البيانات مثل البريد الإلكتروني والرسائل الفورية والاتصالات عبر بروتوكول الإنترنت والدردشة المرئية وغيرها الكثير نظرا لأن الأشخاص يعتمدون على تنوع الوظائف التي يمكن للمستهلك القيام بها عبر الهاتف الذكي.وعلى الصعيد العالمي، فإن عددا كبيرا من شركات الاتصالات في جميع أنحاء العالم اغتنمت الفرص للاستفادة من هذا التوجه من خلال ربط حزم البيانات الخاصة بهم بمكالمات صوتية مجانية غير محدودة، ايماناً منهم بأن خدمات بيانات الهواتف المتنقلة أصبحت الدافع الرئيس للنمو الاقتصادي.وجاء تفاعل مختلف الدول حول العالم في هذا المجال بشكل متفاوت، حيث أظهرت التقارير أن نسبة 46.2% من عائدات هذه الخدمات تأتي من بيانات الهواتف المتنقلة في الصين وكذلك في الولايات المتحدة التي توجهت شركات الاتصالات فيها إلى العمل على شراكات فيما بينها لتسريع تطوير خدمات الجيل الخامس (5G).