الذكاء الاصطناعي يقود الثورة الصناعية الرابعة في أنحاء كثيرة من العالم اليوم. ومملكة البحرين هي من بين بلدان الخليج العربي التي تقود التحوّل الرقمي. وينعكس هذا الالتزام في التعاون بين أكاديمية بوليتكنيك البحرين للذكاء الاصطناعي ومايكروسوفت وصندوق العمل "تمكين"، ويهدف إلى تعزيز مكانة البحرين كداعم لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المنطقة.
وستستخدم هذه الأكاديمية كمنصة تعليمية للكيانات تقدّم برنامجاً تخصصياً متكاملاً يقوم على تعزيز قدرات الابتكار والإبداع في مجال الذكاء الاصطناعي.
تتمثل الخطوة الأولى لتطبيق الذكاء الاصطناعي في إيجاد حالات قابلة للتطبيق ومن ثم العمل مع الإدارات والمؤسسات المختلفة لتطوير القوانين والأحكام والسياسات. وكانت البحرين من أوائل الداعمين لتطبيق الإصلاحات لدعم الشركات القائمة على التكنولوجيا بهدف تنشيط الاقتصاد.
أمثلة ناجحة عن استخدام الذكاء الاصطناعي
الأمن هو أحد أكبر المستفيدين من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وهنا في المنطقة، يتمتع الذكاء الاصطناعي بإمكانيات هائلة عندما يتعلق الأمر بالأمن، وقد تم بالفعل تطبيق هذه التكنولوجيا لمعالجة الصور والتعرف على الوجه والتحليل الاستباقي وما إلى ذلك.
ومن جهته، يتجه قطاع خدمة المتعاملين في المنطقة بشكل متنامي نحو الذكاء الاصطناعي لإدارة احتياجاته المتزايدة، ويستخدم الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع في التطبيقات الخاصة بالمستهلكين.
تطبيقات الأجهزة النقّالة مصممة الآن لاتاحة الخدمات الحكومية بسلاسة، ونحن نشهد حالياً اعتماد خدمة الرد التفاعلي عبر خدمات التجزئة والبنوك والخدمات الحكومية.
يتيح الذكاء الاصطناعي، توفير التجارب بأسلوب أكثر شخصية، ومع بروز خدمة الرد التفاعلي، نرى مستوى غير مسبوق من التغيير في هذا القطاع وسيستمر هذا الواقع في دفع خدمة المتعاملين عبر الخدمات الحكومية والقطاع الخاص.
وسيتأثر قطاع الرعاية الصحية بشكل كبير بالذكاء الاصطناعي في المستقبل كون هذا القطاع يتخلّى عن الأساليب التقليدية ويستخدم خوارزميات معقدة وبرمجيات لمساعدة الأطباء في تشخيص المرضى.
لتوضيح ذلك، كلف أول رسم للخريطة الجينية البشرية حوالي 3 مليارات دولار واستغرق تحقيقه قرابة 15 عاماً. اليوم، تبلغ تكلفة رسم الخريطة الجينية 1000 دولار للفرد ويتم ذلك في غضون ساعات. هذا تغيير هائل في فترة زمنية قصيرة ويتيح فرصاً كبيرة لوصف الأدوية للأفراد وفق الحاجة، بما في ذلك الطب الدقيق، وتطوير الأدوية والصور التشخيصية.
ويشهد قطاع النقل من جهته نقلة تغيير كبيرة بفضل الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، تستعد الشاحنات ذاتية الحركة للمسافات الطويلة في الولايات المتحدة إلى إحداث ثورة في قطاع الخدمات اللوجستية.
وفي دولة الإمارات، بدأت التجارب على أولى سيارات الأجرة الذاتية الحركة، مع خطط لطرحها على الطرق في المستقبل القريب، بمجرد معالجة جدواها بالنسبة للسلامة وحركة المرور.
وفي قطاعي الطاقة والبحث والتطوير، تتيح التكنولوجيا والخوارزميات إجراء عمليات دقيقة في الحفر وإدارة الخزانات وضمان السلامة والإنتاج. لطالما كانت عمليات البحث والتطوير مكلفة في الماضي، لكن الذكاء الاصطناعي قادر على معالجة كميات كبيرة من البيانات في فترة زمنية قصيرة، مما من شأنه تقليل التكاليف لمختلف القطاعات بشكل كبير.
أما الواقع المعزز أو ما يعرف بـ Augmented Reality فهو تقنية أخرى ناشئة لديها القدرة على تعزيز قطاع النفط والغاز وتتميز هذه التقنية بفوائدها العديدة، ابتداء من تأثيرها في أعمال بسيطة كالإصلاحات في المواقع البحرية، إلى تحسين سلامة العمال.
أما الابتكار المتعلق باللغة فيسشكّل أداة تمكين هائلة للتفاعل مع الناس، خصوصاً في مكان كدولة الإمارات. ويتم بالفعل حالياً تشكيل الوسائط الإعلامية والمحتوى بواسطة الذكاء الاصطناعي لتتيح المرحلة التالية الاستفادة من هذا الإنجاز لترجمة اللغة. فبينما يمكن أن يكون حاجز اللغة أحد أكبر التحديات التي تعوق تقديم خدمة المتعاملين، يأتي الذكاء الاصطناعي ليوفّر تطبيقات جديدة للتغلب على ذلك والتواصل مع الجمهور.
التغلب على العقبات و المعوقات
على الرغم من كون حالات الاستخدام كبيرة، فإن الذكاء الاصطناعي أصبح كلمة مرنة اليوم. فالعديد يتحدث عن الذكاء الاصطناعي دون فهم تام لما يعنيه بالنسبة لأعمالهم. ينبغي على الشركات الجادة في تناول الذكاء الاصطناعي التركيز على أمرين: فوائده للعمل وفوائده في حالة استخدامه، وعليها أن تتبنى نهجاً سريعاً ومرحلياً للبدء وبناء الزخم.
أفضل طريقة هي البدء في تطبيق الذكاء الاصطناعي على نطاق صغير وتطويره مع المضي قدماً. ومن المهم أيضاً اعتماد الذكاء الاصطناعي في سياق واسع حيث يكون التعلم الآلي والتعلم العميق في جوهره. لا يمكن حل جميع المشكلات عن طريق التعلم الآلي أو التعلم العميق. إن فهم حالة الاستخدام ثم توظيف الأدوات المناسبة أمر ضروري لتحقيق النجاح.
وهناك تحدٍ آخر يواجه تطبيق الذكاء الاصطناعي يتعلق بالشفافية والتحيز. فعندما تقوم بتطبيق خوارزميات وتعلم عميق، فأنت لا تعرف دائما سبب اتخاذ الآلات للقرارات.
وينبغي أن نأخذ بعين الاعتبار الحجم الهائل للبيانات التي يتم إنشاؤها، والتي أصبحت واحدة من أكثر الأصول قيمة للمؤسسات اليوم. في العامين الماضيين وحدهما، قمنا بتوليد 90% من البيانات في العالم ولا شك بأن تطور ما يمكننا تحقيقه وتنفيذه بهذه البيانات هو أمر هائل، ونحن نستهين بالمدى والسرعة التي سيظهر بها الذكاء الاصطناعي في المستقبل.
ومع تحوّل بلدان الخليج العربي عن الاقتصاد المعتمد على النفط، يبرز الذكاء الاصطناعي كمجال نمو واعد جداً. وسيكون من المهم بالنسبة لدولة الإمارات مواصلة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي من خلال زيادة اعتماده وتبنيه في مختلف المؤسسات، وتعزيز قاعدة الكفاءات في هذا الإطار والاستمرار في العمل على الممكنات المناسبة، لتطوير نمط الحياة والعمل.
جون لارسون نائب رئيس أول، وحامد التميمي نائب رئيس في بوز ألن هاملتون
{{ article.visit_count }}
وستستخدم هذه الأكاديمية كمنصة تعليمية للكيانات تقدّم برنامجاً تخصصياً متكاملاً يقوم على تعزيز قدرات الابتكار والإبداع في مجال الذكاء الاصطناعي.
تتمثل الخطوة الأولى لتطبيق الذكاء الاصطناعي في إيجاد حالات قابلة للتطبيق ومن ثم العمل مع الإدارات والمؤسسات المختلفة لتطوير القوانين والأحكام والسياسات. وكانت البحرين من أوائل الداعمين لتطبيق الإصلاحات لدعم الشركات القائمة على التكنولوجيا بهدف تنشيط الاقتصاد.
أمثلة ناجحة عن استخدام الذكاء الاصطناعي
الأمن هو أحد أكبر المستفيدين من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وهنا في المنطقة، يتمتع الذكاء الاصطناعي بإمكانيات هائلة عندما يتعلق الأمر بالأمن، وقد تم بالفعل تطبيق هذه التكنولوجيا لمعالجة الصور والتعرف على الوجه والتحليل الاستباقي وما إلى ذلك.
ومن جهته، يتجه قطاع خدمة المتعاملين في المنطقة بشكل متنامي نحو الذكاء الاصطناعي لإدارة احتياجاته المتزايدة، ويستخدم الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع في التطبيقات الخاصة بالمستهلكين.
تطبيقات الأجهزة النقّالة مصممة الآن لاتاحة الخدمات الحكومية بسلاسة، ونحن نشهد حالياً اعتماد خدمة الرد التفاعلي عبر خدمات التجزئة والبنوك والخدمات الحكومية.
يتيح الذكاء الاصطناعي، توفير التجارب بأسلوب أكثر شخصية، ومع بروز خدمة الرد التفاعلي، نرى مستوى غير مسبوق من التغيير في هذا القطاع وسيستمر هذا الواقع في دفع خدمة المتعاملين عبر الخدمات الحكومية والقطاع الخاص.
وسيتأثر قطاع الرعاية الصحية بشكل كبير بالذكاء الاصطناعي في المستقبل كون هذا القطاع يتخلّى عن الأساليب التقليدية ويستخدم خوارزميات معقدة وبرمجيات لمساعدة الأطباء في تشخيص المرضى.
لتوضيح ذلك، كلف أول رسم للخريطة الجينية البشرية حوالي 3 مليارات دولار واستغرق تحقيقه قرابة 15 عاماً. اليوم، تبلغ تكلفة رسم الخريطة الجينية 1000 دولار للفرد ويتم ذلك في غضون ساعات. هذا تغيير هائل في فترة زمنية قصيرة ويتيح فرصاً كبيرة لوصف الأدوية للأفراد وفق الحاجة، بما في ذلك الطب الدقيق، وتطوير الأدوية والصور التشخيصية.
ويشهد قطاع النقل من جهته نقلة تغيير كبيرة بفضل الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، تستعد الشاحنات ذاتية الحركة للمسافات الطويلة في الولايات المتحدة إلى إحداث ثورة في قطاع الخدمات اللوجستية.
وفي دولة الإمارات، بدأت التجارب على أولى سيارات الأجرة الذاتية الحركة، مع خطط لطرحها على الطرق في المستقبل القريب، بمجرد معالجة جدواها بالنسبة للسلامة وحركة المرور.
وفي قطاعي الطاقة والبحث والتطوير، تتيح التكنولوجيا والخوارزميات إجراء عمليات دقيقة في الحفر وإدارة الخزانات وضمان السلامة والإنتاج. لطالما كانت عمليات البحث والتطوير مكلفة في الماضي، لكن الذكاء الاصطناعي قادر على معالجة كميات كبيرة من البيانات في فترة زمنية قصيرة، مما من شأنه تقليل التكاليف لمختلف القطاعات بشكل كبير.
أما الواقع المعزز أو ما يعرف بـ Augmented Reality فهو تقنية أخرى ناشئة لديها القدرة على تعزيز قطاع النفط والغاز وتتميز هذه التقنية بفوائدها العديدة، ابتداء من تأثيرها في أعمال بسيطة كالإصلاحات في المواقع البحرية، إلى تحسين سلامة العمال.
أما الابتكار المتعلق باللغة فيسشكّل أداة تمكين هائلة للتفاعل مع الناس، خصوصاً في مكان كدولة الإمارات. ويتم بالفعل حالياً تشكيل الوسائط الإعلامية والمحتوى بواسطة الذكاء الاصطناعي لتتيح المرحلة التالية الاستفادة من هذا الإنجاز لترجمة اللغة. فبينما يمكن أن يكون حاجز اللغة أحد أكبر التحديات التي تعوق تقديم خدمة المتعاملين، يأتي الذكاء الاصطناعي ليوفّر تطبيقات جديدة للتغلب على ذلك والتواصل مع الجمهور.
التغلب على العقبات و المعوقات
على الرغم من كون حالات الاستخدام كبيرة، فإن الذكاء الاصطناعي أصبح كلمة مرنة اليوم. فالعديد يتحدث عن الذكاء الاصطناعي دون فهم تام لما يعنيه بالنسبة لأعمالهم. ينبغي على الشركات الجادة في تناول الذكاء الاصطناعي التركيز على أمرين: فوائده للعمل وفوائده في حالة استخدامه، وعليها أن تتبنى نهجاً سريعاً ومرحلياً للبدء وبناء الزخم.
أفضل طريقة هي البدء في تطبيق الذكاء الاصطناعي على نطاق صغير وتطويره مع المضي قدماً. ومن المهم أيضاً اعتماد الذكاء الاصطناعي في سياق واسع حيث يكون التعلم الآلي والتعلم العميق في جوهره. لا يمكن حل جميع المشكلات عن طريق التعلم الآلي أو التعلم العميق. إن فهم حالة الاستخدام ثم توظيف الأدوات المناسبة أمر ضروري لتحقيق النجاح.
وهناك تحدٍ آخر يواجه تطبيق الذكاء الاصطناعي يتعلق بالشفافية والتحيز. فعندما تقوم بتطبيق خوارزميات وتعلم عميق، فأنت لا تعرف دائما سبب اتخاذ الآلات للقرارات.
وينبغي أن نأخذ بعين الاعتبار الحجم الهائل للبيانات التي يتم إنشاؤها، والتي أصبحت واحدة من أكثر الأصول قيمة للمؤسسات اليوم. في العامين الماضيين وحدهما، قمنا بتوليد 90% من البيانات في العالم ولا شك بأن تطور ما يمكننا تحقيقه وتنفيذه بهذه البيانات هو أمر هائل، ونحن نستهين بالمدى والسرعة التي سيظهر بها الذكاء الاصطناعي في المستقبل.
ومع تحوّل بلدان الخليج العربي عن الاقتصاد المعتمد على النفط، يبرز الذكاء الاصطناعي كمجال نمو واعد جداً. وسيكون من المهم بالنسبة لدولة الإمارات مواصلة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي من خلال زيادة اعتماده وتبنيه في مختلف المؤسسات، وتعزيز قاعدة الكفاءات في هذا الإطار والاستمرار في العمل على الممكنات المناسبة، لتطوير نمط الحياة والعمل.
جون لارسون نائب رئيس أول، وحامد التميمي نائب رئيس في بوز ألن هاملتون