أثار رصد مسارات صواريخ إيرانية فوق منطقة الخليج العربي موجة من التساؤلات حول ما إذا كانت هذه الصواريخ قد اخترقت المجال الجوي للدول المطلة على الخليج، في وقتٍ نفت فيه بعض الدول حدوث أي خرق لسيادتها الجوية.
ما هو المجال الجوي السيادي؟
يشير المفهوم القانوني للمجال الجوي إلى الجزء من الغلاف الجوي الذي يعلو أراضي الدولة ومياهها الإقليمية حتى 12 ميلاً بحرياً. وتمتد السيادة بشكل عمودي حتى نحو 18 كيلومتراً فوق سطح البحر. وأي دخول غير مصرح به لطائرة أو صاروخ داخل هذا النطاق يُعد انتهاكاً صريحاً لسيادة الدولة.
هل الصواريخ الباليستية تنتهك المجال الجوي؟
الصواريخ الباليستية، خصوصاً متوسطة وبعيدة المدى، قد تصل في مسارها إلى ارتفاعات شاهقة تتجاوز 1000 كيلومتر، وهو ما يضعها في نطاق الفضاء الخارجي. وبحسب القانون الدولي، فإن الفضاء الخارجي لا يخضع لسيادة أي دولة. ولذلك، فإن مرور الصاروخ في هذه المرحلة لا يُعد انتهاكاً للمجال الجوي. ومع ذلك، عند اقتراب الصاروخ من هدفه وبدء مرحلة الهبوط، فإنه يدخل فعلياً المجال الجوي السيادي وقد يُعتبر حينها اختراقاً إذا كان الهدف داخل أراضي دولة أخرى.
الطائرات والمسيّرات في نطاق السيادة
بعكس الصواريخ، تعمل الطائرات الحربية عادة ضمن ارتفاعات تصل إلى 15 كيلومتراً، بينما تحلق الطائرات المسيّرة بين أقل من كيلومتر وحتى 10 كيلومترات. وهذه الارتفاعات تقع بالكامل ضمن النطاق الجوي السيادي، ما يعني أن أي مرور غير مصرح به لهذه الأجسام يُعتبر انتهاكاً واضحاً.
كيف يُكتشف الاختراق الجوي؟
تستخدم الدول منظومات رادارية متطورة مثل رادارات S-300 وPatriot لرصد الأهداف الجوية المختلفة، بما في ذلك الصواريخ والطائرات والمسيّرات. كما تُستخدم أجهزة استشعار حرارية وأنظمة كشف بصري للكشف عن المسيّرات الصغيرة، إلى جانب تبادل المعلومات بين الدول عبر مراكز المراقبة الجوية الدولية.