ياسمين العقيدات

تلعب المرأة البحرينية دوراً كبيراً في المشاركة السياسية وصنع القرار، غير أن دوراً آخر مهماً لم يسلط عليه كثير ضوء هو دورها في الدعاية الانتخابية. إذ يعتمد عليها مترشحون كثر لترويج برامجهم وإقناع الناخبين بالتصويت لهم.



المترشح علي سمير قال إن حضور العنصر النسائي في الترويج الانتخابي له دور فعال بل يكاد يكون أقوى من أي قناه إعلامية أخرى، إذ للنساء قدرة على دخول البيوت وإقناع أصحابها. وأوضح "رغم أن مجتمعنا ذكوري لكن معظم الرجال يصغون للنساء. ويجب على ممارسات الدعاية الانتخابية أن يكن قادرات على إقناع النساء أولاً. لذلك أهم جزء من طاقم العمل هو العنصر النسائي فهن المفاتيح الانتخابية الأقوى. من خلال تواجدي في معهد البحرين للتنمية للسياسية في الفتره الأخيرة كان معنا كثير من الفرق الانتخابية وكان العنصر النسائي هو الأقوى حضوراً.

فيما قال الناخب علاء أبوعلي إن "للمرأة البحرينية حضور فعال في المجالس النسائية لثقافتها وشجاعتها. وبحكم قوة العلاقات العامة النسائية أرى المرأة أقدر من الرجل في الدعاية الانتخابية وشرح البرنامج الانتخابي لسهولة دخولها المنازل وقوة إقناعها".

وقالت دينا اللظي إن "المرأة تمتع بقدرة خاصة على الإقناع من خلال ما تمتلكه من ملكات خاصة في التعبير وإيصال الفكرة، كما أن خصوصية مجتمعاتنا والعادات والتقاليد تجعل الاستعانة بالمرأة أولوية للمترشحين".

واعتبرت حوراء حسن أن إقناع الناس صعب "لذلك يجب استخدام الأساليب المقنعة في الترويج لبرامج المترشحين وأسلوب المرأة أكثر لطفاً من الرجل ما يجعلها أحياناً أكثر إقناعاً. كما أن المرأة عموماً أكثر جدية في العمل لهذا يتم الاعتماد عليها بشكل أكبر في الدعاية الانتخابية. لذلك أثناء العمل كنا ننقسم إلى عدة فرق ويتكون كل فريق من امرأة و رجل وتكون مهمة التحدث و الاقناع مسوؤلية المرأة".

وقالت مريم محمد إن المرأة أفضل من الرجل في الترويج للبرنامج الانتخابي فهي أكثر صبراً، وفي حال الحصول على رد غير لائق من أحد الافراد تتعامل معه بحكمة وهدوء غالباً. أكثر المواطنين يعطون المرأة الفرصة في التحدث أكثر من الرجل".



أسباب نفسية

فيما قال الاختصاصي النفسي محمود عبدالعال "عادةً في حملات الترويج للبرامج الانتخابية يسعى بعض الناخبين الذكور إلى الاستعانة بالمرأة لترويج برامجهم لعدد من الأسباب منها اجتماعية كمحاولة خلق الثقة، فعندما تتقبل المرأة برنامجاً انتخابياً وتروج له فهذا يعطي مصداقية خصوصاً لدى النساء. مثلاً عندما يطرح المرشح أفكاراً تتعلق بحقوق المرأة وتكون المرأة مروجة للبرنامج فهذا يمنحه مصداقية. كما أن المجتمع يتقبل دخول المرأة إلى أي مكان فلا توجد مخاوف عندما تشرح المرأة البرنامج في المنزل نظراً لثقة المجتمع بها".

وأضاف عبدالعال "من الأسباب التي تدفع البعض للإصغاء للمرأة حين تروج برنامجاً لمترشح أن النساء يثقن غالباً بقدرة الرجل على التغيير أكثر من ثقتهن في قدرة المرأة. ومن الناحية النفسية فإن النساء أكثر قبولاً في المجتمع الذكوري للدعاية الانتخابية، لكن يجب التركيز هنا على نقطة مهمة هي أن محتوى البرامج المقدمة من المرشحين يساعد المرأة أيضاً على الإقناع حال كانت البرامج براقة في شكلها خصوصاً ما يدور منها حول حقوقها، فالمرأة الشرقية تؤمن إيماناً راسخاً بأن الرجل قادر على تحصيل حقوقها كما أن خبرة الرجل المترشح تجعله يدرك تماماً الوسائل التي يمكن من خلالها جمع أكبر قدر من الأصوات من خلال معرفته لسلوك المرأة التي من خلالها يمكن أن يقنع الآخرين ببرنامجه الانتخابي. ولا ننسى أن الرجل يدرك أن 50% من الأصوات تأتي من المرأة لذلك يسعى لتضمين برنامجه الانتخابي كل ما يتعلق بحقوق المرأة. وهذا لا يعني عدم وعي المرأة البحرينية بحقوقها إنما يتعلق باستغلال بعض المترشحين قضايا المرأة لإضفاء الجاذبية على برامجهم. ولا ننسى أن التراكم النفسي للتربية الأسرية أضعف مفهوم الذات لدى المرأة العربية بشكل عام حول قدرتها على تشكيل الأغلبية في أي محفل انتخابي، كما أن البرامج الانتخابية تدور عادة حول الخدمات والسياسة وهذا ليس من اهتمام المرأة بشكل عام لذا فإن أي برامج يطرحها الرجال حول حقوق النساء تجد رواجاً كبيراً عند المرأة حتى لو لم تكن طرفاً في الترشيح. وللأسف مازالت المرأة تعتقد بأن الرجل أقدر منها في مثل هذه المجالس الا ما ندر لذا نجد كثيراً من أصوات النساء تذهب لدعم الرجال أكثر".