كشف الاتحاد الدولي للنقل الجوي، أن منطقة الشرق الأوسط سجلت أعلى معدلات نمو في أحجام الشحن الجوي.
وأظهرت البيانات المتعلقة بالأسواق العالمية للشحن الجوي، التي أصدرها الاتحاد؛ ارتفاع مستويات الطلب "يقاس بطن الشحن لكل كيلومتر" بنسبة 2.1٪ خلال شهر يوليو 2018، مقارنة بنفس الفترة من العام السابق.
ويعتبر هذا النمو الأبطأ منذ مايو 2016، وجاء دون متوسط النمو المسجل خلال الخمسة سنوات السابقة؛ والذي بلغ 5.1٪.
وارتفعت سعة الشحن، المُقاسة بأطنان الشحن المتوفرة لكل كيلومتر، بنسبة 3.8 ٪ على أساس سنوي خلال شهر يوليو 2018.
وتعد هذه المرة الرابعة خلال 5 أشهر التي تتجاوز فيها معدلات نمو الشحن مثيلاتها بالنسبة إلى الطلب.
ويعود السبب وراء زيادة عزز تباطؤ النمو مطلع شهر يوليو للتباطؤ المؤقت الذي شهده شركة "نيبون كارجو" للشحن الجوي، كما أن هناك 3 مؤشرات تؤكد على استمرار ضعف النمو، تتمثل في انتهاء دورة إعادة التخزين في بداية العام، والتي تتطلّب التسليم السريع لتلبية احتياجات العملاء.
وشهد القطاع تراجعاً واسع النطاق في أوامر طلبات التصدير الخاصة بشركات التصنيع، وعلى وجه التحديد، بدأت أوامر طلبات التصدير في أوروبا بالتراجع في فبراير، كما هبطت في كلٍ من الصين واليابان خلال الأشهر الأخيرة.
وأشارت شركات التصنيع في آسيا وأوروبا، وهما أكبر مناطق التجارة العالمية من حيث حجم عمليات الشحن الجوي، إلى أن فترات تسليم باتت أطول للموردين، وهذا يعني عادة أن لديهم حاجة أقل للسرعة التي توفرها عمليات الشحن الجوي.
وقال المدير العام، والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي للنقل الجوي، ألكسندر دي جونياك: "إن الطلب على الشحن الجوي خلال شهر يوليو سجل معدلات الأبطأ وتيرة منذ عام 2016، وأن التوقعات تسجيل نموٍ بنسبة 4٪ خلال العام، وفي الوقت ذاته تشير التوقعات إلى ازدياد مخاطر الهبوط".
ونوه دي جونياك إلى أن حرب الرسوم الجمركية والتقلّب المتزايد للمحادثات التجارية بين الصين والولايات المتحدة - أكبر دولتين تجاريتين في العالم- تتسبب في التأثير على مختلف مقوّمات الاقتصاد العالمي، مما يضيف عبئاً جديداً على كلٍ من قطاعات الأعمال والتوجّهات الاستثمارية.
وأضاف :"كل ذلك يدفعنا للتأكيد على أن الحروب التجارية والتدابير الحمائية لن ينتج عنها سوى الخسائر".
وكانت جميع المناطق سجلت نمواً سنوياً في الطلب على الشحن الجوي خلال شهر يوليو 2018 باستثناء إفريقيا.
وأفادت جميع المناطق، باستثناء أفريقيا وأمريكا اللاتينية، بارتفاع سعة الشحن بما يتجاوز مستويات الطلب.
وشهدت شركات الطيران بمنطقة الشرق الأوسط خلال شهر يوليو 2018 النمو الأسرع في أحجام الشحن الجوي مقارنة بأي منطقة أخرى، وترافق ذلك مع نمو الطلب بنسبة 5.4٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، مع الإشارة إلى أن ذلك ترافق مع ارتفاع سعة الشحن بنسبة 6.3٪، لكن أحجام الشحن المعدلة موسمياً لا تزال تتجه صعوداً بوتيرة متواضعة نسبياً وفقاً لمعايير المنطقة.
وشهدت شركات الطيران في أفريقيا تضاؤلاً في الطلب على الشحن الجوي بنسبة 8.3٪ خلال شهر يوليو 2018 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وتعتبر هذه المرة الرابعة خلال 5 أشهر التي ينخفض فيها حجم الطلب، وهو ما ترافق مع انخفاض سعة الشحن بنسبة 0.7٪.
وبعد الارتفاع القوي لمعدلات الطلب المُقاسة بطن الشحن لكل كيلومتر على المستوى العالمي خلال العام الماضي، تتجه أحجام الشحن الدولية المعدلة موسمياً الآن نحو الانخفاض بمعدل سنوي قدره 18٪ مقارنة بالأشهر الستة الماضية.
ويعكس هذا تراجعاً في الطلب على الأسواق من وإلى آسيا والشرق الأوسط.
من ناحية أخرى، شهدت شركات الطيران في أوروبا زيادة في الطلب على الشحن الجوي بنسبة 2.6% خلال شهر يوليو 2018، وهو ما يمثل تراجعاً لافتاً عن معدل النمو الوسطي للسنوات الخمس الماضية والبالغ 5.6٪.
ورغم ذلك وإلى جانب ضعف دفاتر طلبات المصنعين، فقد استأنفت أحجام الشحن الجوي المعدلة موسمياً اتجاهها التصاعدي خلال الأشهر الأخيرة، وقد ترافق ذلك مع ازدياد سعة الشحن بنسبة 4.4٪.