سماهر سيف اليزل


السجائر تمثل «ثلث» إجمالي القمامة التي تجمع عالمياً بنسبة ٪38


أعقاب السجائر تتسبب في إشعال الحرائق بالغابات في أنحاء العالم


المواد الكيميائية التي تتسرّب من السجائر تؤثر على الكائنات المائية


السجائر تؤثر على الأعشاب والنباتات وهي غذاء حيوانات الرعي


أكدت الدراسات أن التدخين، زراعةً وتصنيعاً وإحراقاً، يعتبر تهديداً كبيراً لصحة البيئة، حيث يُطلق الكثير من المواد السامة التي تضر بالهواء والتربة والمياه، كما تؤثر على الحياة النباتية والحيوانية بشكل سلبي، وهنا تظهر أهمية التوقف عن التدخين لصالح البيئة.

وتمثّل السجائر أكثر من ثلث إجمالي القمامة التي يتمّ تجميعها، وبنسبة تصل إلى 38%، إذ يتخلّص غالبية الأشخاص المُدخّنين من أعقاب السجائر على الأرض، وفي الشوارع العامّة، والتي يحتاج تنظيفها إلى ملايين الدولارات.

ومن أبرز أضرار التدخين وآثاره المُدمّرة على البيئة إزالة الغابات لزراعة التبغ، إضافة إلى أن أعقاب السجائر المُحترقة أو قدّاحات السجائر تتسبّب في إشعال الحرائق بشكل لا يُعدّ ولا يُحصى في الغابات والأراضي في جميع أنحاء العالم، حيث تُؤدّي هذه الحرائق إلى موت نحو 17,000 شخص سنوياً، فضلاً عن الأضرار التي تُلحقها بالممتلكات، إذ تصل الخسائر إلى أكثر من 27 مليار دولار أمريكي في كلّ عام.

وتتكّون مرشحات السجائر من مادة بلاستيكية تُسمّى بأستات السليولوز بالإنجليزية ( Cellulose acetate)، ويُؤدّي رمي أعقاب السجائر إلى تلوث البيئة؛ نظراً لامتصاص البيئة للمواد الكيماوية والمواد السامّة الموجودة فيها، مثل: النيكوتين والمعادن الثقيلة والعديد من المواد الكيميائية الأخرى، وتُشير دراسات حديثة إلى أنّ التّخلص من أعقاب السجائر عن طريق رميها في البيئة تحول دون نمو النباتات، بالإضافة إلى أنّها تنتقل تلقائياً إلى المجاري المائية، ومن ثمّ إلى المحيطات.

وتُعدّ أعقاب السجائر سواء المُلقاة على شواطئ البحار، أو التي يتمّ التخلّص منها في الشوارع العامّة من النفايات السامّة للحياة البحرية، ويُشير تقرير منظمة الصحة العالمية إلى أنّ الدراسات والأبحاث تُظهر مدى سُمّية وشدة خطورة المواد الكيميائية التي تتسرّب من أعقاب السجائر على الكائنات المائية، والتي تضمّ النيكوتين، والزرنيخ، والمعادن الثقيلة.

ويُساهم التدخين كذلك في إلحاق الضرر بالثروة الحيوانية والمزارع المنتشرة في كافّة أنحاء العالم؛ نظراً للتأثير الكبير الذي تُخلّفه فضلات السجائر، إذ إنّ أعقاب السجائر والعبوات التي تحفظها تحتوي على مواد كيميائية سامّة، وقد تكون شديدة الخطورة على الكائنات الحية في حالة تناولها، فالأغنام على سبيل المثال، عندما تأكل من القمامة المُلوّثة بأعقاب السجائر تتأثّر سلباً بالمواد السامّة التي تتسبّب لها بالمرض أو الموت في بعض الأحيان.

كما تؤثر مخلفات السجائر على التربة، وتؤدي إلى تلوّثها بالمواد السامّة، إضافةً إلى تأثُّر الأعشاب والنباتات التي تنمو مختلف المناطق، والتي تُعتبر الغذاء الرئيسي للماشية وللعديد من الحيوانات الأخرى، مثل حيوانات الرعي، حيث تمرض هذه الحيوانات عندما تتغذّى على النباتات المسمومة.

وتصل التأثيرات الضارة إلى الحيوانات الأليفة، حيث يُسبّب التدخين لها العديد من الأمراض مثل سرطان الغدد الليمفاوية وسرطان الرئة ومختلف أورام في الفم عند تجمّع البقايا السامّة للدخان على فرائها.

لذلك تكثر المناشدات للحد من آثار التدخين على البيئة، واتخاذ خطوات للحد من التدخين، وتقليل تلوث الهواء والتربة والمياه وحماية الموارد الطبيعية.