نجح معرض ومؤتمر الشرق الأوسط لهندسة العمليات "ميبيك 2019"، في اجتذاب كبريات الشركات الصناعية العاملة بمجال النفط والغاز والبتروكيماويات على مستوى الشرق الأوسط، خلال الفعالية التي تستضيفها البحرين برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، تحت شعار "تحول هندسة العمليات من خلال الابتكار".

ويعتبر الابتكار من مفاتيح نجاح الشركات العملاقة باعتباره ملهماً لمزيد من العمل الإنتاجي الفعال والمؤثر بهذه الصناعة النامية، والتي تشهد تطوراً نوعياً نابعاً عن تأثيرها باقتصاد البلدان.

تجارب

ويركز "ميبيك 2019"، على عرض العديد من الفرص والتجارب المميزة في مجال استخدام التكنولوجيا لرفع مستوى الإنتاج والكفاءة، وهو الموضوع الأهم لدى الشركات الصناعية العملاقة.

وتجسد الرعاية الكريمة للفعالية منذ انطلاقتها في عام 2011 تأكيداً على رعاية حكومة مملكة البحرين لهذه الصناعة العالمية، وترسخ اعتبار المنامة مرفأ للفرص الناجحة، ونقل الفائدة وتبادل الخبرة.

مؤشرات

واستقطب "ميبيك 2019" قرابة 3500 مشارك من الباحثين والمسؤولين والرؤساء التنفيذيين، وكذلك المهندسين والمتخصصين ورجال الأعمال والمستثمرين في قطاع هندسة العمليات وتكنولوجيا النفط والغاز والجامعات من مملكة البحرين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومن دول الشرق الأوسط والعالم، وأكثر من 150 شركة من شركات النفط والغاز والتكرير والبتروكيماويات الوطنية والعالمية وكبريات شركات التشغيل من 50 دولة من مختلف دول العالم، حيث تمثل قائمة الحضور لهذه الفعالية العالمية مؤشراً على نجاحها من أجل تطوير عمل هندسة العمليات في دول العالم.

كفاءة

وقال وزير النفط الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة إن فعاليات "ميبيك" هذا العام احتضنت النسخة الأولى في مملكة البحرين من مؤتمر مجلس البترول العالمي تحت شعار "التكامل والاستراتيجية والقيادة" الذي يعتبر من أكبر المؤتمرات العالمية المتخصصة في مجال البترول، والذي يتناول فيه عدد من المواضيع المهمة في استراتيجية التكرير، وقيادة البتروكيماويات، وتغيرات الرؤى الوطنية، ونماذج الأعمال ومتطلبات العملاء والبيئة والاستدامة والأمن وغيرها من المواضيع ذات العلاقة.

وأشار وزير النفط إلى أن هذا المعرض والمؤتمر يجمع كبريات الشركات العالمية المختصة بالهندسة الكيميائية، مشيداً بدور الجمعية الأمريكية للمهندسين الكيميائيين في تعريف الشباب والشابات الذين دخلوا هذا المجال في القطاع الصناعي وكيفية استخدام التقنية فيه وآلية رفع الكفاءة زيادة الإنتاجية.

وتابع قائلاً: "كل تلك المواضيع تهم الشركات في المنطقة، هذا وبالإضافة إلى حرصنا على تشجيع المرأة في المجال الهندسي من خلال طرح جوائز تنافسية في هذا المجال، فضلاً عن تدشين عددٍ من سباق الجامعات من بينها مسابقة الشرق الأوسط للسيارات التي تعمل بالطاقة الكيميائية".

ونوه بأن مملكة البحرين تسعى جاهدة في استقطاب التكنولوجيات الحديثة للمساهمة في تطوير مختلف المشاريع النفطية مثل مشروع تحديث مصفاة البحرين ومصنع الغاز الثالث ومشروع غاز المسال ومشروع أنابيب النفط.

وأشار إلى أن المملكة تتطلع إلى أثر إيجابي للاكتشاف النفطي الأخير بها، والذي سيغير الكثير من معادلات الإنتاج والعوائد الاقتصادية، بما يعزز فرص العمل، ويستحدث مساقات علمية متخصصة في الجامعات البحرينية بقطاعي النفط والغاز، وكيفية الحفاظ على هذه الثروة الوطنية، وتوظيفها على النحو الأمثل لما فيه خير البشرية جمعاء.

وأوضح الوزير، أن الهيئة الوطنية للنفط والغاز مستمرة في رسم الخطط والاستراتيجيات الرامية إلى توظيف التقنيات التكنولوجية الحديثة والمتطورة في قطاعي النفط والغاز، مبيناً أن مشاريع النفط والغاز ستسهم بلا شك في استدامة الموارد وخلق فرص نوعية واعدة يعود أثرها لصالح الوطن والمواطنين.

اقتصاد رقمي

من جانبه، قال رئيس شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات "جيبيك" د.عبد الرحمن جواهري: "إنه من دواعي سرورنا أن يتم افتتاح هذا المعرض والمؤتمر الكبير بحضور أكثر من 3500 خبير عالمي من جميع أنحاء العالم بعد يوم من افتتاح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الخامس لمجلسي الشورى والنواب".

وتابع: "ومن الصدف الجميلة أن الخطاب السامي لسيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، في افتتاح دور الانعقاد تضمن عن المساعي الجادة نحو اقتصاد المعرفة باتجاهاته الحديثة ومباشرة الحكومة بوضع خطة وطنية شاملة تُأمّن الاستعداد الكامل للتعامل مع متطلبات الاقتصاد الرقمي، وعن تحول وتحويل منشئاتنا الصناعية في قطاع النفط والغاز والبتروكيماويات لتتواكب مع آخر التطورات في التكنولوجيا والابتكار والمعرفة عالمياً، فضلاً عن سن القوانين لتتماشى وتتواكب مع هذه التحولات".

وأشار عبد جواهري إلى أن رؤية حضرة صاحب الجلالة المفدى وحكومة البحرين تنعكس تماماً في مثل هذه المؤتمرات والمعارض التي تجمع كبار الشركات العالمية تحت سقف واحد.

وأكد أن كبرى شركات النفط في العالم مشاركة في هذا المعرض والمؤتمر، وبدعم مطلق من الهيئة الوطنية للنفط والغاز، وشركة "أرامكو السعودية" والشركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك"، التي تعد أحد شركاء شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات "جيبيك"، وهي من بين كبريات شركات إنتاج الكيماويات عالمياً.

وأضاف أن هذا الحدث الهام يضم خبراء من مجلس البترول العالمي، وخبراء من أربع منظمات عالمية متواجدين للحديث عن نظرة الصناعة في الـ 20 أو 30 سنة القادمة، لافتاً إلى أنها ستكون نظرة مختلفة جداً عما نحن عليه الآن.

وأوضح رئيس "جيبيك"، أن هناك تحديات كبيرة من بينها تحديات في تدريب الكوادر الوطنية، والسعي الدائم لتتماشى مع التطورات في التكنولوجيا والرقمية والصناعة الرقمية والصناعة المعرفية والابتكار، وكيفية تحويل الصناعات المبنية على التكنولوجيا التقليدية إلى صناعات متطورة تستطيع من خلالها منافسة كبريات الشركات العالمية.

وبين، أن البحرين أثبتت نجاحها في جذب مثل هذه المؤتمرات الهامة، مشيراً إلى أن حضور سعادة السيد النور سلطانوف وكيل وزارة الطاقة بجمهورية أذربيجان، والدكتور سون شيان شنغ الأمين العام للمنتدى الدولي للطاقة، وكذلك حضور شخصيات ورؤساء الشركات العالمية يدل على مكانة البحرين من جهة، وعلى جدية حكومة البحرين ورؤيتها لأخذ الصناعة والاقتصاد البحريني إلى مستوى متطور ومتقدم خلال السنوات القادمة من جهة أخرى.

نتائج

وتعتبر نتائج "ميبيك 2019"، مهمة في سبيل تحقيق مزيد من الاستدامة بالمشروعات الاقتصادية الضخمة المرتبطة بقطاع النفط والغاز والبتروكيماويات.

ويشهد المعرض عدداً من الفعاليات المصاحبة التي تسهم في رفع كفاءة الكوادر المهنية بالشركات المتخصصة ومعروضات تشمل مبادرات صناعية مميزة، فضلاً عن تشجيع طلبة الجامعة من التخصصات الهندسية والصناعية لمواكبة التطور المهني بالشركات التي قد ينخرطون بالعمل فيها مستقبلاً.