دعا البيان الختامي لـ"ملتقى أبوظبي الاستراتيجي السادس"، الذي عقد على مدار يومين بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، لإعادة النظر في معادلة التسلح والأمن والتحدي الذي يواجه المجتمع لتطوير آليات ضبط التسلح.وأوضح البيان الصادر، الإثنين، أنه يجب توجيه الموارد للتنمية بدل الأسلحة، وتقليل الشك وعدم اليقين في النظام الدولي، مشيراً إلى أن تركيا تحولت تدريجياً لخصم يفكر الغرب في إنهاء عضويته بحلف "الناتو".وخلال الجلسة الأولى للملتقى، الأحد، حذر خبراء من تصاعد سباق التسلح العالمي، ومعدلات الإنفاق العسكرية، ما يهدد الأمن والسلم الدوليين، مقدمة رؤى حول توزيع القدرات العسكرية في العالم وعسكرة حرب التكنولوجيا.وحول المشكلة الفلسطينية، شدد البيان على ضرورة رضاء الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي عن أي مشروع لتسوية الصراع، مشيراً إلى أن المشكلة في "صفقة القرن" تكمن في شقها السياسي الغامض.وأشار البيان الختامي للملتقى إلى الخطر الحقيقي الذي يواجه النظام الاقتصادي العالمي، هو تضخم الاقتصاد المالي على حساب الحقيقي، كما أن نظام الطاقة العالمي ما زال يواجه تحديات تتصل بعدم اليقين، بسبب الأوضاع الجيوسياسية والمتطلبات البيئية.ولفت البيان إلى أن منطقة الشرق الأوسط لا تزال تقع في قلب نظام النفط العالمي، وتزايد الاعتماد بين الشرق الأوسط وشرق آسيا في مجال تجارة النفط والغاز، والعوامل الجيوسياسية سيبقى لها تأثير في مستقبل مشهد الطاقة العالمي.وعن حالة عدم الاستقرار التي تشهدها الشرق الأوسط، لفت البيان إلى أن معضلة عدم الاستقرار بالمنطقة ستبقى مستمرة في ظل عدم تعافي العراق.البيان الختامي أوضح أن القرن الحادي والعشرين سيشهد تحول العالم المادي إلى عالم رقمي، والتحدي أمام المجتمع الدولي سيكون كيفية تعزيز الحوكمة في مجال السيبرانية.وقال البيان إن الأمر الحاسم في بناء العرب للقوة يتمثل في القدرة على تحويل القوة الكامنة إلى فعلية، بجانب ضرورة وجود مشروع حضاري حقيقي يعطي للفرد العربي قوة الفعل في المشاركة بالبناء، وهناك أهمية كبيرة لقيام دول الخليج بالاستثمار في العلم والمعرفة والتكنولوجيا.وسلط ملتقى "أبوظبي الاستراتيجي السادس" الذي نظمه مركز الإمارات للسياسات بالتعاون مع وزارة الخارجية والتعاون الدولي، وبرعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، الضوء على خارطة القوة بالعالم، ويمهد لرسم رؤى المستقبل.وسعت الدورة السادسة لـ"ملتقى أبوظبي الاستراتيجي" إلى تكريس استمرارية هدفه من أجل بلورة فهم واقع النظامين الإقليمي والدولي وتحولات القوة فيهما من خلال جلسات ونقاشات تجمع على غرار النسخ السابقة نخبة واسعة ومتنوعة من السياسيين وصناع السياسات والأكاديميين والخبراء البارزين.