* أكثر من 3 آلاف شخصية إعلامية و45 متحدثاً من 20 دولة يشاركون في المنتدىدبي – صبري محمودانطلقت في دبي فعاليات الدورة السابعة عشرة لمنتدى الإعلام العربي بمشاركة أكثر من 3000 شخصية من القيادات والرموز الإعلامية العربية والعالمية. ويستضيف المنتدى، الذي يقام في مدينة جميرا أكثر من 45 متحدثاً من 20 دولة عربية وأجنبية علاوة على المشاركين من داخل دولة الإمارات، لعرض أفكارهم ورؤاهم حول الموضوعات المهمة المطروحة على طاولة النقاش خلال المنتدى وعبر جلساته الممتدة على مدار يومين حافلين بحوار موضوعي هادف حول واقع ومستقبل الإعلام العربي.وشهدت فعاليات اليوم الأول العديد من الجلسات الحوارية وورش العمل المتنوعة.الإعلام العربي المؤثرمن جانبه، قال رئيس تحرير بوابة العين الإخبارية الدكتور علي النعيمي خلال جلسة حملت عنوان "الإعلام العربي المؤثر" إن "العالم قد تغير وتغير معه كل شئ وسيستمر هذا التغيير مستقبلا بفعل ثورة المعلومات، وعلى الإعلاميين أن يواكبوا هذا التغيير الذي لا مفر منه، ويستخدموا وسائل التقنية الحديثة، كي يكونوا فاعلين ومؤثرين في القارئ والمشاهد". وشدد على "ضرورة ذلك بقوله "يجب أن يدرك الإعلاميون في منطقتنا العربية أن جزءاً من طبيعة الحياة أن نتفاعل مع التغيير ونشارك في إحداث التغيير الإيجابي وصناعته".وتابع "قديما كان المقال المنشور بالصحف مؤثر جداً وينتظره القارئ لأنه كان يجد فيه تحليلاً ومعلومات جديدة، أما الآن فقد قل تأثير هذا المقال المطبوع لأن الجمهور يكون قد تلقى الكثير من المعلومات حول القضايا من خلال منصات التواصل الاجتماعي التي تتضمن أحيانا الكثير من المعلومات المضللة والمغلوطة والمغرضة، ولهذا ربما لا يخرج القارئ بجديد من خلال قراءته لعشرات المقالات، بفعل هذا التغير التقني الذي فرض نفسه على واقع الحياة".وشدد النعيمي على "ضرورة أن ينظر كبار الصحافيين والكتّاب للأمور ولمحتوياتهم الإعلامية بمعايير جديدة ومختلفة، ومن المهم أن يقدم الإعلامي خطاباً مقنعا للآخرين وليس لنفسه، وأن يتفهم الكتّاب والإعلاميون احتياجات الشباب ويقدموا لهم محتوى جديدا". وأضاف "من المهم أن يفكر الإعلاميون خارج الإطار التقليدي الذي تعودناه، وأن يطوروا أنفسهم ويعايشوا المستجدات وتقنيات العصر حتي يكونوا مؤثرين في المتلقين وخاصة الشباب". وأضاف "أي إعلامي غير قادر على مواكبة تقنيات العصر واستخدامها بشكل صحيح سيكون على الهامش ومجرد رقم غير مؤثر في مؤسسته الإعلامية".وقال إنه "في السنوات السبع الماضية، ترك الإعلام العربي التقليدي فراغا سده آخرون استطاعوا توظيف التقنيات الحديثة بخطاب يصنع التطرف والإرهاب، ولهذا علينا نحن الإعلاميين أن نتدارك هذا الأمر كي نكون مؤثرين ومساهمين بفعالية في تنمية البلدان العربية واستشراف مستقبل أفضل لها ولشبابها".وحذر النعيمي من "تبعات غياب الدور الإعلامي الواعي والمتوازن القادر على توضيح الحقائق"، وقال "إذا لم يقم الإعلامي العربي بسد هذا الفراغ، سيسده من لا يريد الخير للعرب ولا للشباب العربي، سيسده من يستطيعون استخدام التقنيات الحديثة بأخبار ومحتويات مضللة وكاذبة ومخربة، وللأسف فإن عدداً كبيراً من الرموز الإعلامية لم تواكب التقنية وتركت فراغا سده مخربون أصحاب فكر متطرف، ومنطقتنا العربية بحاجة إلى صناعة رأي عام يحمل هماً تنموياً لمستقبل الأمة، من خلال إعلام إيجابي مؤثر".تحولات إعلامية قادمةوضمن جلسات المنتدى عُقدت جلسة تفاعلية ضمن "جلسات الـ 20 دقيقة" مع الكاتب والإعلامي المصري ياسر عبد العزيز، تحت عنوان "تحولات إعلامية قادمة" أكد خلالها أن "المستقبل لا يُصنع بالتقنيات الرقمية فقط، مقدماً عرضاً تفاعلياً حول أبرز التحولات الإعلامية التي حدثت بالفعل خلال العامين الفائتين إلى جانب أبرز ستة تحولات إعلامية قريبة الحدوث خلال المستقبل القريب".وناقش ياسر عبد العزيز خلال الجلسة أبرز التحولات الإعلامية التي غيّرت المشهد الإعلامي عربياً، ومنها ما أطلق عليه عنوان "نهاية العهود" لافتاً إلى "تأثير انتهاء عصر الخصوصية على المشهد الإعلامي، حيث أصبحت شركات مثل"جوجل" تعرف كل ما نبحث عنه على شبكة "الإنترنت"، و"فيس بوك" تعرف ماذا نحب، و"إنستغرام" أصبح يحدد ملامحنا الشخصية، و"تويتر" بات يعبر ويوضح مواقفنا، بينما أصبحت مواقع مثل "أي بوك" و"أمازون" تكشف ماذا نحب أن نقرأ ونشتري".ثورة الروبوتاتوقدمت ليزا جبس، مسؤولة استراتيجية الذكاء الاصطناعي في وكالة أسوشييتد برس "AP"، خلال جلسة "ثورة الروبوتات ومستقبل الصحافة"، عرضاً لتجربة الوكالة في مجال "أتمتة" الصحافة وطرق الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تطوير العمل الصحفي، من خلال تطوير برمجيات الأرشفة والتعرف على الصور، ونشر مقاطع الفيديو، واستخدام الذكاء الاصطناعي في التحقق من المعلومات وتحديد أهم الأخبار والاطلاع على آخر المستجدات.وذكرت جبس أن "الوكالة تعمل مع خبراء صناعة الذكاء الصناعي والشركات الناشئة في هذا المجال، لتطوير تطبيقات ذكية ونظم حديثة للاستفادة منها في العمل الإعلامي كإنتاج الآلاف من قصص التجارة والأعمال، والقصص الرياضية، وإيجاد طرق سريعة لأرشفة الصور باستخدام علامات محددة وكلمات رئيسية قابلة للبحث"."فيسبوك" يغير المشهد الإعلاميوناقشت جلسة بعنوان "فيسبوك يغير المشهد الإعلامي" حاضر فيها باتريك ولكر، مدير الشراكات الإعلامية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في "فيسبوك"، أهمية التأثير الإيجابي للمحتوى الذي يشارك به مستخدموه، وكيفية التأكد من عدم التأثير السلبي في المتلقين، أو أنه يخدم أهدافاً معينة لفئة ما خاصة السلبية منها، فضلا عن استعراض التقنيات والأساليب الحديثة التي يستخدمها القائمون على الموقع لاجتذاب شرائح أكبر، وتفعيل صلاتهم فيما بين مجتمعاتهم، ومن ضمنها تقنية "فيسبوك ووتش".55% من مستخدمي "تويتر" أقل من 25 سنةاستضاف المنتدى جلسة تفاعلية لمدة 20 دقيقة مع بيتر جرينبرجر، المدير العالمي للأخبار في "تويتر"، تحت عنوان "كيف يتشكل الجمهور في العصر الرقمي" أكد فيها أن "صناعة الجمهور الذي يتشكل أمامنا بشكل كبير عن المتعارف عليه أختلف خلال العامين الماضيين، فقد أصبح هناك شاهد عيان في مكان حدوث كل خبر مهما كان صغيراً في العالم، ومنصة عالمية مثل "تويتر" تعي تماماً كيفية الوصول إلى الأشخاص في المكان والزمان الأكثر أهمية".ونوه المتحدث في ذات السياق إلى أن ""تويتر" واحدة من أبرز المنصات وأكثرها متابعة في المنطقة العربية، ففي المملكة العربية السعودية حقق هاشتاج "النساء بإمكانها القيادة" على أكثر 1.5 مليون متابعة"، مشيراً إلى أن "55% من مستخدمي "تويتر" هم أقل من 25 سنة".وتحدث كارلو بيوندو، رئيس الشراكات الإعلامية والاستراتيجية لأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا بجوجل، في جلسة بعنوان "بناء مستقبل أفضل للأخبار" أكد فيها أن "الشركة تبذل جهوداً متواصلة لدعم قطاع الصحافة من خلال التعاون مع مجموعة واسعة من الشركاء العاملين في مختلف التخصصات الصحافية في شتى أرجاء العالم".وأوضح بيوندو أن "المبادرة ترمي إلى تدريب 4000 صحافي بنهاية عام 2019 على استخدام التقنيات الحديثة، فضلاً عن استشراف مستقبل القطاع وتحديد مناطق النمو، ودارسة الشق التجاري من العمل الصحافي لتعريف الصحافيين بالعلاقة المعقدة بين الصحافة كمهنة نبيلة والدخل المالي للمؤسسات الصحافية في إطار يقدم "صحافة جيدة" للجمهور ويضمن في نفس الوقت للمؤسسة الصحافية القدرة على المنافسة والاستمرار في تحقيق أهدافها التجارية".وضمن جهود الشركة لمحاربة ظاهرة الأخبار الكاذبة، تبنت جوجل خلال المرحلة الماضية خاصية "التثبت من الأخبار" وذلك بإضافة علامة معينة على الأخبار التي تم التحقق منها وتوثيقها بشكل منهجي. والأسبوع الماضي أطلقت الشركة في نيويورك "مبادرة الأخبار العالمية" بهدف التصدي لظاهرة الأخبار المزيفة على الإنترنت، والمساهمة في تقديم أخبار صحافية تنتمي لما يمكن أن نطلق عليه "الصحافة الراقية"، مؤكداً أن "المبادرة تشكل التزاما جديدا من جوجل بالعمل على تحسين جودة الصحافة عبر التواصل مع الشركاء لتحديد المناطق والمجالات التي ينبغي تطويرها".