إبراهيم الرقيمينظم المترشح النيابي لأولى الجنوبية عدنان المالكي، محاضرة بعنوان "كيفية اختيار المرشح الكفاءة"، ألقاها مستشار الشؤون التشريعية مال الله الحمادي، بحضور عدد من المترشحين والمواطنين في المنطقة.وذكر مستشار الشؤون التشريعية مال الله، خلال المحاضرة أن الانتخابات تعتبر قيمة ديمقراطية تهدف إلى اختيار أفضل المترشحين ليكونوا في خدمة مجتمعهم، وعلى الناخب أن يكون مدركاً أن صوته أمانة فلا يضيعه ولا يمنحه إلا لمن يستحقه، وأن يدرك أن الإدلاء بصوته شهادة أمام الله، فهي إما أن تكون شهادة حق ينفع بها الناخب نفسه ومجتمعه ووطنه، أو شهادة زور يضر بها نفسه ووطنه، لافتاً إلى أنه على الناخب أن يرفض كل أشكال التضليل والإغراء المادي أو المعنوي، وعليه كذلك أن يكون واعياً ومدركاً لقيمة صوته الانتخابي، فهذا الصوت لو وضع في المكان الصحيح والمناسب فإنه سيغير بشكل كبير الأوضاع المغلوطة التي سادت في مجتمعنا.وشدد مال الله على أن بعض الناخبين مازالوا لا يعون مدى خطورة الدور الذي يقوم به النائب، ويعتمد في اختياره على معايير خاطئة مثل التحزب للعائلات أو للطائفة أو لمرشح صديق أو صاحب المال الوفير والذي استنكره المستشار. وقال إن البرلمان خير من يدفع الدولة إلى الأمام في مواجهة تحديات إقليمية ودولية إضافة إلى مواجهة ملف الإرهاب وملفات داخلية مهمة جداً، بالإضافة طبعاً إلى مراقبة الحكومة والحفاظ على المال العام .وتطرق إلى ضرورة أن يكون البرلمان القادم على مستوى المسؤولية ومن الضروري أن يختار الناخب خير من يمثله بعيداً عمن يملؤون الدنيا بالدعاية الانتخابية لمجرد الدعاية فقط، ويجب أن يختار الناخب مرشحاً صاحب خلق وأمانة وعلم، بعيداً عن المظاهر الرنانة. وأضاف أنه "من ناحية أخرى علينا أن ننظر إلى سائر المترشحين نظرة إيجابية، تدفعنا إلى أن نختار من نثق فيه ليس بصورة ظاهرية أو شكلية ولكن بصورة فعلية من خلال تعامله مع الناس وأن يكون صادقاً يفي بالعهود أميناً يحب العمل العام وخدمة الناس لا يقبل المال الحرام والإغراءات. هذا هو من يجب أن نختاره بعيداً عن الجوانب الشكلية الأخرى".وتابع مال الله بأنه إلى جانب ذلك يجب أن يكون لديه وعي وإدراك بما يدور على الساحة الدولية والإقليمية، وليس على الساحة الداخلية فحسب، بل لا بد أن تكون لديه آفاق واسعة؛ ليفقه ما يدور من حوله من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مشيراً إلى أن دور الناخب في هذه الحالة مهم جداً لأنه يختار من يتولى التحدث باسمه ونقل اقتراحاته ونقل أمنياته، لذلك من الواجب أن يبحث كل ناخب في خير من يتولى ذلك بعيداً عن الكلام المعسول الذى تتضمنه الدعاية الانتخابية.وزاد: "إنه من الضروري أن يحسن الناخب اختيار عضو البرلمان من حيث الثقافة وبعد النظر ورجاحة العقل والعلم بصفة عامة، خاصة وأن البرلمان يتدخل بصورة أو بأخرى في تحديد سياسة الدولة، ونحتاج لبرلماني يدرك كيف يضع أولويات واهتمامات الدولة خارجيا وداخليا، بعيداً عن تحقيق المصالح الشخصية للناخب ذاته"، لافتاً إلى أن مهام النائب المشاركة في التشريع ورسم السياسات العامة واعتماد الخطة الاقتصادية ودراسة الميزانية والرقابة وليس من بين هذه المهام تقديم الخدمات الشخصية للناخبين.وأكد المستشار مال الله أن التأهيل لا يعني أن يكون حاصلاً على مؤهل علمي أو أكاديمي فقط، ولكن يقصد بالتأهيل أن يكون أهلاً لهذا المنصب وأن تكون لديه رؤية مستنيرة وواعية لكل ما حوله خاصة المشكلات التي يعاني منها المجتمع، وأن تكون لديه خطة عمل وبرنامج انتخابي سيعمل به بعد انتخابه، بالإضافة إلى تمتعه بالحس الديني والأمانة والصدق.وحول كيفية تقييم الناخب، قال إنها تأتي من خلال نشاط ذلك النائب قبل وأثناء العملية الانتخابية ومن خلال التحليل الموضوعي لخطاباته ولقاءاته الجماهيرية ومناقشته شخصياً في بنود برنامجه وكيفية تقديم الخدمات والدعم وإيصال صوت أبناء دائرته إلى صنّاع القرار وسعيه الدؤوب لحل المشاكل خاصة فيما يتعلّق بالجهات والهيئات الحكومية.وأضاف أنه لا يتوقف دور الناخب عند الإدلاء بصوته فقط، بل يتعدى ذلك إلى متابعة أداء هذا النائب الذي اختاره سواء داخل البرلمان أم خارجه، حيث ينبغي عليه أن يقيّم أداء هذا النائب بأعماله قياساً على أقواله وعلى برنامجه الانتخابي الذي طرحه قبل انتخابه.