باتت وسائل التواصل الاجتماعي، عنصرًا رئيسيًا في تشكيل ثقافة الطعام الحديثة، فقد تجاوزت تجربة الأكل حدود الطعم والرائحة، لتصبح مشهدًا بصريًا مدروسًا بعناية يجذب المتابعين ويثير فضولهم.
ومع هذا التحول، بدأت المطاعم والمقاهي تواكب هذا التوجّه، ليس فقط عبر تقديم أطباق لذيذة، بل من خلال تصميم كل تفصيلة لتناسب عدسة الكاميرا، وتخدم محتوى قابلًا للمشاركة، مما حول الوجبة إلى أداة تسويق ذكية وتجربة متكاملة تستهدف العين قبل الذوق.
كيف تؤثر وسائل التواصل على اختيار الطعام؟
مع انتشار الصور الجذابة ومقاطع الفيديو القصيرة، أصبح الناس يعتمدون على المحتوى الرقمي لاكتشاف الأماكن الجديدة، وتجارب الطعام المميزة، كما أن المشاهير والمدونين يلعبون دورًا كبيرًا في توجيه التفضيلات، من خلال الترويج لمطاعم وأكلات معينة، مما يؤثر على قرارات الجمهور.
المطاعم وتصميم الأطباق بما يناسب الإنترنت
لم تعد المطاعم تهتم فقط بجودة الطعام، بل أصبح الشكل والتقديم عنصرًا أساسيًا في التسويق، فبعض المطاعم تصمم أطباقها خصيصًا لتكون جذابة أمام الكاميرا مثل الميلك شيك المزخرف بالألوان الزاهية أو الأطعمة التي تحتوي على عناصر غير مألوفة لجذب الانتباه.
تحديات انتشار الطعام عبر السوشيال ميديا
على الرغم من الفوائد الكبيرة، إلا أن هناك تحديات تواجه المطاعم، وبسبب هذا الاتجاه تركز بعض الأماكن على المظهر أكثر من الجودة مما قد يؤدي إلى خيبة أمل العملاء.
كما أن بعض الاتجاهات قد تكون غير صحية مثل تناول كميات كبيرة من الأطعمة الدسمة لمجرد أنها تحظى بشعبية واسعة.
هل تغيرت تجربة تناول الطعام؟
لم يعد الناس يذهبون إلى المطاعم فقط للاستمتاع بالأكل بل أصبح التصوير والتفاعل الرقمي جزءًا أساسيًا من التجربة البعض، حيث يجري اختيار أماكن تناول الطعام بناءً على مدى ملاءمتها للتصوير وليس فقط لجودة الطعام، مما يغير طريقة تعامل المطاعم مع زبائنها.