من ضمن السوالف سألتها كالمعتاد: "هل تتابعين من البرامج التي يتم عرضها فترة الشهر الفضيل؟".
نظرت إليّ بصمت وأخذت بِضعَ ثوانٍ قبل أن تخبرني السر الخطير وبصوت خافت جاوبتني، متمنية ألا أشارك ما ستعلمني به مع الآخرين: "إي- نعم، بتابع 3 مسلسلات وآخر فكاهي وبرنامج يعتمد على الإثارة والتشويق".
استغربت تصرفها وبكل براءة قاطعتها، "ولكن لما هذه الربكة وكأنك تعترفين بسر عظيم وتخافين أن ينكشف أمرك الخطير؟".
فهذا ليس حال صديقتي فقط، بل لعل الأغلبية في صراع ونزاع بين تلبية دعوة الإعلانات والحملات الدعائية التي تحمل الوجهين، بين تسويق وترويج، والاستعانة بعوامل التشويق والحث على المشاهدة، وبين الحملات المفبركة التي تشجب المشاهدة وتسلط الضوء على أبرز النقاط الهادمة في المسلسلات. وبدل أن يكون هذا الأمر سبباً لانحصار أعداد المشاهدات، فتصبح ردة الفعل عكسية من باب "كل ممنوع مرغوب".
وعند الحديث عن المأكولات والمشروبات فطبعاً السمبوسة "السمبوسك" مع العصائر الشهيرة تشغل من إفطارنا أكبر نصيب. ولكن قواعد "البريستيج" الغائرة والأساليب الصحية التائهة تستدعي ألا نكون لهذه الأمور من المُصرحين، مما يضطر البعض إلى استهلاكها بعيداً عن أعين الناظرين.
مع العلم المسبق أن هذه المغريات غير الصحية على الجسد والفكر أصبحت جزءاً لا يتجزأ من ثقافة شهرنا الفضيل وخارجِهِ سواءً كنا راضين أو معترضين. ومع هذا كله يبقى ما لا يقل خطورة على عقل وصحة الكبير والصغير المستهلكين "للشيشة" العادية أو الإلكترونية دون حسيب أو رقيب.
الأمس أبداً لا يشبه اليوم الذي يتميز بالعلم والمعرفة بالشكل الحديث، وباتَ تناقُل المعلومات باليسير والاطلاع على خفايا الأمور وظاهرها من سيء وحَسَن لا يقتصر على فئة أو مجموعة فقط من الدراسين، بل الأمر مشاع ويصل للعالمين دون تفريق. ولكن ما نلاحظه أنه كلما زاد وعينا زاد جهلنا بحجة المدنية والتحرر، ووضع الأصول والثوابت والقيم في أعمق محيط.. والسلام ختام يا ناس يا طيبين.
نظرت إليّ بصمت وأخذت بِضعَ ثوانٍ قبل أن تخبرني السر الخطير وبصوت خافت جاوبتني، متمنية ألا أشارك ما ستعلمني به مع الآخرين: "إي- نعم، بتابع 3 مسلسلات وآخر فكاهي وبرنامج يعتمد على الإثارة والتشويق".
استغربت تصرفها وبكل براءة قاطعتها، "ولكن لما هذه الربكة وكأنك تعترفين بسر عظيم وتخافين أن ينكشف أمرك الخطير؟".
فهذا ليس حال صديقتي فقط، بل لعل الأغلبية في صراع ونزاع بين تلبية دعوة الإعلانات والحملات الدعائية التي تحمل الوجهين، بين تسويق وترويج، والاستعانة بعوامل التشويق والحث على المشاهدة، وبين الحملات المفبركة التي تشجب المشاهدة وتسلط الضوء على أبرز النقاط الهادمة في المسلسلات. وبدل أن يكون هذا الأمر سبباً لانحصار أعداد المشاهدات، فتصبح ردة الفعل عكسية من باب "كل ممنوع مرغوب".
وعند الحديث عن المأكولات والمشروبات فطبعاً السمبوسة "السمبوسك" مع العصائر الشهيرة تشغل من إفطارنا أكبر نصيب. ولكن قواعد "البريستيج" الغائرة والأساليب الصحية التائهة تستدعي ألا نكون لهذه الأمور من المُصرحين، مما يضطر البعض إلى استهلاكها بعيداً عن أعين الناظرين.
مع العلم المسبق أن هذه المغريات غير الصحية على الجسد والفكر أصبحت جزءاً لا يتجزأ من ثقافة شهرنا الفضيل وخارجِهِ سواءً كنا راضين أو معترضين. ومع هذا كله يبقى ما لا يقل خطورة على عقل وصحة الكبير والصغير المستهلكين "للشيشة" العادية أو الإلكترونية دون حسيب أو رقيب.
الأمس أبداً لا يشبه اليوم الذي يتميز بالعلم والمعرفة بالشكل الحديث، وباتَ تناقُل المعلومات باليسير والاطلاع على خفايا الأمور وظاهرها من سيء وحَسَن لا يقتصر على فئة أو مجموعة فقط من الدراسين، بل الأمر مشاع ويصل للعالمين دون تفريق. ولكن ما نلاحظه أنه كلما زاد وعينا زاد جهلنا بحجة المدنية والتحرر، ووضع الأصول والثوابت والقيم في أعمق محيط.. والسلام ختام يا ناس يا طيبين.