تنشط في موسم الانتخابات ظاهرة الوسيط الذي يجمع الأصوات للمترشح، فهل هي وساطة بين المترشح والناخبين كجزء طبيعي من الدعاية الانتخابية أن إنها سمسرة تتبع أساليب ملتوية لشراء الأصوات؟
المحامي هيثم بوغمار عرف "السمسرة الانتخابية" بأنها لفظ يطلق على الوسيط بين طرفين، موضحاً "الأصل أن الوسيط إذا كان في أمر مشروع قانوناً، فهو أمر لا غبار عليه، أما إذا كان الوسيط بين طرفين في أمر غير مشروع فهذا يخالف القانون. وإذا تكلمنا عن الوسطاء أو السماسرة بين المترشحين والناخبين، فإذا كان عمل الوسيط لا يدخل ضمن دائرة شراء الأصوات أو التأثير على إرادة الناس وكان دوره يقتصر على الدعاية الانتخابية التي نظمها قانون الانتخابات فهو في هذه الحال يعمل في نطاق مشروع".
وأضاف بوغمار "إذا اتخذ السمسار أساليب غير مشروعة بدفع مبالغ للناخبين للتصويت إلى شخص بعينه، أو منحهم امتيازات لإغرائهم والتأثير على إراداتهم فيكون دور السمسار مجرم قانوناً، ويجب التصدي لهذا النوع من الأعمال لأنه يؤدي إلى انتخاب مترشح غير كفء عن طريق الفساد الإداري والمالي الذي ينتهك العملية الإنتخابية برمتها".
ولفت إلى أن "ديمقراطيات كثيرة عانت آفة السمسار الانتخابي حتى أثرت على تجربتها إذ صار هناك من يتربح ويبني ثروات عن طريق السمسرة الانتخابية. البحرين مشهود لها إلى الآن بالتصدي لهذه الآفة واتخذت الكثير من الوسائل التشريعية والتثقيفية وأطلقت العنان للرقابة الإعلامية على هذه الممارسات للحد منها"، موضحاً أن "السمسرة تتخذ أشكالاً كثيرة إما أن تكون عن طريق المال بشكل مباشر، أو عن طريق الرحلات والإغراءات سواء كانت دينية أو اجتماعية، اوتوفير فرص عمل، ووعود، مؤكدا أن القانون يجرم هذا النوع من السمسرة ويضع القضاء سلطته على هذا الجرم وكل فعل من هذا النوع له حكم معين يفصل فيه القضاء على ضوء ما يتراءى له من جسامة الفعل، وظروف الواقعة، وحالة الأشخاص".
وأكد ناخبون وجود نوع من السمسرة الانتخابية الخفية قبل بدء موسم الانتخابات عن طريق تنظيم الوسطاء رحلات عمرة في رمضان ومسابقات رياضية وتوزيع هدايا.
وقالت الناخبة حوراء جعفر إن "السمسرة الانتخابية نوع من أنوع الرشوة، تقدم إلينا قبل شهور من الانتخابات، وهذه السنة تطورت كثيراً عبر تنظيم رحلات العمرة، ورحلات إلى المسابح لمدة أسابيع، مع توفير باصات ووجبات غداء وعشاء، وتوزيع أموال في صورة هدايا خلال عيد الأضحى. السمسرة الانتخابية حدثت بالفعل، وكل مرة تبتكر أشكالاً جديدة حتى تبتعد عن مسميات الرشا والسمسرة، لكن كل هذه المغريات لم تعد تؤثر على أصوات الأهالي".
وقال الناخب محمد الطيب "أخطر انواع الوسطاء هم من يستغلون حاجة الناس وجهل البعض لشراء أصواتهم، رغم أن أصوات الناس لا مقابل لها ولا تشترى. من ينتخب أمثال هؤلاء المترشحين يضع مصلحته ومصلحة أهالي دائرته في مهب الريح فمن يفعل ذلك هو شخص يدفع اليوم ليسترد غداً ما دفع على حساب مصالح البشر".