كشفت تحريات الأجهزة الأمنية بالقاهرة عن تفاصيل صادمة حول واقعة القبض على رجل الأعمال الشهير بـ"مستريح مدينتي" ووالده، المتورطين في واحدة من أكبر قضايا الاحتيال المالي.

و"مدينتي" هي إحدى المناطق الراقية في مصر، وتضم عددا من التجمعات السكنية الفاخرة التي يقيم فيها رجال أعمال، ونجوم الفن، وصفوة المجتمع.

ووفقًا للتحقيقات، استولى المتهمان على مبلغ 300 مليون جنيه من عشرات المواطنين، مستخدمين وعودًا خادعة بتقديم عوائد استثمارية شهرية، تصل إلى 30% عبر تجارة مزعومة لقطع غيار السيارات.

وبدأت خطة الاحتيال باستئجار المتهم فيلا فاخرة في منطقة مدينتي، بقيمة إيجار شهرية تصل إلى 200 ألف جنيه، على الرغم من أن سعرها يتجاوز 200 مليون جنيه، كما استعان بخمس سيارات فاخرة تبلغ قيمتها الإجمالية نحو 150 مليون جنيه، ليعزز صورته كرجل أعمال ناجح، مما أقنع الضحايا باستثمار أموالهم معه.

واعتمد المتهم، "يحيى.هـ.أ"، على استهداف أشخاص يعملون في وظائف مرموقة وقيادات حكومية عليا، مراهناً على مخاوفهم من الإبلاغ عنه بسبب مناصبهم الحساسة، حيث كانت تتم دعوات اللقاءات داخل الفيلا، التي تتميز بجدران مضادة للرصاص وحمامات سباحة، حيث كان المتهم يصحب الضحايا في جولة لإظهار "نجاحه"، قبل أن يبرم معهم اتفاقيات الاستثمار الوهمية.

وتمكّن رجال المباحث من القبض على المتهم ووالده، صاحب شركة مقاولات شهيرة، في إحدى مناطق القاهرة الجديدة، بعد تلقي عدد من البلاغات في قسم شرطة التجمع الأول، وتبين من التحقيقات أن الأب، البالغ من العمر 60 عامًا، كان شريكًا أساسيًا في الجريمة، حيث استغل نفوذه ومكانته لتضليل المستثمرين.

والتحقيقات لا تزال جارية لتحديد أعداد الضحايا بدقة واستعادة الأموال المنهوبة، حيث تُعد هذه الواقعة من أبرز قضايا النصب التي شغلت الرأي العام خلال الفترة الأخيرة، وسط مطالبات بتشديد الرقابة على مثل هذه الأنشطة الإجرامية.