سماهر سيف اليزل
التبغ أحد أكبر التهديدات الصحية العامة التي يواجهها العالم على الإطلاق
الخطة الوطنية لمكافحة التبغ خارطة طريق تم إعدادها وفق أفضل الممارسات العالمية
كشفت أحدث تقارير منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 21.1% من سكان البحرين هم مدخنون، وبحسب الإحصائية المعلن عنها منتصف 2023م فإن 211 لكل ألف من سكان البحرين هم من مستخدمي التبغ بإجمالي يصل إلى 337 ألفاً و600 مدخن من أصل مليون و600 ألف نسمة يسكنون البلاد.
ويستحوذ الذكور على نسبة تقديرية تصل إلى 91% من إجمالي المدخنين من الجنسين، حيث إن أعدادهم تصل إلى 192 ذكراً لكل ألف من السكان، بإجمالي يصل إلى 307 آلاف مقابل 19 أنثى لكل ألف من السكان، بنسبة 9% من إجمالي المدخنين وبعدد يصل إلى 30 ألفاً و384 امرأة.
وتجدد «الوطن» فتح ملف التدخين ووباء التبغ لأضراره المميتة للإنسان والحياة، وتداعياته الكارثية على البيئة والمجتمع والاقتصاد، من أجل تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية الحفاظ على الصحة وجودة الحياة، وتجنب المضاعفات التي تترتب على التدخين والآثار الوخيمة التي يسببها على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية سنوياً.
وذكر تقرير لمنظمة الصحة العالمية عن الاتجاهات السائدة في انتشار تعاطي التبغ 2000-2030 إن «وباء» التبغ هو أحد أكبر التهديدات الصحية العامة التي يواجهها العالم على الإطلاق، وأن مستخدمي التبغ حالياً يقدرون بـ1.25 مليار شخص، ويوجد أكثر من 7 ملايين وفاة من الوفيات ناجمة عن تعاطي التبغ المباشر، بينما تقع نحو 1.3 مليون وفاة نتيجة تعرض غير المدخنين للتدخين «السلبي» غير المباشر.
كما أكدت الدراسات أن التدخين، زراعةً وتصنيعاً وإحراقاً، يعتبر تهديداً كبيراً للبيئة، حيث يُطلق الكثير من المواد السامة التي تضر بالهواء والتربة والمياه، وتؤثر على الحياة النباتية والحيوانية كذلك بشكل سلبي، وهنا تظهر أهمية التوقف عن التدخين لصالح البيئة والحياة الطبيعية.
وأولت مملكة البحرين أهمية بالغة لمكافحة آفة التبغ، وذلك من خلال إنشاء اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين والتبغ، والتي تتولى إعداد الخطط الطموحة على مستوى كافة الجهات الحكومية والخاصة والأهلية لمواصلة السير قدماً تجاه تفعيل أهداف الشراكة المجتمعية وتعزيز الدور التوعوي والتثقيفي اللازم في أوساط المجتمع حول مخاطر ومضاعفات التدخين وجدوى الإقلاع عنه حفاظاً على الصحة العامة والمجتمع والتنمية.
واستطاعت اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين والتبغ أن تصبح منظومة وطنية مناسبة لتشرف على تطبيق برامج مكافحة التبغ في المملكة، وتم إعداد الخطة الوطنية لمكافحة التبغ واعتمادها بناء على أفضل الممارسات العالمية لتكون خارطة طريق لتطبيق تلك البرامج، وذلك في إطار التزام المملكة بتنفيذ أهداف التنمية المستدامة التي أطلقتها الأمم المتحدة، وتستمر حتى عام 2030م.
ويبلغ عدد أهداف التنمية المستدامة 17 هدفاً، ويعد الهدف الثالث «الصحة الجيدة والرفاه» من أهمها، ولتحقيقه يتوجب على الدول وضع السياسات والبرامج اللازمة لتقليص معدل الوفيات المبكرة التي تحدث على الصعيد العالمي نتيجة الأمراض السارية بنسبة الثلث بحلول عام 2030، وتشمل الأمراض السارية أمراض القلب والأوعية والسرطان وداء الانسداد الرئوي المزمن، والتي يعد استهلاك التبغ من أهم عوامل الإصابة بها، كما يتوجب على الدول العمل على تعزيز تنفيذ اتفاقية منظمة الصحة العالمية بشأن مكافحة التبغ.
وتعد مكافحة التدخين من الخطوات الأساسية لخلق جيل قوي وصحي وخالٍ من الأمراض، ومنتج ومبدع لابتعاده عن التدخين، ولتجنب مضاره على الجسم ومضاعفاته التي تقلل من الإنتاجية والإبداع في مجال العمل، ناهيك عن تأثيراته السلبية على الصعيدين الأسري والاجتماعي، إضافة إلى الأعباء الصحية حيث يكلف التدخين الدول ميزانيات باهظة لعلاج الأمراض والمضاعفات الصحية والاجتماعية والاقتصادية.
وبمكافحة التدخين نساعد على المحافظة على الصحة وجودة حياة الإنسان، والبيئة بمياهها وكائناتها النباتات والحيوانات، كما نعزز الأسرة والمجتمع ونسهم في تنمية الاقتصاد الوطني، وهو ما يتطلب تكاتف وتعاون جميع الجهات ومختلف فئات المجتمع مع جهود وزارة الصحة واللجنة الوطنية لمكافحة التدخين والتبغ.