من اللافت أن الإعلام الخليجي أصبح يتناول قضاياه علانية، إذ صعدت على واجهة الإعلام موضوعات كالقوة الناعمة الخليجية وإمكانية تحقيقها إلى جانب الدور الإعلامي في ترسيخ الهوية الثقافية الخليجية وتقديم دول مجلس التعاون الخليجي ككيان سياسي واقتصادي واحد، كل تلك الأطروحات باتت تفرض مناقشة تلك القضايا ليس على مستوى شعبي وحسب، من خلال استطلاعات رأي تقيس تطلعات الشعوب من الإعلام الخليجي وما ينوط به من أدوار حديثة وخفية، بل أيضاً البحث عنها بوجهات نظر متخصصة ومسؤولة، وقد التقت «الوطن» عبر «ضفاف الخليج» بالدكتورة هيلة المكيمي، الوكيل المساعد في وزارة الإعلام الكويتية وأستاذة العلوم السياسية في جامعة الكويت، في حديث إعلامي خليجي سياسي.
الريادة الإعلامية
في الخليج
وقد بدأت المكيمي حديثها بالتأكيد على أن «الإعلام الخليجي جزء من منظومة الإعلام الدولي الذي لا نعيش بمعزل عنه، والإعلام الخليجي كان ولايزال جزءاً رئيساً في تشكيل الوعي الخليجي والرأي العام منذ فترة طويلة»، واستطردت المكيمي بقولها «البحرين والكويت رائدتان في المجال الإعلامي، فالكويت عرفت بمجلة «العربي» التي تتحدث في قضايا الإنسان العربي قبل أن تعرف كدولة، والإعلام له تاريخ بعيد في الخليج العربي ومن أوائل التلفزيونات الخليجية كان التلفزيون الكويتي، كما أن أول رئيسة تحرير امرأة كانت كويتية وهي «بيبي المرزوق» رئيسة تحرير «صحيفة الأنباء» اليومية».
إعلام المواطن
ولفتت د.هيلة إلى أن هذا يؤكد على أن الريادة في الإعلام موجودة وعلى أن الإعلام حاضر في وجداننا الخليجي ويساهم في تكوين الرأي العام، معززة ما ذهبت إليه بقولها «نرى تطور الرسالة الإعلامية من خلال الانتقال من الإعلام التقليدي إلى إعلام المواطن، إذ أصبح كل مواطن أداة إعلامية يستطيع أن يبث أفكاره ويشارك، ويستطيع أن يكون فاعلاً ومؤثراً، من خلال الأجهزة الذكية والدخول إلى عدد من التطبيقات نحو «تويتر» و«واتس اب» وغيرها من الوسائل المختلفة»، وأضافت أن التحدث الجماعي في هذا الفضاء والتطور الحاصل في الإعلام الخليجي إنما هو انعكاس لمنظومة الإعلام في العالم ككل من حيث التطور والتأثير، مستشهدة بمتابعاتنا قبل وقت قريب للحملة الانتخابية الرئاسية للرئيس الأمريكي الحالي «ترامب» وتغريداته على «تويتر»، فالإعلام الجديد أتاح الفرصة للتفاعل مع الرئيس عبر فضاء نتأثر به ونؤثر من خلاله.
الإعلام والتنافس الإقليمي السياسي
وفي قراءة متأنية لدور الإعلام في ظل ما تشهده المنطقة من صراعات واضطرابات، أفادت المكيمي بأن «هناك تنافساً إقليمياً، فإيران بلد إقليمي مؤثر وكبير، وهناك تنافس بين الدول الإقليمية الكبرى ما يدعو إيران لمنافسة الخليج، وأيضاً على مستوى الشرق الأوسط إيران دولة منافسة إقليمية غير عربية تنافس الدول العربية الإقليمية، وهذا ما يخلق حالة عدم الاستقرار والتوازن»، وساقت المكيمي جملة من الأمثلة تبرهن بها الرأي الذي تناولته مستشهدةً بـ«إيران وتركيا وإسرائيل، كونها الدول الكبرى الشرق أوسطية غير العربية وهي هامة ومؤثرة، ودورها في تصاعد على حساب الدول العربية، مثل مصر كبلد مؤثر، وسوريا كبلد إقليمي هام، ونحن في الخليج جزء من هذا التنافس الإقليمي الموجود الذي نعاني منه ولن يؤدي إلى الاستقرار».
وفي تركيز على الإعلام ضمن هذا المشهد المضطرب أشارت إلى أن «الإعلام واحد من الأدوات الهامة في خلق التنافس مع هذه الدول، من خلال إطلاق تصريحات، والتأكيد على التواجد في بعض بؤر التوتر والتأكيد عليه كأنه حق طبيعي، كل هذا كان موجوداً في الإعلام ووظف جيداً في الإعلام الإيراني، وهو ما يدعو لضرورة أن يكون هناك إعلام خليجي لا يؤجج وإنما يضع النقاط على الحروف، ويرجع الأمور إلى نصابها الطبيعي، بأننا نحن أيضاً دول سيادية مؤثرة وهامة، بل قد تكون أكثر الدول العربية تأثيراً في المنظومة العربية برمتها، فإننا دائماً ما نحكم العقل ونرجع الأمور إلى ميزان الحكمة والتوازن، وأيضاً لدينا تجربة رائدة على مستوى مجلس التعاون الخليجي بينما لم تتمكن الدول العربية من أن تخلق هذا النوع من النجاح على مستوى جامعة الدول العربية، صحيح أن إمكانياتنا أفضل في مجلس التعاون الخليجي، لكننا بالمقارنة مع منظومات أخرى وجدت في المنطقة سواء جامعة الدول العربية أو الاتحاد المغاربي أو أي منظومة أخرى نجده النموذج الذي أثبت قدرته على التعاطي مع كل المتغيرات في المنطقة، وبالتالي دول الخليج العربي الآن أصبحت مرجعية حقيقية للدول العربية ودول أخرى، يبحثون عن الحلول من خلالها، والنموذج الكويتي في الآونة الأخيرة شاهداً من خلال دبلوماسيتها المؤثرة في المنطقة، وسعيها الدائم لتقريب وجهات النظر، ما بين الأشقاء الخليجيين من جهة، فضلاً عن حديث دائم عن حوار خليجي إيراني، وأيضاً وجود كويتي للحديث عن تقارب سعودي مصري، ووساطة خليجية». وأكدت على ذلك قائلة «البيت الخليجي أصبح مرجعية أساسية ليس للخليجيين فقط، بل لاستقرار المنطقة برمتها».
التنسيق الإعلامي الخليجي
وأكدت المكيمي «أننا نملك أدوات الصناعة الإعلامية الفاعلة، ولكن الدور يبقى على وسائل الإعلام الخليجية، والتنسيق الخليجي المشترك، وتنسيق الخطاب الخليجي»، منوهة إلى الفرق الشاسع بين توحيد الخطاب الخليجي وبين التنسيق، ومعللة إلى «أننا في دول الخليج العربي لسنا آلات تتحدث بنفس واحد، ولكن تنسيق السياسات الخليجية والخطاب الخليجي قضية بالغة الأهمية لأن التوافق يكون على المرتكزات، والرؤية الخليجية المشتركة جزء من التنسيق». ولفتت إلى الفهم المغلوط في تداول كلمة توحيد، التي ترى استخدامها غير موفق، مؤكدة أن «التوحيد يعني استخدامنا جميعاً لنفس المفردات وطباعة صحف موحدة وإصدار قنوات موحدة وهكذا، بينما الهدف هو وضع رؤية مشتركة وتنسيق المواقف وفق ركائز يجب وضعها مسبقاً، وليس بالإمكان أن نتجاوز البيت الخليجي وهذه مرجعية أساسية يجب أن تحملها كل وسائل الإعلام الخليجية، وتكمن مسؤولية وسائل الإعلام الخليجية في سعيها الدائم إلى تقريب وجهات النظر وتجاوز أي خلافات خليجية خليجية، لأن الإعلام يمكنه أن يساهم سلباً في تأجيج اختلافات وجهات النظر ما يشي بخلاف خليجي، والفرق شاسع بين الاختلاف في الآراء وبين الخلافات، وهذا الدور المنتظر من وسائل الإعلام الخليجية فمن المهم أن يكون دورها توعوياً مخلصاً ساعياً لاستقرار المنطقة، فنحن لا نحتمل أن يكون هناك تراشق إعلامي.. المنطقة برمتها لا تتحمل، إذ أصبح الخليج الملجأ الآمن الأخير لهذه المنطقة التي باتت بؤراً للتوتر كالعراق وسوريا ولبنان ومصر وليبيا والتقسيم المنتظر، فالمنطقة كلها تتغير ضمن خارطة جديدة ولهذا فإننا بالضرورة نحتاج الوقوف على أهمية المساهمة في تنسيق هذه السياسات الإعلامية».
الأجهزة الخليجية المشتركة
وأضافــت المكيمـــي أن «الأجهزة الإعلامية الخليجية المشتركة تمثل الصوت الخليجي الموحد، والمشاريع الإعلامية التي يمكن تمثيلها في صحيفة خليجية مشتركة، أو تلفزيون خليجي مشترك، ومن الممكن أن تأخذها الأمانة العامة لدول مجلس التعاون على عاتقها وتعمل على تنفيذها، ولكن بالعودة إلى أفضل النماذج والتجارب الاتحادية في العالم، سنجد لدينا الاتحاد الأوروبي، ولا يوجد في الاتحاد الأوروبي تلك المؤسسات الإعلامية المشتركة بالكامل على هذا النحو، ولكن هناك جهاز إعلامي يقوم بدور تنسيقي، وهناك نموذج بارز هو قناة مخصصة للبرلمان الأوروبي».
واستطردت في حديثها قائلة «إننا في الخليج العربي أجهزتنا الخليجية مازالت في طريق بنائها ولم يتم استكمالها، وتأتي أهميتها قبل إنشاء المؤسسات الإعلامية المشتركة، فنحن في أمس الحاجة مثلاً لأن يكون لدينا برلمان خليجي، وأن يكون لدينا محكمة خليجية يتم اللجوء إليها لفصل النزاعات، ثم الالتفات إلى مستوى التكامل الخليجي الذي نتمتع به على غرار النموذج الأوروبي الذي يحاكم بعض الدول التي لا تلتزم ببعض المعايير أو الالتزامات». مؤكدةً أن «هذا ما نحتاج للتركيز عليه حالياً، فمازلنا في طور بناء هذه الأجهزة وبالتالي في حال استكمالها سوف تنعكس إيجاباً على ولادة أجهزة إعلامية تحمل هذه الرسالة».
وألقينا مراسينا..
ومازال في خاطر د.هيلة كلمة أرادت أن تختم بها حديثها الشيق أشارت فيها إلى أهمية اللقاءات الخليجية، في الندوات والمؤتمرات وعلى طاولات النقاش وتداول نتائج البحوث العلمية والتقارير التنفيذية وغيرها، منوهة إلى أن «التقاء النخب الخليجية حينما وتحاورها أمر بالغ الأهمية، خصوصاً على مستوى النخب الثقافية والسياسية والأكاديمية وكذلك على مستوى الشباب، فضلاً عن لقاءات القادة والمسؤولين» معللة هذا الاهتمام بأن تلك اللقاءات تسهم في ترسيخ الثقافة والخطاب الخليجيين، ما يمكن الجميع من ترجمته لاحقاً في وسائل الإعلام التقليدية والحديثة وفق رؤية خليجية مشتركة. فإلى هنا.. وعند لقاء النخب نصل إلى ضفة خليجية آمنة، فمتى ما استنار صانع القرار السياسي بفكر صفوة المجتمع من مثقفيه وأبنائه تجاوزت أوطاننا الخليجية أزماتها وارتقت إلى الأفضل.
{{ article.visit_count }}
الريادة الإعلامية
في الخليج
وقد بدأت المكيمي حديثها بالتأكيد على أن «الإعلام الخليجي جزء من منظومة الإعلام الدولي الذي لا نعيش بمعزل عنه، والإعلام الخليجي كان ولايزال جزءاً رئيساً في تشكيل الوعي الخليجي والرأي العام منذ فترة طويلة»، واستطردت المكيمي بقولها «البحرين والكويت رائدتان في المجال الإعلامي، فالكويت عرفت بمجلة «العربي» التي تتحدث في قضايا الإنسان العربي قبل أن تعرف كدولة، والإعلام له تاريخ بعيد في الخليج العربي ومن أوائل التلفزيونات الخليجية كان التلفزيون الكويتي، كما أن أول رئيسة تحرير امرأة كانت كويتية وهي «بيبي المرزوق» رئيسة تحرير «صحيفة الأنباء» اليومية».
إعلام المواطن
ولفتت د.هيلة إلى أن هذا يؤكد على أن الريادة في الإعلام موجودة وعلى أن الإعلام حاضر في وجداننا الخليجي ويساهم في تكوين الرأي العام، معززة ما ذهبت إليه بقولها «نرى تطور الرسالة الإعلامية من خلال الانتقال من الإعلام التقليدي إلى إعلام المواطن، إذ أصبح كل مواطن أداة إعلامية يستطيع أن يبث أفكاره ويشارك، ويستطيع أن يكون فاعلاً ومؤثراً، من خلال الأجهزة الذكية والدخول إلى عدد من التطبيقات نحو «تويتر» و«واتس اب» وغيرها من الوسائل المختلفة»، وأضافت أن التحدث الجماعي في هذا الفضاء والتطور الحاصل في الإعلام الخليجي إنما هو انعكاس لمنظومة الإعلام في العالم ككل من حيث التطور والتأثير، مستشهدة بمتابعاتنا قبل وقت قريب للحملة الانتخابية الرئاسية للرئيس الأمريكي الحالي «ترامب» وتغريداته على «تويتر»، فالإعلام الجديد أتاح الفرصة للتفاعل مع الرئيس عبر فضاء نتأثر به ونؤثر من خلاله.
الإعلام والتنافس الإقليمي السياسي
وفي قراءة متأنية لدور الإعلام في ظل ما تشهده المنطقة من صراعات واضطرابات، أفادت المكيمي بأن «هناك تنافساً إقليمياً، فإيران بلد إقليمي مؤثر وكبير، وهناك تنافس بين الدول الإقليمية الكبرى ما يدعو إيران لمنافسة الخليج، وأيضاً على مستوى الشرق الأوسط إيران دولة منافسة إقليمية غير عربية تنافس الدول العربية الإقليمية، وهذا ما يخلق حالة عدم الاستقرار والتوازن»، وساقت المكيمي جملة من الأمثلة تبرهن بها الرأي الذي تناولته مستشهدةً بـ«إيران وتركيا وإسرائيل، كونها الدول الكبرى الشرق أوسطية غير العربية وهي هامة ومؤثرة، ودورها في تصاعد على حساب الدول العربية، مثل مصر كبلد مؤثر، وسوريا كبلد إقليمي هام، ونحن في الخليج جزء من هذا التنافس الإقليمي الموجود الذي نعاني منه ولن يؤدي إلى الاستقرار».
وفي تركيز على الإعلام ضمن هذا المشهد المضطرب أشارت إلى أن «الإعلام واحد من الأدوات الهامة في خلق التنافس مع هذه الدول، من خلال إطلاق تصريحات، والتأكيد على التواجد في بعض بؤر التوتر والتأكيد عليه كأنه حق طبيعي، كل هذا كان موجوداً في الإعلام ووظف جيداً في الإعلام الإيراني، وهو ما يدعو لضرورة أن يكون هناك إعلام خليجي لا يؤجج وإنما يضع النقاط على الحروف، ويرجع الأمور إلى نصابها الطبيعي، بأننا نحن أيضاً دول سيادية مؤثرة وهامة، بل قد تكون أكثر الدول العربية تأثيراً في المنظومة العربية برمتها، فإننا دائماً ما نحكم العقل ونرجع الأمور إلى ميزان الحكمة والتوازن، وأيضاً لدينا تجربة رائدة على مستوى مجلس التعاون الخليجي بينما لم تتمكن الدول العربية من أن تخلق هذا النوع من النجاح على مستوى جامعة الدول العربية، صحيح أن إمكانياتنا أفضل في مجلس التعاون الخليجي، لكننا بالمقارنة مع منظومات أخرى وجدت في المنطقة سواء جامعة الدول العربية أو الاتحاد المغاربي أو أي منظومة أخرى نجده النموذج الذي أثبت قدرته على التعاطي مع كل المتغيرات في المنطقة، وبالتالي دول الخليج العربي الآن أصبحت مرجعية حقيقية للدول العربية ودول أخرى، يبحثون عن الحلول من خلالها، والنموذج الكويتي في الآونة الأخيرة شاهداً من خلال دبلوماسيتها المؤثرة في المنطقة، وسعيها الدائم لتقريب وجهات النظر، ما بين الأشقاء الخليجيين من جهة، فضلاً عن حديث دائم عن حوار خليجي إيراني، وأيضاً وجود كويتي للحديث عن تقارب سعودي مصري، ووساطة خليجية». وأكدت على ذلك قائلة «البيت الخليجي أصبح مرجعية أساسية ليس للخليجيين فقط، بل لاستقرار المنطقة برمتها».
التنسيق الإعلامي الخليجي
وأكدت المكيمي «أننا نملك أدوات الصناعة الإعلامية الفاعلة، ولكن الدور يبقى على وسائل الإعلام الخليجية، والتنسيق الخليجي المشترك، وتنسيق الخطاب الخليجي»، منوهة إلى الفرق الشاسع بين توحيد الخطاب الخليجي وبين التنسيق، ومعللة إلى «أننا في دول الخليج العربي لسنا آلات تتحدث بنفس واحد، ولكن تنسيق السياسات الخليجية والخطاب الخليجي قضية بالغة الأهمية لأن التوافق يكون على المرتكزات، والرؤية الخليجية المشتركة جزء من التنسيق». ولفتت إلى الفهم المغلوط في تداول كلمة توحيد، التي ترى استخدامها غير موفق، مؤكدة أن «التوحيد يعني استخدامنا جميعاً لنفس المفردات وطباعة صحف موحدة وإصدار قنوات موحدة وهكذا، بينما الهدف هو وضع رؤية مشتركة وتنسيق المواقف وفق ركائز يجب وضعها مسبقاً، وليس بالإمكان أن نتجاوز البيت الخليجي وهذه مرجعية أساسية يجب أن تحملها كل وسائل الإعلام الخليجية، وتكمن مسؤولية وسائل الإعلام الخليجية في سعيها الدائم إلى تقريب وجهات النظر وتجاوز أي خلافات خليجية خليجية، لأن الإعلام يمكنه أن يساهم سلباً في تأجيج اختلافات وجهات النظر ما يشي بخلاف خليجي، والفرق شاسع بين الاختلاف في الآراء وبين الخلافات، وهذا الدور المنتظر من وسائل الإعلام الخليجية فمن المهم أن يكون دورها توعوياً مخلصاً ساعياً لاستقرار المنطقة، فنحن لا نحتمل أن يكون هناك تراشق إعلامي.. المنطقة برمتها لا تتحمل، إذ أصبح الخليج الملجأ الآمن الأخير لهذه المنطقة التي باتت بؤراً للتوتر كالعراق وسوريا ولبنان ومصر وليبيا والتقسيم المنتظر، فالمنطقة كلها تتغير ضمن خارطة جديدة ولهذا فإننا بالضرورة نحتاج الوقوف على أهمية المساهمة في تنسيق هذه السياسات الإعلامية».
الأجهزة الخليجية المشتركة
وأضافــت المكيمـــي أن «الأجهزة الإعلامية الخليجية المشتركة تمثل الصوت الخليجي الموحد، والمشاريع الإعلامية التي يمكن تمثيلها في صحيفة خليجية مشتركة، أو تلفزيون خليجي مشترك، ومن الممكن أن تأخذها الأمانة العامة لدول مجلس التعاون على عاتقها وتعمل على تنفيذها، ولكن بالعودة إلى أفضل النماذج والتجارب الاتحادية في العالم، سنجد لدينا الاتحاد الأوروبي، ولا يوجد في الاتحاد الأوروبي تلك المؤسسات الإعلامية المشتركة بالكامل على هذا النحو، ولكن هناك جهاز إعلامي يقوم بدور تنسيقي، وهناك نموذج بارز هو قناة مخصصة للبرلمان الأوروبي».
واستطردت في حديثها قائلة «إننا في الخليج العربي أجهزتنا الخليجية مازالت في طريق بنائها ولم يتم استكمالها، وتأتي أهميتها قبل إنشاء المؤسسات الإعلامية المشتركة، فنحن في أمس الحاجة مثلاً لأن يكون لدينا برلمان خليجي، وأن يكون لدينا محكمة خليجية يتم اللجوء إليها لفصل النزاعات، ثم الالتفات إلى مستوى التكامل الخليجي الذي نتمتع به على غرار النموذج الأوروبي الذي يحاكم بعض الدول التي لا تلتزم ببعض المعايير أو الالتزامات». مؤكدةً أن «هذا ما نحتاج للتركيز عليه حالياً، فمازلنا في طور بناء هذه الأجهزة وبالتالي في حال استكمالها سوف تنعكس إيجاباً على ولادة أجهزة إعلامية تحمل هذه الرسالة».
وألقينا مراسينا..
ومازال في خاطر د.هيلة كلمة أرادت أن تختم بها حديثها الشيق أشارت فيها إلى أهمية اللقاءات الخليجية، في الندوات والمؤتمرات وعلى طاولات النقاش وتداول نتائج البحوث العلمية والتقارير التنفيذية وغيرها، منوهة إلى أن «التقاء النخب الخليجية حينما وتحاورها أمر بالغ الأهمية، خصوصاً على مستوى النخب الثقافية والسياسية والأكاديمية وكذلك على مستوى الشباب، فضلاً عن لقاءات القادة والمسؤولين» معللة هذا الاهتمام بأن تلك اللقاءات تسهم في ترسيخ الثقافة والخطاب الخليجيين، ما يمكن الجميع من ترجمته لاحقاً في وسائل الإعلام التقليدية والحديثة وفق رؤية خليجية مشتركة. فإلى هنا.. وعند لقاء النخب نصل إلى ضفة خليجية آمنة، فمتى ما استنار صانع القرار السياسي بفكر صفوة المجتمع من مثقفيه وأبنائه تجاوزت أوطاننا الخليجية أزماتها وارتقت إلى الأفضل.