بعدما كان رمزًا للهوية.. رحلة الطربوش من الرسميات إلى متاحف التراث

بعدما كان رمزًا للهوية.. رحلة الطربوش من الرسميات إلى متاحف التراث
play icon
  • facebook share
  • x share
  • whatsapp share
  • telegram share
  • plus iconfont iconminus icon
  • read mode icon

الطربوش، غطاء الرأس الأحمر المميز الذي يرتبط بالثقافة العربية والشرق الأوسط، شهد تحولات كبيرة عبر التاريخ، بدءًا من كونه زيًا رسميًا يعبر عن الهوية والمنصب الاجتماعي، إلى تحوله لقطعة تراثية تذكرنا بفترة زمنية تاريخية، لذا نرصد لكم في السطور التالية تاريخ الطربوش، وتحوله من رمز للأناقة والرسمية إلى قطعة "أنتيكة" تحمل ذكريات الماضي.

أصل الطربوش وتاريخه:

يعود أصل الطربوش إلى منطقة البحر الأبيض المتوسط، وتحديدًا إلى الدولة العثمانية، حيث كان يعرف باسم "الفيس" أو "الطربوش العثماني" ، حيث انتشر الطربوش في القرن التاسع عشر وأصبح جزءًا من الزي الرسمي للعديد من الدول العربية، خاصة في مصر وبلاد الشام وشمال إفريقيا.

وكان الطربوش يُصنع عادة من اللباد الأحمر ويُزين بخصلة من الحرير الأسود تتدلى من أعلى وكان يُعتبر رمزًا للأناقة والرقي، وارتداه الرجال من مختلف الطبقات الاجتماعية، خاصة المثقفين والموظفين الحكوميين.

الطربوش كرمز للهوية والرسمية:

في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، أصبح الطربوش جزءًا أساسيًا من الزي الرسمي في العديد من الدول العربية، حيث كان يرتديه السياسيون، و الموظفون، وحتى الطلاب في المدارس.

وارتبط الطربوش في مصر بالهوية الوطنية خلال فترة الاحتلال البريطاني، حيث كان يعبر عن مقاومة التأثيرات الغربية، كما ارتبط الطربوش بالشخصيات البارزة في ذلك الوقت مثل الزعيم المصري سعد زغلول، الذي كان يرتديه كجزء من زيه الرسمي لذا كان يُعتبر أيضًا رمزًا للانتماء إلى الطبقة المتوسطة والعليا.

تراجع الطربوش كزي رسمي:

مع مرور الوقت، بدأ الطربوش يفقد مكانته كزي رسمي و يعود ذلك إلى عدة أسباب، منها:

التأثيرات الغربية فمع دخول الثقافات الغربية إلى العالم العربي، بدأ الناس يتجهون نحو الأزياء الغربية مثل القبعة والبدلة الرسمية، والتي كانت تعتبر أكثر عصرية.

التغيرات الاجتماعية والسياسية فبعد انهيار الدولة العثمانية وبدء مرحلة الاستقلال في الدول العربية، تغيرت الأنماط الثقافية والاجتماعية، مما أدى إلى تراجع الاهتمام بالطربوش.

الراحة العملية حيث كان الطربوش يعتبر غير عملي في بعض الأحيان، خاصة في المناخ الحار، حيث كان يسبب الإزعاج لمرتديه.

الطربوش كقطعة تراثية:

اليوم، تحول الطربوش من زي رسمي إلى قطعة تراثية تذكرنا بفترة زمنية مضت و يمكن رؤيته في المتاحف، و الأفلام التاريخية، أو حتى في المناسبات التراثية الخاصة ، فقد أصبح الطربوش جزءًا من التاريخ الثقافي للعالم العربي، ورمز إلى حقبة كانت فيها الأزياء التقليدية تعبر عن الهوية والانتماء.

في بعض المناطق، لا يزال الطربوش يُستخدم في المناسبات التقليدية أو الاحتفالات، لكنه لم يعد جزءًا من الحياة اليومية ، كما أصبح قطعة "أنتيكة" تُقتنى للذكرى أو للزينة، حيث يعتبره البعض تحفة فنية تعكس تاريخًا غنيًا.

الطربوش في العصر الحديث:

في السنوات الأخيرة، شهد الطربوش اهتمامًا جديدًا من قبل المصممين والفنانين الذين يحاولون إحياء التراث العربي من خلال دمج الطربوش في تصاميم عصرية و يمكن رؤية الطربوش في عروض الأزياء أو كجزء من الديكورات التراثية.

100

الأكثر قراءة

فيديو