بيروت - بديع قرحاني
رحبت فعاليات سياسية لبنانية بالزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان البابا فرانسيس لدولة الامارات العربية، على وقع اشادات واسعة بتسامح دولة الامارات العربية المتحدة، بينما أعلنت الإمارات في وقت سابق أن "العام 2019 سوف يكون عام التسامح فى الإمارات". وفي مشهد مهيب يجسد معاني التسامح واحترام الآخر والتعايش ومن صرح زايد المؤسس في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وقع بابا الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرنسيس، وشيخ الأزهر، الإمام الأكبر، "وثيقة الأخوة الإنسانية".
وشهد حفل التوقيع، بالإضافة إلى الرمزين الدينيين الكبيرين، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، سمو الشيخ محمد بن راشد، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، سمو الشيخ محمد بن زايد.
وأكد المطران الياس عوده متروبوليت بيروت وتوابعها في مؤتمر الأخوة الإنسانية في أبوظبي "اننا كلنا إخوة لأننا كلنا أبناء الله، لكن الفرقة تسود والفتنة تبرز عندما نبتعد عن الله من أجل تحقيق مآرب ومصالح شخصية".
ولفت الى ان "جهادنا جميعا يجب أن يكون ضد الشيطان، الذي عمل، منذ بدء الخليقة، ولا يزال، على رمي الفتنة بين الإنسان وخالقه، وبين الإنسان وأخيه، بتنمية الكبرياء التي هي أم الخطايا، حتى ظن الإنسان نفسه أفضل من أخيه، فعمل على إلغائه".
وأضاف "أنا أتيتكم من لبنان الحبيب، مهد الحضارة والحرف والثقافة، بلد الديمقراطية والحرية والتسامح، حيث تغتني الطوائف المتعددة فيه الواحدة من الأخرى، يجمعها الحوار، رغم بعض العثرات. فمنذ وسوس الخناس في رؤوس الناس واجتاحت موجة التكفير والتخوين عالمنا العربي، وشاء بعض المتدينين شن الحروب الفاقدة الرحمة والمحبة في وجه بعضهم البعض، أصابت العدوى لبنان".
ولفت الى انه "بسبب الإنهيار السياسي أصبح اللبنانيون، الإخوة في الوطن، يرزحون تحت وطأة التراجع الإقتصادي والإجتماعي والفكري".
وأوضح ان "المحبة لا تنفي فرادة الإنسان. المحبة تدفع الإنسان إلى احترام الآخر المختلف. فإذا عمل كل القادة الدينيين والسياسيين على بث روح المحبة، أصبح الجميع إخوة لأب واحد هو الله. هذا ما تحاول دولة الإمارات العربية المتحدة القيام به، وقد أصبحت في طليعة البلدان العربية الداعية إلى المحبة والتسامح وتقبل فرادة الآخر، إن من خلال إنشاء وزارة خاصة بالتسامح، أو من خلال مؤتمرات التوعية وآخرها ما نشهده حاليا".
ولفت الى ان "كنيستنا الأرثوذكسية الأنطاكية، التي تشكل أبرشيتنا في بيروت إحدى ركائزها، ليست بعيدة عن هذه الروح، لأن كنيستنا كانت منذ أسسها الرسولان بطرس وبولس، ولا تزال في أيامنا، تدعو إلى المحبة والأخوة بين البشر، وإلى التسامح، واحترام الآخر، وقبوله، واعتماد الحوار لحل الإشكالات".
وتعقيبا على هذه الزيارة، غرّد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري على "تويتر"، قائلاً، "الزيارة التاريخية التي يقوم بها البابا فرنسيس لدولة الامارات العربية المتحدة خطوة حضارية تشرق على العالمين الاسلامي والمسيحي بلغة الحوار والانفتاح والتسامح. تحية من لبنان العيش المشترك الى قيادة الامارات وضيفها الكبير والتحية موصولة الى الامام الاكبر شيخ الازهر الذي تقدّم المرحبين".
اما النائبة ستريدا جعجع فقد اوضحت، انه "صحيح أن أحد أهم أسباب الزيارة هو عمل البابا على توطيد العلاقات بين الفاتيكان والقيادات المسلمة في العالم، حيث يأتي استقبال إمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب له في مطار الإمارات في هذا الإطار، إلا أن هذا الأمر ليس بجديد باعتبار أن البابا يعمل على هذه القضيّة منذ توليه السدّة البابويّة وهو قد التقى إمام الأزهر في ثلاث مناسبات سابقة، إلا أن الأمر الأهم في هذه الزيارة هو أنها المرّة الأولى التي يزور فيها الحبر الأعظم إحدى دول الخليج العربي حيث سيقام قداس للمرّة الأولى في مكان عام في ملعب مدينة زايد الرياضية ويتوقع أن يحضره أكثر من 135 ألف شخص". وتابعت جعجع في بيان أن "زيارة البابا إلى الإمارات ما كانت لتتحقق لولا "نهج زايد"، تيمناً بالمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي لم يفرّق بين مواطن وآخر ولا بين مواطن وأجنبي لا بل تأسّس على قاعدة إحترام الآخر بغض النظر عن دينه أو جنسه أو عرقه، فأضحت دولة الإمارات بفضل هذا النهج نموذجاً للتعايش وتلاقي الأديان والحضارات حيث تستمر القيادة الإماراتية اليوم بقيادة وإرشاد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وبحكمة ولي عهد إمارة أبو ظبي ورئيس مجلسها التنفيذي ونائب القائد العام للقوّات المسلّحة الإماراتيّة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على نفس النهج، وهذا ما أكّده البابا بقوله إن "الإمارات تشكل نموذجاً للعيش المشترك بين الثقافات المختلفة"، مشيراً إلى أنه "يريد أن يطبق هذا النموذج في بقيّة أنحاء العالم خصوصاً في هذه الفترة حيث الهجرة أصبحت قضيّة هامة في كثير من دول العالم".
فيما غرد النائب ميشال معوض رئيس حركة الاستقلال عبر حسابه على "تويتر" بالقول، "زيارة قداسة البابا فرنسيس الى أرض الإمارات لحظة مفصلية في عالمنا العربي تؤسس لمواجهة زمن التطرف بثقافة السلام والانفتاح والحوار والتلاقي بين الأديان، نهنئ الإمارات وقيادتها على هذه المبادرة التاريخية عسى أن يتعمم هذا النموذج على كل منطقتنا العربية".
اما رئيسة "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف، فقد غردت على حسابها عبر "تويتر" بالقول، " كلام من دهب القداسة، زرعوا البابا فرنسيس اليوم بدولة الامارات ليبقى معنا سنين لقدام ، والبابا ما حكي خطاب وفل،هو دعانا نتصرف ع صورة الله وما نحط حواجز اقصاء لبعضنا"، وأردفت "خطاب قداستو وزيارتو،رح تصير تاريخ،وكتاب منقراه على أنفسنا كل يوم متل الصلا".
{{ article.visit_count }}
رحبت فعاليات سياسية لبنانية بالزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان البابا فرانسيس لدولة الامارات العربية، على وقع اشادات واسعة بتسامح دولة الامارات العربية المتحدة، بينما أعلنت الإمارات في وقت سابق أن "العام 2019 سوف يكون عام التسامح فى الإمارات". وفي مشهد مهيب يجسد معاني التسامح واحترام الآخر والتعايش ومن صرح زايد المؤسس في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وقع بابا الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرنسيس، وشيخ الأزهر، الإمام الأكبر، "وثيقة الأخوة الإنسانية".
وشهد حفل التوقيع، بالإضافة إلى الرمزين الدينيين الكبيرين، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، سمو الشيخ محمد بن راشد، وولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، سمو الشيخ محمد بن زايد.
وأكد المطران الياس عوده متروبوليت بيروت وتوابعها في مؤتمر الأخوة الإنسانية في أبوظبي "اننا كلنا إخوة لأننا كلنا أبناء الله، لكن الفرقة تسود والفتنة تبرز عندما نبتعد عن الله من أجل تحقيق مآرب ومصالح شخصية".
ولفت الى ان "جهادنا جميعا يجب أن يكون ضد الشيطان، الذي عمل، منذ بدء الخليقة، ولا يزال، على رمي الفتنة بين الإنسان وخالقه، وبين الإنسان وأخيه، بتنمية الكبرياء التي هي أم الخطايا، حتى ظن الإنسان نفسه أفضل من أخيه، فعمل على إلغائه".
وأضاف "أنا أتيتكم من لبنان الحبيب، مهد الحضارة والحرف والثقافة، بلد الديمقراطية والحرية والتسامح، حيث تغتني الطوائف المتعددة فيه الواحدة من الأخرى، يجمعها الحوار، رغم بعض العثرات. فمنذ وسوس الخناس في رؤوس الناس واجتاحت موجة التكفير والتخوين عالمنا العربي، وشاء بعض المتدينين شن الحروب الفاقدة الرحمة والمحبة في وجه بعضهم البعض، أصابت العدوى لبنان".
ولفت الى انه "بسبب الإنهيار السياسي أصبح اللبنانيون، الإخوة في الوطن، يرزحون تحت وطأة التراجع الإقتصادي والإجتماعي والفكري".
وأوضح ان "المحبة لا تنفي فرادة الإنسان. المحبة تدفع الإنسان إلى احترام الآخر المختلف. فإذا عمل كل القادة الدينيين والسياسيين على بث روح المحبة، أصبح الجميع إخوة لأب واحد هو الله. هذا ما تحاول دولة الإمارات العربية المتحدة القيام به، وقد أصبحت في طليعة البلدان العربية الداعية إلى المحبة والتسامح وتقبل فرادة الآخر، إن من خلال إنشاء وزارة خاصة بالتسامح، أو من خلال مؤتمرات التوعية وآخرها ما نشهده حاليا".
ولفت الى ان "كنيستنا الأرثوذكسية الأنطاكية، التي تشكل أبرشيتنا في بيروت إحدى ركائزها، ليست بعيدة عن هذه الروح، لأن كنيستنا كانت منذ أسسها الرسولان بطرس وبولس، ولا تزال في أيامنا، تدعو إلى المحبة والأخوة بين البشر، وإلى التسامح، واحترام الآخر، وقبوله، واعتماد الحوار لحل الإشكالات".
وتعقيبا على هذه الزيارة، غرّد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري على "تويتر"، قائلاً، "الزيارة التاريخية التي يقوم بها البابا فرنسيس لدولة الامارات العربية المتحدة خطوة حضارية تشرق على العالمين الاسلامي والمسيحي بلغة الحوار والانفتاح والتسامح. تحية من لبنان العيش المشترك الى قيادة الامارات وضيفها الكبير والتحية موصولة الى الامام الاكبر شيخ الازهر الذي تقدّم المرحبين".
اما النائبة ستريدا جعجع فقد اوضحت، انه "صحيح أن أحد أهم أسباب الزيارة هو عمل البابا على توطيد العلاقات بين الفاتيكان والقيادات المسلمة في العالم، حيث يأتي استقبال إمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب له في مطار الإمارات في هذا الإطار، إلا أن هذا الأمر ليس بجديد باعتبار أن البابا يعمل على هذه القضيّة منذ توليه السدّة البابويّة وهو قد التقى إمام الأزهر في ثلاث مناسبات سابقة، إلا أن الأمر الأهم في هذه الزيارة هو أنها المرّة الأولى التي يزور فيها الحبر الأعظم إحدى دول الخليج العربي حيث سيقام قداس للمرّة الأولى في مكان عام في ملعب مدينة زايد الرياضية ويتوقع أن يحضره أكثر من 135 ألف شخص". وتابعت جعجع في بيان أن "زيارة البابا إلى الإمارات ما كانت لتتحقق لولا "نهج زايد"، تيمناً بالمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي لم يفرّق بين مواطن وآخر ولا بين مواطن وأجنبي لا بل تأسّس على قاعدة إحترام الآخر بغض النظر عن دينه أو جنسه أو عرقه، فأضحت دولة الإمارات بفضل هذا النهج نموذجاً للتعايش وتلاقي الأديان والحضارات حيث تستمر القيادة الإماراتية اليوم بقيادة وإرشاد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وبحكمة ولي عهد إمارة أبو ظبي ورئيس مجلسها التنفيذي ونائب القائد العام للقوّات المسلّحة الإماراتيّة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على نفس النهج، وهذا ما أكّده البابا بقوله إن "الإمارات تشكل نموذجاً للعيش المشترك بين الثقافات المختلفة"، مشيراً إلى أنه "يريد أن يطبق هذا النموذج في بقيّة أنحاء العالم خصوصاً في هذه الفترة حيث الهجرة أصبحت قضيّة هامة في كثير من دول العالم".
فيما غرد النائب ميشال معوض رئيس حركة الاستقلال عبر حسابه على "تويتر" بالقول، "زيارة قداسة البابا فرنسيس الى أرض الإمارات لحظة مفصلية في عالمنا العربي تؤسس لمواجهة زمن التطرف بثقافة السلام والانفتاح والحوار والتلاقي بين الأديان، نهنئ الإمارات وقيادتها على هذه المبادرة التاريخية عسى أن يتعمم هذا النموذج على كل منطقتنا العربية".
اما رئيسة "الكتلة الشعبية" ميريام سكاف، فقد غردت على حسابها عبر "تويتر" بالقول، " كلام من دهب القداسة، زرعوا البابا فرنسيس اليوم بدولة الامارات ليبقى معنا سنين لقدام ، والبابا ما حكي خطاب وفل،هو دعانا نتصرف ع صورة الله وما نحط حواجز اقصاء لبعضنا"، وأردفت "خطاب قداستو وزيارتو،رح تصير تاريخ،وكتاب منقراه على أنفسنا كل يوم متل الصلا".