الحرة
ضجت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان بمقطع مصور يظهر فيه مجموعة الأشخاص بلباس أطباء، يعملون على نقل مريض من مستشفى إلى آخر داخل بيروت، سيرا على الأقدام بسبب عدم قدرة سيارات الإسعاف على التزود بالوقود، ولكن تبين أن حقيقة الفيديو مختلفة، والهدف منه إيصال رسالة.
ويظهر في الفيديو المتداول، امرأة بالرداء الأبيض الخاص بالكوادر الطبية، وهي تنقل المريض على السرير وسط الطريق، وتقول إنه تم نقل هذا المريض إلى المستشفى (أوتيل ديو)، آملين أن نجد له مكانا، علما أن "سيارات الإسعاف مقطوعة من البنزين".
#لبنان
بسبب انقطاع البنزين عن سيارات الإسعاف.. نقل مريض من مستشفى رزق في منطقة الأشرفية في #بيروت إلى مستشفى أوتيل ديو مشياً على الاقدام pic.twitter.com/FJETbGCR4N
— Eman Ali (@EmanAli41856415) August 18, 2021
وتناقل ناشطون هذا الفيديو بكثرة، قبل أن يتبين أنه مشهد تمثيلي يهدف إلى الإضاءة على الحالة التي يمكن أن يصل إليها المرضى في لبنان، إذا لم يتم معالجة أزمة المحروقات، وأزمة الدواء بأسرع وقت.
وفي هذا السياق، شددت، منظمة التحرك، العضو المؤسس لمنظمة "القمصان البيض" (تجمع لناشطين من الأطباء والصيادلة) سوزان سربيه، في حديث لموقع "الحرة"، على أن "المشهد التمثيلي كان يوم (أمس) الثلاثاء، للدلالة على واقع المستشفيات والجهاز الطبي في لبنان، لاسيما مع أزمة شح المازوت وإقفال احدى أكبر معامل الأمصال في البلاد".
سربيه، وهي التي ظهرات تتحدث في الفيديو، حذرت من "مشكلة انقطاع الكهرباء في المستشفيات، وغياب مادة المازوت لتشغيل المولدات، ما يضع المريض في حالة من الخطر الشديد، لاسيما في حال انطفاء الآلات، وأجهزة التنفس والتكييف".
ويعاني لبنان منذ أسابيع طويلة من نقص في المحروقات ينعكس سلبا على قدرة المرافق العامة والمؤسسات الخاصة وحتى المستشفيات على تقديم خدماتها.
المولدات غير قادرة على تأمين المازوت لتغطية ساعات انقطاع الكهرباءوبسبب أزمة المحروقات وغياب الصيانة والبنى التحتية، تراجعت تدريجا خلال الأشهر الماضية قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التغذية، ما أدى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يوميا.
ولم تعد المولدات الخاصة قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء، ما اضطرها أيضاً إلى التقنين ورفع تعرفتها بشكل كبيرة جراء شراء المازوت من السوق السوداء.
وعن طبيعة التحرك والأسلوب المتبع فيه، قالت سربيه إنه "ضم صيادلة تجولوا في شوارع العاصمة، وسرعان ما انضم إليهم عدد كبير من المارة"، موضحة أن "الأسلوب التعبيري الذي اعتمد في هذا النشاط، هو الطريقة الوحيدة لرفع الصوت عاليا وإيصال الرسالة للمجتمع اللبناني والدولي على حد سواء".
وخلال التحرك رفع بعض المشاركين من الكادر الطبي لافتات، كتب عليها: "ما في كهرباء = ما في مستشفى"، "ما في بنزين = ما في إسعاف"، "ما في استيراد - ما في دواء".
بدوره، نشر الصليب الأحمر اللبناني، الأسبوع الماضي، صورة لمسعفين يدفعون السيارة من وسط الطريق، بسبب نفاذها من مادة البنزين، معلقين "ما في شي بيوقف بدربنا، دايما حدكن"، في دلالة إلى تحديات أزمة المحروقات.
وكانت إحدى أكبر المستشفيات في لبنان، قد أعلنت يوم السبت، إنها ستضطر لإغلاق أجهزة التنفس وغيرها من المعدات المنقذة للحياة في أقل من 48 ساعة مع نقص الوقود في البلاد.
وذكر المركز الطبي في الجامعة الأميركية في بيروت في بيان أن الإمدادات اللازمة لتشغيل المعدات ستنفذ بحلول صباح الاثنين، داعيا الحكومة ووكالات الإغاثة الدولية إلى تزويده بالوقود في الوقت الذي تكافح فيه البلاد أسوأ انهيار اقتصادي منذ عقود.
وحذر المركز من "كارثة وشيكة"، قائلا إن أربعين مريضا بالغا وخمسة عشر طفلا يعيشون على أجهزة التنفس سيموتون على الفور إذا كانت المعدات غير قادرة على العمل.