صحيفة القبس الكويتية
منذ تسع سنوات، فقد الدكتور والكاتب رانغان تشاترغي والده الذي غادر الهند كطبيب مؤهل في الستينيات للبحث عن حياة أفضل له ولأسرته في المملكة المتحدة، ومن خلال العمل الجاد والنوم لساعات قليلة يومياً لمدة 40 عاماً، ترقى ليصبح مستشاراً في مستشفى مانشستر الملكي، وتمكن من إرسال ولديه إلى مدرسة خاصة. وفي سن الـ 59، أصيب بمرض الذئبة، حيث كان شاترغي في سنته الثالثة في كلية الطب في إدنبرة، فسافر ليكون بجانب والده الذي أمضى خمسة عشر عاما الأخيرة من حياته في غسل الكلى حتى استسلم للفشل الكلوي.

على الرغم من أن شاترغي كان متابعاً لمرض والده فإنه كان يعلم تماماً أن السبب الحقيقي هو «التعاسة»، وقد أمضى سنوات في التفكير في تأثير أسلوب حياة والده ليس فقط عليه وإنما على الأسرة بأكملها. هذا التفكير لم يكن مصدر إلهام لكتابه الأخير Happy Mind: Happy Life فقط، بل جعله أيضاً أكثر كتبه أهمية، وفقا لصحيفة التليغراف. فقد يكون كتابه الوصفة الطبية التي نحتاجها جميعاً، لكنه ليس علاجاً لمرة واحدة، فكما قال فيه: حتى تكون سعيداً يجب اعتبار السعادة عضلة تحتاج إلى تقويتها من خلال التمارين السلوكية بشكل مستمر، وقال: «الشيء المهم الذي أريد توضيحه أن السعادة مهارة يمكن للناس تحسينها».

وبنى تشاترغي أفكاره على فرضية بسيطة، وهي أن الحصول على نظرة أكثر سعادة للحياة علاج رخيص جداً يمكن أن يجعلك تعيش لفترة أطول ويحميك من المرض.

قوة السعادة

هناك دراسات رئيسية وظفها تشاترغي في كتابه لتوضيح أهمية السعادة في صحتنا، أهمها:

1 - شارك في الدراسة الأولى المطولة مجموعة من العاملات، لديهن جميعاً نمط الحياة نفسه، وقد تم تقييمهن من قبل الباحثين وفقاً لمن كانت منهن أسعد، ووجدوا أن الأكثر سعادة تعيش لفترة أطول وأكثر صحة.

2 - الدراسة الثانية وجدها بنفس القدر من القوة، حيث جلب العلماء الأشخاص المشاركين إلى المختبر وقاسوا مستوياتهم الإيجابية العامة، ثم أعطوهم جرعة من فيروس نزلات البرد في أنوفهم. فوجدوا أن الأشخاص الذين لم يكونوا سعداء مرضوا ثلاث مرات أكثر من الأشخاص الذين كانوا سعداء، وأن النظرة الإيجابية أثرت في جهاز المناعة لديهم.

3 - أظهرت كذلك دراسات أخرى كيف أن عدم قدرتنا على التسامح والتخلي عن الغضب والاستياء يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالسرطان وأمراض المناعة الذاتية وأمراض القلب والسكتة الدماغية، وشرح تشاترغي قائلاً: «ذلك الغضب مثل الحامض سوف يلتهمك من الداخل».

كيف تكون سعيداً؟

خلص تشاترغي إلى أن النجاح وحده ليس ضماناً للسعادة، إنما للحصول على السعادة يجب تقوية مشاعر الرضا داخلنا. ووصفته الطبية في هذه الحالة هي إعادة تعريف نجاحك بما يحقق رضاك وإنسانيتك. وقدم تشاترغي في كتابه بجانب الدعوة إلى اعتماد الطعام الصحي ونمط حياة صحي ونوم جيد، بعض النصائح للشعور بالرضا الدائم، في ما يلي بعضها:

1 - تجنب إدمان السعادة المؤقتة، مثل التسوق، إدمان السوشيال ميديا، الشوكولاتة، الطعام.

2 - حدد عادات لسعادتك: اكتب ثلاثة أشياء تمنحك شعوراً قوياً بالسعادة وحاول القيام بها جميعاً كل أسبوع، مثل نزهة في الطبيعة، حمام منعش، أو الخروج لتناول الغداء مع والديك أو أصدقائك.

3 - ارسم نهاية سعيدة لرحلة حياتك: خذ لحظة لكتابة كيف تبدو الحياة السعيدة بالنسبة لك في نهاية المطاف، وما أهم ثلاثة أشياء تريد القيام بها من أجل الشعور بالسعادة والرضا؟ سيساعدك هذا التمرين على فهم أهداف الحياة الكبيرة وأسرار السعادة. مثلاً: سأكون سعيداً إذا كنت قد ساهمت في رعاية الآخرين، قدمت وقتاً ممتعاً لعائلتي، اعتنيت بصحتي.

نتائج مهمة

السعادة مهارة يمكن للناس تحسينها

تجعلك السعادة تعيش لفترة أطول وتحميك من المرض

يجب اعتبار السعادة عضلة تحتاج إلى تقويتها من خلال التمارين السلوكية

عدم قدرتنا على التسامح والتخلي عن الغضب يرتبط بالسرطان وأمراض المناعة

الغضب مثل الحامض سوف يلتهمك من الداخل

للحصول على السعادة يجب تقوية مشاعر الرضا داخلنا

اعتمدوا الطعام الصحي ونمط الحياة الصحي.. وناموا جيداً

تجنبوا إدمان السعادة المؤقتة مثل التسوق وإدمان السوشيال ميديا

اكتبوا ثلاثة أشياء تمنحكم شعوراً قوياً بالسعادة وحاولوا القيام بها كل أسبوع