قال وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار، اليوم، إن وصول النفط لسعر 100 دولار للبرميل لن يكون مستداماً، مضيفاً أن أوبك تستهدف استقرار السوق.
وقال عبد الجبار في مقابلة مع قناة سكاي نيوز عربية، إنه يعمل على برنامج يستهدف زيادة القدرة الإنتاجية للبلاد إلى ثمانية ملايين برميل يومياً، واصفاً إياها بأنها «قدرة متوازنة».
وأضاف الوزير أن العراق يطمح لتحقيق هدف زيادة إنتاج الغاز إلى 4 مليارات قدم مكعبة قبل 2025.
ومن جهتها قالت مجموعة «فيتول جروب» الهولندية لتجارة النفط، إن سياسة الإنتاج الخاصة بتحالف أوبك بلس سوف تكون العامل الرئيسي الذي يؤثر على أسعار النفط خلال الأشهر المقبلة.
ونقلت وكالة «بلومبرج» للأنباء عن أكبر مجموعة مستقلة لتجارة النفط في العالم القول، إن هناك فرصة ضئيلة لعودة النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية هذا العام، وإن منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة لا يستثمرون بالشكل الكافي لزيادة الإنتاج سريعاً.
وقال مايك مولر، رئيس وحدة آسيا في مجموعة فيتول، في ندوة عبر الإنترنت اليوم استضافتها شركة الاستشارات جولف إنتليجنس التي تتخذ من دبي مقراً لها: «السيطرة على الأسعار في أيدي أوبك بلس إلى حد كبير».
كما أشار إلى أنه في الولايات المتحدة، «لا يتوفر ببساطة عدد الحفارات اللازم للحاق بالركب بطريقة قد تكون ضرورية في حالة الحاجة إلى نفط إضافي».
ويجتمع تحالف أوبك بلس، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وشركاءها والمكون من 23 دولة بقيادة المملكة العربية السعودية وروسيا، غداً الاثنين.
ومع ارتفاع سعر خام برنت القياسي إلى أكثر من 80 دولاراً للبرميل الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ عام 2018، دعا بعض التجار والبيت الأبيض أوبك بلس إلى الإعلان عن زيادة الإنتاج بوتيرة أسرع من المخطط لها.
أسعار الغاز تضغط
وينعكس الارتفاع الشديد في أسعار الغاز على النفط، إذ قد يتجه قسم من الطلب المخصص لإنتاج الكهرباء والتدفئة هذا الشتاء إلى الخام.
ومن المحتمل أن تدفع هذه الزيادة في الاستهلاك بعض الدول المنتجة من مجموعة أوبك بلاس التي تجتمع الاثنين، إلى زيادة خططها الإنتاجية.
وأوضح بيورنار تونهاوغن المحلل لدى مجموعة «رايشتاد إينرجي» أن تحول قسم من الطلب على الغاز إلى النفط سيتأتى «بنصفه عن إنتاج الكهرباء في آسيا، وبنصفه الآخر الذي يبقى غير واضح عن الاحتياط في حال كان فصل الشتاء أشدّ برداً من العادة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية».
ورأى ديمتري ماريشنكو المحلل لدى شركة «فيتش» في اتصال أجرته معه وكالة فرانس برس أن الدول الشديدة الاستهلاك للنفط «مثل السعودية والكويت في الشرق الأوسط، واليابان وكوريا الجنوبية في آسيا»، هي الأكثر إقبالاً على مثل هذا الانتقال إلى النفط.
وعلى المستوى العالمي، فإن حصة النفط في إنتاج الكهرباء تبقى متدنية جداً، إذ بلغت أقل من 3% في 2019 بحسب الوكالة الدولية للطاقة، في حين بلغت حصلة الفحم 36,7% والغاز الطبيعي 23,5%.
وقال توني سايمي الخبير الاقتصادي في معهد «سالفورد بيزنس سكول»، إن «عدداً ضئيلاً من محطات إنتاج الكهرباء تملك القدرة على التحول» إلى اعتماد النفط أو الفحم، مشيراً إلى أن «العدد تراجع في السنوات الثلاثين الأخيرة على ضوء الوعي لوطأة المحروقات الأحفورية على البيئة».
وبالتالي، فإن أسعار النفط الخاضعة من جهة أخرى لعوامل عديدة أخرى، ارتفعت على وقع الزيادة الشديدة في أسعار الغاز، إنما بنسبة أدنى.
هل تتدخل أوبك بلاس؟
من الصعب تقييم حجم الطلب الإضافي على النفط الناجم عن التحول عن الغاز، لكن شركة «ستاندارد أند بورز غلوبال بلاتس» تقدره بـ«320 ألف برميل في اليوم خلال الأشهر الستة المقبلة في آسيا وأوروبا».
أما مصرف غولدمان ساكس، فتصل توقعاته «إلى 1,35 مليون برميل في اليوم لتوليد الكهرباء و600 ألف برميل في اليوم في القطاع الصناعي في آسيا وأوروبا» إذا استمرت أسعار الغاز في الارتفاع.
غير أن هذه الكمية لا تمثل سوى 2% من الطلب العالمي على النفط الذي يتوقع أن يتخطى العام المقبل عتبة مئة مليون برميل في اليوم، بحسب منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).
بديل لا يقاوَم
لفت المحللون في المصرف الأمريكي إلى أنه «إن كان من الممكن التعامل مع الأمر على مستوى السوق العالمية، إلا أن صدمة كهذه ستمثل ارتفاعاً بمقدار خمسة دولارات للبرميل، على ضوء الصعوبات التي يواجهها عرض النفط لتلبية الطلب حالياً.
وقد يأخذ أعضاء أوبك وحلفاؤهم من خارج المنظمة بهذا الواقع خلال الاجتماع الوزاري لمجموعة أوبك بلاس الاثنين، فيعمدون إلى زيادة إنتاجهم قبل الوقت المتفق عليه لذلك،
غير أن العديد من المحللين يشككون في هذا الاحتمال.
وقال أوليفييه داغان المستثمر في مجموعة»أو إف إي«لإدارة الأصول رداً على أسئلة فرانس برس، إن حجم الانتقال من الغاز إلى النفط»سيتوقف بصورة خاصة على الفرق في الأسعار بين الاثنين«.
وسجل هذا الفرق زيادة كبيرة في الأيام الأخيرة.
ففي أوروبا، تواصل أسعار النفط ارتفاعها، ووصلت الجمعة في سوق»تايتل ترانسفر فاسيليتي«(تي تي إف) المرجعية في أوروبا إلى عتبة مئة يورو للميغاواط/ساعة لأول مرة في تاريخ هذه السوق الافتراضية للتداول بالغاز الطبيعي الهولندي.
ويعكس هذا السعر ارتفاعاً بخمسة أضعاف عما كان عليه في مطلع العام، في حين أن سعر النفط ازداد بمرتين فقط في الفترة ذاتها.
وإذا ما قارنا بين الأسعار على أساس وحدة الغاز مقابل وحدة النفط، وهي مقارنة محفوفة بالمخاطر، يتبين أن سعر الغاز الأوروبي بات أعلى بمرتين من السعر الذي بلغه برميل نفط برنت بحر الشمال المرجعي في أوروبا الثلاثاء وقدره 80,75 دولاراً، وهو الأعلى منذ ثلاث سنوات.
وفي مثل هذه الحالة، رأى جيفري هالي المحلل لدى»أواندا«أن»جاذبية النفط كبديل لإنتاج الكهرباء لا تقاوم"، حين يكون ذلك ممكناً.