- دائرتي "أم الدوائر" و17 مترشحاً بينهم تعاون مباشر

- يشهد العالم أفكاراً طائفية وعنصرية تنتشر بلا رقيب ولا حسيب

- الأفكار التي لا تتحقق اليوم لا تموت وهناك من يكمل المسيرة

- "رابعة الشمالية" تتميز بالتنوع الفكري والإثني فيها

- أسلوب نوعي في التواصل مع أهل الدائرة..واتطلع لمركز خدمي

- يقف معي كل من يؤمن بالتغيير الإيجابي والتطوير الفاعل للعمل البرلماني

- لا جمعيات سياسية في البحرين ..ولدينا جمعيات دينية تمارس العمل السياسي

..

أجرت اللقاء - سماح علام

تصوير - "سهيل الوزير"

أكد مترشح الدائرة الرابعة في المحافظة الشمالية نضال الشوملي، أن التجربة الديمقراطية في البحرين بدأت من حيث انتهى الآخرين، فهي تجربة وإن كانت وليدة إلا أنها تجربة ناجحة وواعية، قادرة على تقويم نفسها من خلال الاستفادة من السلبيات واستثمار الايجابيات.

وبين أن الترشح في الانتخابات ليس سوى تعزيز للتجربة الديمقراطية في البحرين معتبراً أن عدد المترشحين الكبير ليس سوى دليل قاطع على وفرة الخيارات، ملقياً بمسؤولية الانتقاء بينهم على كاهل الناخب الواعي.

وقال الشوملي: "أصبحنا بحاجة إلى نظرة بعيدة المدى أولاً ومؤثرة ثانياً تعود بالنفع على البحرين..ففي كل البلدان تعتبر التجربة البرلمانية تجربة تراكمية تقوى بتراكم الخبرات والتجارب".

مترشح رابعة الشمالية نضال الشوملي.. ينطلق من تاريخ طويل في العمل النقابي، وخبرة عقارية ممتدة فضلاً عن كونه مدرباً معتمداً من قبل منظمات دولية عديدة ، يتبنى فكرة إنشاء مركز خدمي نوعي في دائرته، حاملاً طموح التغيير الايجابي، موصياً بأهمية اختيار المرشح الأنسب بعيداً عن العاطفة والمحسوبيات الأخرى كالطائفة أو القبيلة أو المناطقية.

محاور عديدة كانت محط نقاش مع الشوملي ..وفي الآتي نص اللقاء بمحاور تفصيلية تلامس خصوصية دائرته من جهة والواقع السياسي في البحرين من جهة أخرى.

- تتبنى شعار الوحدة الوطنية والتكامل.. فكيف ترى مستقبل التجربة البرلمانية والحراك السياسي في البحرين؟.

البحرين بلد التعايش والسلام منذ فجر التاريخ وحتى لا نفقد هذه الصفة التي لازمت البحرين في ظل ما يشهده العالم اليوم من أفكار طائفية وعنصرية تنتشر بلا رقيب ولا حسيب في ظل الانفتاح الإعلامي الذي تدعمه ثورة الاتصالات الرقمية فإن الأمر يتطلب الحفاظ على القيم والمبادئ التي تحافظ على تماسك المجتمع من أجل ذلك كان لا بد من نظرة بعيدة المدى أولاً ومؤثرة ثانياً تعود بالنفع على المجتمع بكل طوائفه ومكوناته على المدى البعيد.

ومهما تعاقبت الأجيال كل هذه الأسباب دفعتني لتبني شعار الوحدة الوطنية الجامعة لكل مكونات المجتمع البحريني الأصيل على الرغم من الاختلافات في العقيدة أو العرق وسأسعى جاهداً في حال وصولي لقبة البرلمان من أجل إحياء القوانين وإعادة سن قوانين جديدة تؤصل لوحدة المجتمع وتجرم كل أشكال التفرقة والطائفية.

أما عن أداء المجلس السابق فلا يوجد هناك عمل كامل تماماً لكن الأداء النيابي لبعض النواب كان ضعيفاً ولا يرتقي للمستوى المطلوب وهذا ما أثر كثيراً على سمعة المجلس السابق وأدائه بشكل عام.

ولكن في المقابل رأينا أداءً جيداً لكثير من النواب أسهمت في رفع الأداء العام للمجلس وما نتمناه من الناخب في هذه المرحلة هو اختيار المرشح الأنسب بعيداً عن العاطفة والمحسوبيات الأخرى كالطائفة أو القبيلة أو المناطقية من هذا المنطلق سوف نرى برلماناً قوياً في أدائه ومميزاً في طرحه وأسلوب تعامله مع الحكومة.

*ما هي طموحاتك للمرحلة المقبلة؟

التميز دائماً في الإيجابية هو سر النجاح في كل عمل وهو أساس العمل الذي يقود نحو الهدف بأقل التكاليف وقتاً ومادة وجهداً لذلك وضعت ضمن برنامجي الانتخابي نقاطاً تجمع بين ما تحتاجه البحرين ككل وبين ما يحتاجه أهالي الدائرة وحتى وإن لم يتم تحقيق هذه الأفكار حالياً فيكفي أنها تطرح في البرلمان أو المجتمع ليأتي من هم بعدنا ويكمل المسيرة.

فالأفكار النيرة التي لا تتحقق اليوم لا تموت فنحن نراها تتحقق في أماكن ومجتمعات أخرى غير أنني سأركز في عملي على أهم محورين لتنمية الفرد وهي التعليم والصحة فالفرد المتعلم تعليماً جيداً وهو بكامل صحته يمكنه أن يبني اقتصاداً قوياً ومجتمعاً ناجحاً.

العمق السياسي

* بين 2002 و2018 ..كيف ترى حراك المشهد السياسي وكيف ترصد متغيرات الأداء البرلماني؟

بين عامي 2002 وحتى 2018 تحرك المجتمع البحريني سياسياً وتباينت فيه الرؤية السياسية نحو كثير من القضايا صعدت فيه جمعيات وظهرت جمعيات أخرى واختفت أفكار وأيديولوجيات وظهر غيرها.

كل ذلك كان مؤشراً قوياً على وجود مساحة كبيرة جداً من حرية الرأي والتعبير وعلى وجود مشروع إصلاحي حقيقي يتبناه ملك البلاد ويرسم له ملامحه في ظل دعم حكومي واضح في هذه الفترة القصيرة من عمر البرلمان استطاع الشارع البحريني أن يستفيد من كل السلبيات والإيجابيات وأن يعمق فكره السياسي بالتجربة والرصد والتحليل حتى وصلنا اليوم إلى مرحلة انتخابية يترشح فيها ما يقارب 500 شخص وهذا لا شك أنه مؤشر جيد على الرغبة الكبيرة في المشاركة بالعملية السياسية من قبل مختلف فئات المجتمع وهذا هو أحد الثمار الإيجابية لوجود البرلمان.

* برأيك ما سبب ضعف الجمعيات السياسية في التأثير اليوم في ظل ارتفاع عدد المرشحين المستقلين بشكل كبير؟

لا توجد لدينا جمعيات سياسية بالمعنى الحقيقي حالها كحال الجمعيات والأحزاب السياسية في البلدان الأخرى بل ما لدينا في البحرين هي جمعيات دينية تمارس العمل السياسي بخبرة متواضعة محاولة في كل مرة أن تدفع بمرشحيها لخوض تجربة الانتخابات البرلمانية معتمدة على تاريخها وسجلها في العمل الخيري والخطاب الديني ولا أرى أي عزوف من قبل هذه الجمعيات.

بل على العكس تماماً فجميع الجمعيات تقريباً خاضت هذه الانتخابات بعدد من المرشحين منهم من يحمل كفاءات علمية وخبرة سابقة ومنهم من هو جديد على العمل البرلماني، لكن في العموم هذا مؤشر جيد على المشاركة الواسعة في العمل السياسي سواء من قبل المستقلين أو الجمعيات إيماناً من الجميع بضرورة المشاركة بالعمل السياسي في البحرين.

الكثرة دليل وفرة

* ما دلالات الرقم الكبير للمترشحين في انتخابات 2018 ؟

المنافسة في العمل السياسي منافسة شريفة في الأصل لا كذب فيها ولا تحريف ولا اختلاق للإشاعات أو الانتقاص من حق المنافس وكلما كثر عدد المنافسين كلما زادت حدة المنافسة وكان ذلك باعثاً على توليد أفكار سياسية جديدة والتمسك بالعمل السياسي أكثر والعبرة بالقدرة على الاقناع والبقاء للأصلح دائماً كما أن زيادة عدد المنافسين يعطي زخماً سياسياً وتفاعلاً أكثر مع المجتمع ويدلل على وجود تيارات كثيرة وأفكار تمكن الناخب من اختيار ما يناسبه منها فهي ظاهرة صحية إلى حد كبير.

* هل استفدت من برنامج معهد التنمية السياسية التدريبي؟

في الأصل أنا مدرب معتمد من قبل المنظمات الدولية وعملت فترات طويلة في العمل النقابي لذلك فقضية التدريب والتمكين السياسي المطروحة من قبل معهد التنمية السياسية لم يكن جديداً بالنسبة لي على الرغم من أنني حضرت أكثر من برنامج لديهم وهذا شيء إيجابي وجهد يشكر عليه معهد التنمية السياسية لكن غير ذلك من أمور أخرى لم أستفد أو أسعى لكي أستفيد منها سواء مادية أو معنوية فكل ما أقوم به هو بجهودي الشخصية الخالصة.

أم الدوائر

* فيما تتمثل خصوصية دائرتك رابعة الشمالية؟

الدائرة الرابعة بالمحافظة الشمالية، هي بحرين مصغرة تماماً ففيها من جميع أطياف المجتمع المذهبية والعرقية وهذا يجعلها شبيه بمدينة المحرق أو المنامة ولا شك أنها ناحية إيجابية جيداً تثري هذا التجمع وتزيده إبداعاً من خلال وجود تنوع كبير من الأفكار والعادات والتقاليد التي تدعم أفكار التسامح والمحبة.

فالجميع متعايشون في ظل القانون والنظام ولهم مراكزهم الشبابية ومساجدهم ومآتمهم التي يلتقون بها بعيداً عن الأفكار العنصرية وبعيداً عن وجود الفكرة والعرق والمذهب الواحد الذي لا ينتج أفكاراً جديدة من خلال تلاقح الأفكار وتعددها فالدائرة الرابعة بالشمالية من أعرق الدوائر وأكثرها قدرة على التعايش والتسامح وهذا ما جعلني أطرح شعاري "نحو وحدة وطنية جامعة" من أجل الحفاظ على هذا النسيج الذهبي الذي يعد ثراء للمجتمع البحريني ونموذجاً يحتذى به.

* منافسوك كثر..فما هي قوة حظوظك بينهم؟

أكبر دائرة انتخابية في البحرين هي الدائرة الرابعة بالشمالية بعدد 17 مرشحاً حتى أطلق عليها لقب أم الدوائر وعلى هذا فالتنوع الفكري والإثني الموجود بها والذي أشرت له سابقاً هو ما دفع بكل هؤلاء المرشحين وكل يحمل في جعبته الكثير للناخبين وللمنطقة أما عن الحظوظ والفوز فهذه قضية لا أحد يستطيع أن يجزم بها والفيصل بها والحكم هو صندوق الاقتراع مع تمنياتي للجميع بالتوفيق والسداد.

وأود أن ألفت إلى وجود علاقة طيبة بيننا، ليس على صعيد العلاقة العامة والاحترام المتبادل بل أيضاً تمثل بمساعدة بعضنا البعض في تفاصيل حملاتنا الانتخابية، وأعتقد أن هذا مؤشر هام وأسلوب نموذجي يدل على وعي المترشحين ويدلل على التعاون في ما بينهم.

مركز خدمي نوعي

* التواصل مع المواطن أساس العمل البرلماني.. ففي حالة فوزك كيف ستعزز هذه العلاقة؟

سيكون هناك تواصل فريد من نوعه لأبناء الدائرة من خلال مكتب خدمات الدائرة الذي سوف يكون بمثابة مركز خدمي شامل للأهالي نلتقي خلاله لشرح ما يلزمهم من خدمات أو ما يرغبون في طرحه من مواضيع في البرلمان وهذا المكتب سيشمل على أكثر من 10 خدمات منها الاستشارات القانونية المجانية ومكتب دفع الفواتير وخدمة التوصيل للمواعيد ووزارات الحكومية والاستراحة الصباحية اليومية للمتقاعدين كل هذا سوف يجعل أهالي الدائرة يلتقون بالممثل النيابي يوميا وبشكل فاعل ومستمر مما يعزز التواصل ويكرس فكرة التمثيل الحقيقي لهم.

* من يقف مع نضال الشوملي؟

يقف معي ويدعمني فريق عمل مميز أعتز به يشمل مختلف الاختصاصات في الإعلام أو التصميم أو الدعم اللوجستي أو الخبرة في العمل الانتخابي كما يقف معي كل مواطن يحمل أفكاراً جديدة نحو التغيير الإيجابي والتطوير الفاعل للعمل البرلماني وهناك شخصيات أخرى لا أود التحدث عنها حالياً قدمت لي كل الدعم المعنوي والتحفيز لخوض هذه التجربة السياسية إيماناً منها بأنني الشخص المناسب لهذه المهمة وأرجو من الله تعالى أن أكون عند حسن ظنهم.