حسن عبدالنبي ومريم بوجيري

أكد متحدثون في إحدى جلسات مؤتمر "بوابة الخليج"، الأربعاء، أن "طريق الحرير الجديد" يمثل خطة عمل واضحة وبوابة لتعزيز العلاقات الاقتصادية، والثقافية والاجتماعية والسياسية أيضا، بين دول الخليج العربي ودول آسيا، لافتين إلى أن هذا الطريق بات بالفعل الممر التجاري الجديد بين الشرق الأوسط وآسيا، خاصة أن الميزان التجاري بين الدول التي يجتازها طريق الحرير ارتفع أربعة أضعاف خلال السنوات العشر السابقة.



وقال وزير المواصلات والاتصالات كمال بن أحمد خلال الجلسة إن دول الخليج لديها موانئ متقدمة وشبكة طرق حديثة تسهل نجاح مشروع طريق الحرير الجديد، مضيفا أن الصين مثلا تحصل على أكثر من 60% من احتياجاتها من الطاقة من الخليج العربي وهناك آفاق واسعة لزيادة التعاون التجاري معها، وداعيا إلى تسريع توقيع اتفاقية تجارة حرة بين دول الخليج العربي والصين.

ورحب أحد المحدثين في الجلسة بمزيد من الاستثمارات الخليجية في مجالات المصارف والإنشاءات والبنية التحتية في مناطق مختلفة من آسيا، مقابل حضور المزيد من الشركات الكورية والهندية واليابانية والصينية في مجالات التكنولوجيا والاتصالات وغيرها.

وتحدث أحد المشاركين عن سعي الصين إلى تعظيم الاستفادة من طريق الحرير الجديد في مضاعفة تجارتها مع الدول العربية من 240 مليار دولار إلى 600 مليار دولار وتستهدف رفع رصيدها من الاستثمار غير المالي في الدول العربية من 10 مليارات دولار إلى أكثر من 60 مليار دولار، بالإضافة إلى الوصول بحجم تجارتها مع إفريقيا إلى 400 مليار دولار بحلول 2020.

وأشار المشاركون في الجلسة إلى أن الصين ستصبح في نهاية المطاف المستهلك الأكبر دون منازع لصادرات النفط من الخليج العربي، مؤكدين أن النمو الاقتصادي في دول آسيوية مثل الهند والصين وماليزيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية يمثل نقطة ارتكاز تحسن أسعار النفط، كما أن تحسن هذه الأسعار يزيد من استهلاك الأسواق الخليجية للسلع والمنتجات الآسيوية، وهكذا تبدو العلاقة تكاملية وليست تنافسية.

وتحدث المشاركون عن دراسات تشير إلى أن الصين وحدها ستستورد بحلول 2025 كميات من النفط من منطقة الخليج العربي تعادل ثلاثة أضعاف الكميات التي ستستوردها الولايات المتحدة الأمريكية، لافتين إلى أهمية تفعيل الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة بين دول الخليج العربي ودول آسيوية في مقدمتها الصين والهند، وصولا إلى حالة من التكامل الاقتصادي الشامل، خاصة أن احتياجات الصين والهند المتزايدة من النفط ستؤدي إلى استمرار نمو اقتصاد دول مجلس التعاون،



ونبَّه المشاركون إلى ضرورة أن تضمن المنامة إلى قائمة المدن المستفيدة من طريق الحرير مثل دبي وأبو ظبي وبكين والرياض ومومباي وطوكيو وكوالالمبور وغيرها، خاصة أن البحرين ككل توفر بيئة جاذبة للأموال والابتكار في التجارة والاقتصاد.

هذا ويربط طريق الحرير بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، ويتكلف إنشاءه 47 مليار دولار، وسيمر عبر 56 دولة، ويرجع تاريخ إنشاء "طريق الحرير" إلى عام 3000 قبل الميلاد وكان عبارة عن مجموعة من الطرق المترابطة تسلكها السفن والقوافل، بهدف التجارة وترجع تسميته إلى عام 1877م، حيث كان يربط بين الصين والجزء الجنوبي والغربي لآسيا الوسطى والهند.

وسُمي طريق الحرير بهذا الاسم لأن الصين كانت أول دولة في العالم تزرع التوت وتربي ديدان القز وتنتج المنسوجات الحريرية، وتنقلها لشعوب العالم عبر هذا الطريق لذا سمي طريق الحرير نسبة إلى أشهر سلعة تنتجها الدولة التي أطلقته، وفي سبتمبر عام 2013 أعلن الرئيس الصيني مبادرة جديدة تهدف لتعزيز التعاون الاقتصادي وفي أكتوبر الماضي دعا إلى إعادة إنشاء شبكة الممرات البحرية القديمة لخلق طريق الحرير البحري لتعزيز الربط الدولي ودعم حركة التجارة.

--