أيمن شكل
قضت محكمة الاستئناف العليا الجنائية، بتأييد الحكم الصادر بمعاقبة آسيوي بالسجن المؤبد، بعد أن قتل عمداً زميله في العمل ضرباً بطابوق أثناء تأديته الصلاة وأنهى حياته، وذلك خلال شهر مارس الماضي.
الواقعة ورد بها بلاغ إلى الجهات الأمنية بوقوع جريمة قتل في مقر سكن عدد من العمال، وتبين من معاينة مكان الجريمة مصرع المجني عليه بعد أن ضربه المتهم بطابوق أثناء الصلاة وأنهى حياته، والاستماع لأقوال شهود أكدوا ارتكاب المتهم للواقعة، وأنه قام بتهديد الجميع بعدم التدخل وإلا سيصيبهم أذى.
وفي شهادته، أوضح زميل المتهم والمجني عليه، أنه وأثناء تواجده في السكن نائماً استيقظ على أصوات صياح، وشاهد المتهم يقوم بالاعتداء على المجني عليه بواسطة «طابوق» على رأسه، ويهدد من يحاول التدخل.
وأكد الشاهد أن المجني عليه سقط على الأرض، وبدأ في النزيف بينما كان يتنفس بصعوبة، وحضر بقية العمال للغرفة، ثم قام أحد الأشخاص بسحب الطابوق من يد المتهم، وعلى الفور تم إبلاغ الشرطة.
كما شهد صاحب العمل، بأنه تلقى اتصالاً من أحد العمال، وأخبره بقيام المتهم بالاعتداء على المجني عليه، وهو ينزف ولا يتحرك، وعلى الفور اتصل بالشرطة والتوجه إلى سكن العمال.
وثبت بتقرير الصفة التشريحية أن الإصابات أحدثت كسوراً متهشمة متباعدة لاتجاهات متعددة المواضع في العظام الجبهية والصدغية اليمنى والجدارية اليسرى والعظم الوجني الأيمن وسقف الحجاج، وما صاحبها من نزيف بالمخ، وتهتك بالأنسجة وتوقف تام بالدورة الدموية والتنفسية، والتي أودت بحياته.
وأوضح التقرير، أن الإصابات جميعها احتكاكية حيوية حدثت من مصادمات بأجسام صلبة خشنة السطح، ويستحيل فنياً أن تنتج من ضربة واحدة، بل هي ناتج ضربات متعددة موجهة إلى الرأس.
وأحالت النيابة العامة المتهم للمحاكمة بعد أن أسندت له أنه في 8 مارس 2025 قتل عمداً المجني عليه بأن عقد العزم على قتلِه، وأعدّ أداة «طوبة»، وما أن ظفر بالمجني عليه حتى انهال عليه ضرباً بواسطة الطوب على رأسه، قاصداً من ذلك إزهاقُ روحه، وأحدث به الإصابات والعلامات والأعراض الموصوفة في التقرير الصفة التشريحية، والتي أودت بحياته.
وخلال جلسات المحاكمة طلب دفاع المتهم عرضه على الطب النفسي لبيان مدى سلامة قواه العقلية، وبعد الكشف عليه تبيّن أن المتهم مسؤول عن تصرفاته، فعاقبته محكمة أول درجة بالسجن المؤبد، وصدر الحكم غيابياً، إلا أنه عارض على الحكم، ولم يحضر المعارضة، فاعتبرت محكمة أول درجة المعارضة كأن لم تكن، فاستأنف المتهم أمام محكمة الاستئناف، إلا أنها أكدت أن دفاع المتهم لم يأتِ بجديد يغير مما جاء في أوراق حكم أول درجة، فقضت بقبول الاستئناف شكلاً، وفي الموضوع بالرفض والتأييد.