أكد خبير تقنية المعلومات يعقوب العوضي أن نظم الأمن الإلكتروني والسيبراني والرصد المبكر لهجمات قراصنة المعلومات وحماية العلامة التجارية كفيلة بتوفير حماية جيدة لبيانات المؤسسات والشركات، لكنه أضاف أن حماية بيانات المستخدمين مثل عملاء البنوك هي مسؤولية شخصية تقع على عاتقهم الشخصي بالدرجة الأولى.وأشار العوضي إلى دراسة استطلاعية أجرتها كاسبرسكي مؤخرا وأظهرت أن ربع المستخدمين تقريبًا (23%) في مملكة البحرين واجهوا محاولة احتيال مصرفي واحدة على الأقل في النصف الأول من العام الماضي، وأن 47% منهم لم يدركوا أنهم تعرضوا للاحتيال إلا عندما فتحوا الرابط الإلكتروني المرسل إليهم وعرَّضوا أنفسهم للخطر، وأن محاولات الاحتيال المصرفي حدثت في معظمها (90%) عبر الهاتف.وقال الرئيس التنفيذي لشركة "إن جي إن" لأنظمة المعلومات المتكاملة يعقوب العوضي: "نلاحظ من خلال عملنا أن زيادة الاعتماد على قنوات الدفع الإلكتروني خاصة في ظل جائحة كوفيد-19 رفعت من شهية قراصنة الانترنت لتطوير أساليبهم في اختراق حسابات المستخدمين، وحرصهم على تطوير طرق احتيال وبرمجيات أكثر تعقيدا واستخدام ما يسمى بالهندسة الاجتماعية لهذه الغاية"، مشيدا في هذا السياق بقيادة مصرف البحرين المركزي لجهود التوعية التي تقوم بها المؤسسات المالية والمصرفية لدى أوساط المتعاملين والمستخدمين من أجل حماية حساباتهم المصرفية.وأوضح أن أكثر ما يبحث عنه المحتالون هو البيانات المصرفية للمستخدم لسرقة أمواله بسهولة، مشيرا إلى أنه من بين الطرق التي يستخدمها هؤلاء القراصنة تصميم صفحة مزورة مشابهة لصفحة البنك الإلكتروني أو فيزا أو ماستر كارد ويرسلونها للمستخدم في رسالة بريد إلكتروني طالبين منه تحديث بيانته، إضافة إلى اختراق مواقع التسوق وسحب معلومات الحسابات البنكية، أو تزوير الصرافات الآلية وسرقة معلومات بطاقات الائتمان، أو اختراق البنوك وتسريب معلومات عن الحسابات البنكية، أو شراء معلومات الحسابات البنكية من السوق السوداء، أو صناعة بطاقات ائتمان مزورة وتحويل الاموال منها، أو نشر الفيروسات التي تستهدف الحسابات البنكية.وحول أوجه إنفاق الأموال المسروقة تحدث العوضي عن عدة طرق يلجأ إليها القراصنة من أجل تحويل المبالغ المالية من الحسابات المسروقة، من بينها استخدام البينات المسروقة في الشراء من الانترنت، أو شراء العملات الرقمية مثل البتكوين خاصة عندما يكون المبلغ المسروق كبير غالبا، لأن عملة البتكوين لها قيمة ومن المستحيل تعقبها ومعرفة من يمتلك العملات .وأكد العوضي في هذا الصدد إلى أن الهاكر لكن لن يستطيع الدخول إلى حساب المستخدم إلا بعد التواصل معه، لذلك تبرز هنا أهمية وعي المستخدمين وعدم الإفصاح عن بياناتهم لأي جهة كانت، وشدد في الوقت ذاته على ضرورة الحفاظ على سرية بطاقات الصرّاف الآلي أو البطاقات الائتمانية وعدم تصويرها ونشرها.كما نبه إلى ضرورة عدم استخدام رقم سري واحد لجميع الحسابات، لأنه في حال حصول أي تسريب لقاعدة بيانات أي موقع أو تطبيقي يكون المستخدم صيداً سميناً وسهلاً، وبخاصة إذا كان يستخدم نفس الرقم أيضاً على بريده الإلكتروني الشخصي المرتبط بجميع حسابته، حيث سيتمكن المخترق من الوصول إلى جميع الحسابات والاستيلاء عليها بكل سهولة، إضافة إلى أهمية تفعِّل خاصية التحقق بخطوتين في جميع الحسابات، وذلك عن طريق ربط تلك الحسابات برقم الهاتف النقال، وإدخال رمز مؤقت يصل عن طريق رسالة نصية في كل مرة يريد المستخدم الدخول إلى حسابه.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90