الكويت - هدى هنداوي
تحيي الكويت الذكرى الـ 12 لوفاة "أمير القلوب" أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه، الذي وافته المنية في 15 يناير 2006، بعد مسيرة استمرت 29 عاما على سدة الحكم، كان عنوانها العمل المخلص والإنجاز في جميع المجالات حتى أصبحت الكويت "عروس الخليج".
والأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد ولد في الكويت عام 1926 وهو الحاكم الـ 13 للكويت حيث نودي به أميرا للبلاد في 31 ديسمبر 1977 خلفا للشيخ صباح السالم الصباح الذي وافاه الأجل يومها ويعد الأمير الثالث في عمر الدولة الدستورية عقب توقيع الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح علي وثيقة الدستور.
وقد شق طريقه نحو الحكم منذ نصف قرن ونيف، حين عينه والده الأمير الشيخ احمد الجابر، الحاكم العاشر في تاريخ الكويت، رئيسا للأمن العام في محافظة الأحمدي عام 1949.
ولمع نجمه في حقل الإدارة والسهر على الأمن والرغبة في خدمة وطنه وهو في الحادية والعشرين من عمره، وعندما اسند إليه أول منصب أثبت حكمة وحصافة وبعد نظر في معالجته للأمور، مما أهله لارتقاء المناصب القيادية.
زار العديد من بلدان العالم وهو شاب، فرأى عن كثب أحوال الشعوب الأخرى وأكسبته جولاته الخارجية قناعات شخصية بأهمية التضامن مع الشعوب الأخرى.
بصماته ميزت المناصب التي شغلها، فكان أول وزير للمالية في تاريخ الكويت في أول حكومة شكلت عقب الاستقلال في 17 يناير 1962، وأرسى الخطوات الفعلية للمحافظة على المال العام، ومنح الصلاحيات الكاملة لأجهزة المتابعة والرقابة على الاستثمارات.
شارك في العديد من المسؤوليات وصنع القرار منذ مطلع شبابه، فوضع اهم النظم المالية والاستثمارية كصندوق الاحتياطي العام للدولة وصندوق الأجيال، ثم الصندوق الكويتي للتنمية الذي كان منبع الخير لعشرات الدول الشقيقة والصديقة من أسيا إلى أمريكا اللاتينية مرورا بإفريقيا ومنه أنشئت مئات الصروح التعليمية والعلمية والاجتماعية والبنى التحتية والاقتصادية.
ولعل أبرز المحطات التي تجلت فيها حنكة وحكمة الشيخ جابر الأحمد هي ما مرت به البلاد خلال محنة الاحتلال العراقي الغاشم عام 1990، حيث لعبت حكمته وخبرته دورا كبيرا في حشد الدعم الكبير من الدول الشقيقة والصديقة لطرد قوات الاحتلال بعد 7 أشهر وتحرير البلاد بالكامل.
وبفضل السياسة الحكيمة التي تميز بها الأمير الراحل والتفاف أهل الكويت حول قيادته عادت الكويت إلى مواصلة مسيرة النهضة والخير والعطاء وسرعة إعادة إعمار البلاد وإزالة آثار العدوان الغاشم واستطاع - رحمه الله - بفضل تخطيطه السليم تغطية نفقات التحرير التي بلغت عشرات المليارات من الدولارات في فترة قياسية.
وأولى الشيخ جابر الأحمد أبناء الشهداء اهتماما كبيرا فحرص على رعايتهم والاهتمام بهم من خلال تأسيس مكتب الشهيد في 19 يونيو عام 1991 والذي تولى رعاية ذوي الشهداء في كل مجالات الحياة.
ولم تغب قضية الأسرى والمرتهنين الكويتيين لدى النظام العراقي آنذاك عن اهتمامات الأمير الراحل فقد كان شديد الحرص على طرح هذه القضية في المحافل العربية والدولية باعتبارها قضية إنسانية.
وحظيت فئة الشباب باهتمام خاص من الأمير الراحل اذ قال في إحدى كلماته "الشباب هم التيار المتجدد في نهر الحياة للكويت ولابد دائما من دعم روافد هذا النهر حتى لا ينقطع نبع القوة ومدد التجديد لجوانب الحياة في أنحاء وطننا".
وانطلاقا من تلك الرؤية فقد نال الشباب نصيبا وافرا من الرعاية والاهتمام وتجلى ذلك في إنشاء العديد من المراكز لهم وصولا إلى تأسيس الهيئة العامة للشباب والرياضة في عام 1992 والتي عهد إليها العناية بشؤون الشباب وتنشئتهم وتهيئة أسباب القوة والرعاية وتنمية القدرات الخلقية والعقلية والفنية لهم.
وحرص الأمير الراحل على معالجة المشاكل الاجتماعية في الكويت خلال فترتي ولاية العهد ورئاسة الحكومة وعندما أصبح أميرا للبلاد من خلال إقرار العديد من المراسيم الأميرية بشأن مساعدة الأيتام ومجهولي الوالدين وإقرار منحة الزواج وبدل السكن ومساعدة الزوجة المتزوجة من غير الكويتي وإرسال الطلبة للدراسة على نفقته الخاصة وإرسال المرضى للعلاج في الخارج على نفقته.
ولعل من أبرز الإنجازات التي كانت للأمير الراحل بصمات في إنجازها إنشاء مؤسسة التأمينات الاجتماعية لتأمين العيش الكريم لمن هم في سن الشيخوخة وإنشاء صندوق احتياطي الأجيال القادمة وهو صندوق لتجميع المال من عوائد النفط لحفظ استقرار الأجيال القادمة ماديا إذ يقتطع 10 % من إيرادات الدولة العامة وتوجيهها إلى الصندوق لاستثمارها في مشاريع داخلية وخارجية وقد استفاد منه الشعب الكويتي في الخارج أثناء الاحتلال العراقي للبلاد.
ولم تغب المرأة عن اهتمامات الشيخ جابر الأحمد فقد ساند قضاياها وكان داعما لها فهو أول من سعى إلى نيل المرأة حقوقها السياسية حينما أصدر مرسوما أميريا عام 1999 يقضي بمنح المرأة حقوقها السياسية كاملة إلى أن تم إقرار القانون في مجلس الأمة عام 2005.
تحيي الكويت الذكرى الـ 12 لوفاة "أمير القلوب" أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه، الذي وافته المنية في 15 يناير 2006، بعد مسيرة استمرت 29 عاما على سدة الحكم، كان عنوانها العمل المخلص والإنجاز في جميع المجالات حتى أصبحت الكويت "عروس الخليج".
والأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد ولد في الكويت عام 1926 وهو الحاكم الـ 13 للكويت حيث نودي به أميرا للبلاد في 31 ديسمبر 1977 خلفا للشيخ صباح السالم الصباح الذي وافاه الأجل يومها ويعد الأمير الثالث في عمر الدولة الدستورية عقب توقيع الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح علي وثيقة الدستور.
وقد شق طريقه نحو الحكم منذ نصف قرن ونيف، حين عينه والده الأمير الشيخ احمد الجابر، الحاكم العاشر في تاريخ الكويت، رئيسا للأمن العام في محافظة الأحمدي عام 1949.
ولمع نجمه في حقل الإدارة والسهر على الأمن والرغبة في خدمة وطنه وهو في الحادية والعشرين من عمره، وعندما اسند إليه أول منصب أثبت حكمة وحصافة وبعد نظر في معالجته للأمور، مما أهله لارتقاء المناصب القيادية.
زار العديد من بلدان العالم وهو شاب، فرأى عن كثب أحوال الشعوب الأخرى وأكسبته جولاته الخارجية قناعات شخصية بأهمية التضامن مع الشعوب الأخرى.
بصماته ميزت المناصب التي شغلها، فكان أول وزير للمالية في تاريخ الكويت في أول حكومة شكلت عقب الاستقلال في 17 يناير 1962، وأرسى الخطوات الفعلية للمحافظة على المال العام، ومنح الصلاحيات الكاملة لأجهزة المتابعة والرقابة على الاستثمارات.
شارك في العديد من المسؤوليات وصنع القرار منذ مطلع شبابه، فوضع اهم النظم المالية والاستثمارية كصندوق الاحتياطي العام للدولة وصندوق الأجيال، ثم الصندوق الكويتي للتنمية الذي كان منبع الخير لعشرات الدول الشقيقة والصديقة من أسيا إلى أمريكا اللاتينية مرورا بإفريقيا ومنه أنشئت مئات الصروح التعليمية والعلمية والاجتماعية والبنى التحتية والاقتصادية.
ولعل أبرز المحطات التي تجلت فيها حنكة وحكمة الشيخ جابر الأحمد هي ما مرت به البلاد خلال محنة الاحتلال العراقي الغاشم عام 1990، حيث لعبت حكمته وخبرته دورا كبيرا في حشد الدعم الكبير من الدول الشقيقة والصديقة لطرد قوات الاحتلال بعد 7 أشهر وتحرير البلاد بالكامل.
وبفضل السياسة الحكيمة التي تميز بها الأمير الراحل والتفاف أهل الكويت حول قيادته عادت الكويت إلى مواصلة مسيرة النهضة والخير والعطاء وسرعة إعادة إعمار البلاد وإزالة آثار العدوان الغاشم واستطاع - رحمه الله - بفضل تخطيطه السليم تغطية نفقات التحرير التي بلغت عشرات المليارات من الدولارات في فترة قياسية.
وأولى الشيخ جابر الأحمد أبناء الشهداء اهتماما كبيرا فحرص على رعايتهم والاهتمام بهم من خلال تأسيس مكتب الشهيد في 19 يونيو عام 1991 والذي تولى رعاية ذوي الشهداء في كل مجالات الحياة.
ولم تغب قضية الأسرى والمرتهنين الكويتيين لدى النظام العراقي آنذاك عن اهتمامات الأمير الراحل فقد كان شديد الحرص على طرح هذه القضية في المحافل العربية والدولية باعتبارها قضية إنسانية.
وحظيت فئة الشباب باهتمام خاص من الأمير الراحل اذ قال في إحدى كلماته "الشباب هم التيار المتجدد في نهر الحياة للكويت ولابد دائما من دعم روافد هذا النهر حتى لا ينقطع نبع القوة ومدد التجديد لجوانب الحياة في أنحاء وطننا".
وانطلاقا من تلك الرؤية فقد نال الشباب نصيبا وافرا من الرعاية والاهتمام وتجلى ذلك في إنشاء العديد من المراكز لهم وصولا إلى تأسيس الهيئة العامة للشباب والرياضة في عام 1992 والتي عهد إليها العناية بشؤون الشباب وتنشئتهم وتهيئة أسباب القوة والرعاية وتنمية القدرات الخلقية والعقلية والفنية لهم.
وحرص الأمير الراحل على معالجة المشاكل الاجتماعية في الكويت خلال فترتي ولاية العهد ورئاسة الحكومة وعندما أصبح أميرا للبلاد من خلال إقرار العديد من المراسيم الأميرية بشأن مساعدة الأيتام ومجهولي الوالدين وإقرار منحة الزواج وبدل السكن ومساعدة الزوجة المتزوجة من غير الكويتي وإرسال الطلبة للدراسة على نفقته الخاصة وإرسال المرضى للعلاج في الخارج على نفقته.
ولعل من أبرز الإنجازات التي كانت للأمير الراحل بصمات في إنجازها إنشاء مؤسسة التأمينات الاجتماعية لتأمين العيش الكريم لمن هم في سن الشيخوخة وإنشاء صندوق احتياطي الأجيال القادمة وهو صندوق لتجميع المال من عوائد النفط لحفظ استقرار الأجيال القادمة ماديا إذ يقتطع 10 % من إيرادات الدولة العامة وتوجيهها إلى الصندوق لاستثمارها في مشاريع داخلية وخارجية وقد استفاد منه الشعب الكويتي في الخارج أثناء الاحتلال العراقي للبلاد.
ولم تغب المرأة عن اهتمامات الشيخ جابر الأحمد فقد ساند قضاياها وكان داعما لها فهو أول من سعى إلى نيل المرأة حقوقها السياسية حينما أصدر مرسوما أميريا عام 1999 يقضي بمنح المرأة حقوقها السياسية كاملة إلى أن تم إقرار القانون في مجلس الأمة عام 2005.