سماهر سيف اليزل
قالت استشارية أمراض النساء والولادة، وعضو مجلس إدارة جمعية أصدقاء الصحة، د. نعيمة عبدالكريم إن التوقف عن التدخين يعتبر من أهم الأشياء التي تستطيع الأم المدخنة القيام بها لتحسين صحتها وصحة طفلها ونموه وتطوره.
وأضافت أنه لا يوجد مستوى آمن للتدخين، سواء بالنسبة للأم أو الطفل، حيث إنه كلما توقفت الأم الحامل أو زوجها عن التدخين مبكراً، كلما كانت الفائدة للأم وللجنين أفضل، مؤكدة أن التوقف عن التدخين في أي وقت أثناء الحمل يعتبر أمراً ضرورياً، وأن تقليل عدد السجائر في اليوم يُعد خطوة إيجابية لصحة الأم الحامل، ولكن لا يوجد دليل علمي على تقليل المخاطر على الجنين لذلك، ونصحت بالتوقف تماماً عن التدخين، وليس فقط تقليل عدد السجائر.
وأوضحت أن تعرّض الأم لدخان التبغ الخاص بأشخاص آخرين «التدخين السلبي» يعرّض الأطفال في الرحم للدخان، وقد يسبب المخاطر التالية:- أن يولد الجنين ميتاً، أو يموت بعد وقت قصير من الولادة.
- الولادة المبكرة.- تأثر نمو الطفل وصحته.
وشدّدت د.نعيمة عبدالكريم على ضرورة أن تطلب الأم الحامل من المدخنين دعمها وطفلها عن طريق التدخين في الخارج، وليس بالقرب منها، وهذا يشمل التدخين في السيارة أو الأماكن المغلقة، وأيضاً الابتعاد عن الأماكن التي بها دخان، والأشخاص الذين يدخنون.
وبيّنت أن مخاطر التدخين أثناء الحمل تمتد إلى ما هو أبعد من المضاعفات الخاصة بالحمل؛ حيث إن الأطفال الذين يولدون لأمهات يدخنون أثناء الحمل معرّضون بشكل متزايد لخطر الموت المفاجئ وغير المبرر، والمعروف بمتلازمة موت الرضع المفاجئ (SIDS)، كذلك يحدث هذا للأطفال حديثي الولادة، ويمكن أن يحدث أيضاً للرضع الذين تزيد أعمارهم عن 12 شهراً: ويكون الخطر أكبر إذا استمرت الأم أو الأب في التدخين، وخصوصاً إذا شارك الطفل حديث الولادة أبويه في السرير أثناء النوم.
وأوضحت أن المخاطر المحتملة تشمل الربو، والتهابات الصدر والأذن، والالتهاب الرئوي ومغص الأطفال، وكسور العظام والسمنة لدى الأطفال، والمشاكل السلوكية، مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، والأداء الضعيف في المدرسة.
وأشارت إلى أن التوقف عن التدخين يقلّل من جميع المخاطر المذكورة، وبالتحديد إذا تمّ التوقف عن التدخين قبل الأسبوع الخامس عشر من الحمل. وتطرّقت د. نعيمة عبدالكريم للأشكال البديلة لتعاطي التبغ، مثل السجائر الإلكترونية أو منتجات التدخين الإلكتروني والشيشة والسيجار، والتي أصبحت شائعة بشكل متزايد، حيث قالت إن البيانات المتعلقة بالتأثيرات الصحية لهذه العوامل على البشر محدودة في عموم السكان، وفي النساء الحوامل على وجه التحديد، في حين أن هناك تصوراً غير صحيح بأن التدخين الإلكتروني يمثل بديلاً أكثر أماناً لتدخين السجائر؛ لأن المستخدمين لا يستنشقون منتجات احتراق التبغ، فإن هذه المنتجات غالباً ما تحتوي على النيكوتين أو أملاح النيكوتين. حتى في حالة عدم وجود النيكوتين في السائل الإلكتروني، يحدث التعرّض للنكهات ومنتجات الاحتراق من آلية التسخين، ويَعبُر النيكوتين المشيمة، ويؤدي تناوله بأي شكل من الأشكال إلى مخاطر صحيّة كبيرة مع آثار ضارّة معروفة على أنسجة دماغ ورئتي الجنين، كما تُظهر الدراسات زيادة خطر تغيّر تنظيم القلب اللاإرادي للجنين، وعوارض انسحاب النيكوتين عند الولادة، ومازلنا بحاجة إلى مزيد من الأبحاث لتحديد التأثيرات في الفترة المحيطة بالولادة مع استخدام هذه المنتجات أثناء الحمل.