في إحدى مباريات كرة القدم اتخذ حكم المباراة قراراً باحتساب ضربة جزاء، وذلك بناءً على ما شاهده من زاوية الملعب التي كان متواجداً فيها، إلا أن اعتراضات اللاعبين والجمهور أجبرته على اللجوء إلى تقنية الـVAR ليرى الحادثة من زاوية أخرى، ويكتشف بعدها أن قراره كان خطأ، والجميع تقبل القرار بصدر رحب.
تلك الواقعة تؤكد أن بعض القرارات التي تتخذ من بعض المسؤولين قد تحمل الصواب والخطأ، ومنها ما يتبين بعد اتخاذه وتطبيقه أنه كان قراراً غير سليم، ولذلك وضعت أدوات المساعدة ووجدت وجهات النظر والآراء المغايرة لرأي المسؤول كي يستطيع اتخاذ قرار صائب.
ولا أذكر أمراً جديداً حين أضرب المثل بالتشريعات القانونية، فما من قانون إلا أدخلت عليه بعض التعديلات وإلغاءات بعد أن تبين عند التطبيق أنه لا يتواءم مع الواقع، أو أنه لم يعد مناسباً لزمن غير الذي شُرِّع فيه، وهذا لا يعيب المشرع الأول ولا يضيف للمشرع الآخر فضلاً، بل إنها سنة الحياة التي تتواصل ولا تقف عند أحد. الموضوع الخطير هو إصرار بعض المسؤولين على تطبيق القانون من وجهة نظرهم، بالرغم من الاعتراضات والمناشدات من الأطراف المتضررة، وحتى من المستشارين أصحاب الاختصاص، كل ذلك إصراراً على رؤيتهم من زاوية واحدة وعدم تواضعهم لفحص الموضوع من جميع الزوايا كما فعل حكم المباراة، وبالتالي يقعون في مخالفة للقانون.
لقد كان في الواقعة مع حكم المباراة درسان مهمان، أولهما أن زاوية واحدة قد لا تكفي للتأكد من تطبيق القانون بشكله الصحيح، وثانيهما أنه يجب اتباع الطريق الصحيح للتأكد من جميع الزوايا؛ فهذا الحكم لم يأخذ بآراء اللاعبين أو الجمهور، إنما أخذ باعتراضهم، واتبع الطريق الصحيح باستخدم الأدوات المتوافرة لديه، ولو فعل غير ذلك لكان مثل المسؤول الذي يسأل الصيادين عن أوقات منع الصيد بدلاً من أن يسأل المختصين في الحياة البحرية عن كيفية الحفاظ عليها، أو كمثل المسؤول الذي يسأل المطورين عن رأيهم في أفضل الطرائق للحفاظ على البيئة الاستثماريه بدلاً من أن يسأل المختصين في هذا المجال، ما قد يؤدي إلى نتائج كارثية بما يضر الجميع وأولهم المطورون أنفسهم على المديين المتوسط والبعيد.
لكل إنسان رؤية ونظرة مختلفتان عن الآخر وقد خلقنا الله مختلفين ومتباينين لحكمة، أظهر بعضها وأخفى البعض الآخر، مثل إعمار الأرض والبحث عن العلم والتدبر في خلق الله المتنوع، فمن أهل الأرض من هو عالم في اختصاصاته، وآخرون يمتلكون البراعة في علم ويجهلون بقية العلوم، ولا بد للجميع من أن يتعاونوا لتعظيم الاستفادة. وقبل أن يتخذ أي مسؤول قراراً مصيرياً عليه أن يتريث ويسأل أهل العلم والفكر والاختصاص، ولا ضير أن يسأل أصحاب المصلحة، ولكن لا يتعجل لأسباب قد تكون مقنعة في حينها بينما آثارها التدميرية تتضاعف بعد تطبيق القرار المتسرع.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تريبيون» الإنجليزية
تلك الواقعة تؤكد أن بعض القرارات التي تتخذ من بعض المسؤولين قد تحمل الصواب والخطأ، ومنها ما يتبين بعد اتخاذه وتطبيقه أنه كان قراراً غير سليم، ولذلك وضعت أدوات المساعدة ووجدت وجهات النظر والآراء المغايرة لرأي المسؤول كي يستطيع اتخاذ قرار صائب.
ولا أذكر أمراً جديداً حين أضرب المثل بالتشريعات القانونية، فما من قانون إلا أدخلت عليه بعض التعديلات وإلغاءات بعد أن تبين عند التطبيق أنه لا يتواءم مع الواقع، أو أنه لم يعد مناسباً لزمن غير الذي شُرِّع فيه، وهذا لا يعيب المشرع الأول ولا يضيف للمشرع الآخر فضلاً، بل إنها سنة الحياة التي تتواصل ولا تقف عند أحد. الموضوع الخطير هو إصرار بعض المسؤولين على تطبيق القانون من وجهة نظرهم، بالرغم من الاعتراضات والمناشدات من الأطراف المتضررة، وحتى من المستشارين أصحاب الاختصاص، كل ذلك إصراراً على رؤيتهم من زاوية واحدة وعدم تواضعهم لفحص الموضوع من جميع الزوايا كما فعل حكم المباراة، وبالتالي يقعون في مخالفة للقانون.
لقد كان في الواقعة مع حكم المباراة درسان مهمان، أولهما أن زاوية واحدة قد لا تكفي للتأكد من تطبيق القانون بشكله الصحيح، وثانيهما أنه يجب اتباع الطريق الصحيح للتأكد من جميع الزوايا؛ فهذا الحكم لم يأخذ بآراء اللاعبين أو الجمهور، إنما أخذ باعتراضهم، واتبع الطريق الصحيح باستخدم الأدوات المتوافرة لديه، ولو فعل غير ذلك لكان مثل المسؤول الذي يسأل الصيادين عن أوقات منع الصيد بدلاً من أن يسأل المختصين في الحياة البحرية عن كيفية الحفاظ عليها، أو كمثل المسؤول الذي يسأل المطورين عن رأيهم في أفضل الطرائق للحفاظ على البيئة الاستثماريه بدلاً من أن يسأل المختصين في هذا المجال، ما قد يؤدي إلى نتائج كارثية بما يضر الجميع وأولهم المطورون أنفسهم على المديين المتوسط والبعيد.
لكل إنسان رؤية ونظرة مختلفتان عن الآخر وقد خلقنا الله مختلفين ومتباينين لحكمة، أظهر بعضها وأخفى البعض الآخر، مثل إعمار الأرض والبحث عن العلم والتدبر في خلق الله المتنوع، فمن أهل الأرض من هو عالم في اختصاصاته، وآخرون يمتلكون البراعة في علم ويجهلون بقية العلوم، ولا بد للجميع من أن يتعاونوا لتعظيم الاستفادة. وقبل أن يتخذ أي مسؤول قراراً مصيرياً عليه أن يتريث ويسأل أهل العلم والفكر والاختصاص، ولا ضير أن يسأل أصحاب المصلحة، ولكن لا يتعجل لأسباب قد تكون مقنعة في حينها بينما آثارها التدميرية تتضاعف بعد تطبيق القرار المتسرع.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تريبيون» الإنجليزية