فيما مضى، كنت أجزم بأن الغالبية العظمى ستعرف معنى هذه الجملة الشعبية الشهيرة «عارفين البير وغطاه»، لكن في الوقت الحالي أشك؛ لأن أجيالنا باتت تعرف كلمات أغاني «ليدي غاغا» و«دي لوبا» وغيرهم، أكثر من معرفتها بقصار السور في القرآن الكريم، فما بالكم بأمثال شعبية؟!
وللتوضيح هنا لمن لا يعرف الكلمة، وصدقوني هناك من لا يعرفها، فـ«البير» المقصود به هنا «البئر» المحفورة في الأرض، أو «الجليب» كما يوصف باللغة «العامية» أيضاً، فلا يذهب تفسير بعضكم إلى اتجاه آخر.. بير وغطا وحفلة و«مردويسه»! وهذه الأخيرة بحد ذاتها تحتاج لمقال يشرحها!
عموماً، لسنا بصدد لوم الجيل الحالي على انسلاخه السريع عن موروثاته القومية أو الدينية، فهذا أمر عائد للحداثة والتسارع الزمني ومساعي مواكبة التطورات المنفلتة حولنا، بل الحديث هنا بشأن المثل أعلاه.
أتذكرون مثلاً آخر مشابهاً هنا؟! أتذكرون المثل القائل: «كلنا أهالي قْرَيّة، وكلن يعرف خيه؟!»، وهو ما يفسره ببساطة القول الآخر: «البحرين صغيرة، واللي يصير في الزلاق يعرفونه أهل الحد»؟!
هذا بالضبط ما يتوجب على البعض أن يعرفه عن غالبية شعب البحرين.
«البحرينيين عارفين البير وغطاه»، ومن واقع تجربة طوال هذه السنوات مع أي نوع من الحراك المجتمعي، سواء حراك وعمل وزارات ومسؤولين، أو حراك وعمل مجالس تشريعية من نواب وشوريين، مازال البعض وللأسف يظن بأنه يمكن «خداع الناس» بشعارات رنانة وكلمات تضرب على «الوتر العاطفي» أو عبر «استعراضات» مقصودة لتلتقطها عدسات المصورين وكاميرات الإعلام.
اليوم نحن ندخل عداً تنازلياً لانتهاء أعمال مجلس النواب الحالي، والذي لن ينعقد في نهاية العام إلا بعد انتخابات جديدة تسفر عن تشكيل جديد، لذلك فإن الاستعراضات النيابية التي تدخل ضمن «مقدمات الدعاية الانتخابية» بدأت بالفعل عند بعض النواب، وهنا لا نحتاج لذكرها أو تبيانها للناس، لأنه ببساطة كما قلنا «البحريني عارف البير وغطاه».
بل المثير أننا وبسبب العرف القائم على تغيير الحكومة كل أربع سنوات تزامناً مع التشكيل الجديد لمجلس النواب المنتخب ومجلس الشورى المعين، نجد دائماً في الشهور الأخيرة التي تسبق عمليات التغيير «استنفاراً ملحوظاً» لدى بعض المسؤولين، استنفاراً تجده في وسائل الإعلام وفي جلسات مجلس النواب وفي المجالس الرمضانية وفي كل وسط يمكنه أن يتضمن محتوى يصل للناس ويؤثر عليهم، وطبعاً هذا الاستنفار يتضمن سرداً بطولياً للإنجازات، وكلاماً يقترب بشكل لصيق بالناس ويتحدث عن همومهم، ومسرحيات للمدح والإشادة، وكأننا نرى في مقابل «الحملات الدعائية الانتخابية» للنواب «حملات مقابلة» للمسؤولين الذين يحلمون بالاستمرار في مواقعهم باختلاف درجاتها وأن يكونوا بعيدين عن «خيارات التغيير» من قبل الحكومة.
سترون «العجب العجاب» خلال الشهور القادمة، وبالتأكيد رأيتم في الأيام الماضية «مقدمات» لذلك، سترون تصريحات بطولية تستعرض إنجازات بعضها قد يكون كلاماً على ورق فقط، وتصريحات هدفها «الناس وهمومهم ومعيشتهم»، وتصريحات تقدم «وعوداً وتعهدات» بحراك أقوى لأجل «عيونك» يا مواطن.
مشكلة من يمارس هذه الأمور، سواء أكان مسؤولاً أو نائباً أو شورياً أنه يعلم علم اليقين بأن «البحريني عارف البير وغطاه»، لكنه يعول للأسف على فئة مقابلة من الناس «ترفع له» و«تطرز له» و«تبيع الوهم» الخاص به، فئة من صنف «القط الذي يحب خناقه»! وهذا المثل لوحده يتطلب وقفات ووقفات.
عموماً يا مواطن «استمتع بالشو»، وعندك الموضوع.
وللتوضيح هنا لمن لا يعرف الكلمة، وصدقوني هناك من لا يعرفها، فـ«البير» المقصود به هنا «البئر» المحفورة في الأرض، أو «الجليب» كما يوصف باللغة «العامية» أيضاً، فلا يذهب تفسير بعضكم إلى اتجاه آخر.. بير وغطا وحفلة و«مردويسه»! وهذه الأخيرة بحد ذاتها تحتاج لمقال يشرحها!
عموماً، لسنا بصدد لوم الجيل الحالي على انسلاخه السريع عن موروثاته القومية أو الدينية، فهذا أمر عائد للحداثة والتسارع الزمني ومساعي مواكبة التطورات المنفلتة حولنا، بل الحديث هنا بشأن المثل أعلاه.
أتذكرون مثلاً آخر مشابهاً هنا؟! أتذكرون المثل القائل: «كلنا أهالي قْرَيّة، وكلن يعرف خيه؟!»، وهو ما يفسره ببساطة القول الآخر: «البحرين صغيرة، واللي يصير في الزلاق يعرفونه أهل الحد»؟!
هذا بالضبط ما يتوجب على البعض أن يعرفه عن غالبية شعب البحرين.
«البحرينيين عارفين البير وغطاه»، ومن واقع تجربة طوال هذه السنوات مع أي نوع من الحراك المجتمعي، سواء حراك وعمل وزارات ومسؤولين، أو حراك وعمل مجالس تشريعية من نواب وشوريين، مازال البعض وللأسف يظن بأنه يمكن «خداع الناس» بشعارات رنانة وكلمات تضرب على «الوتر العاطفي» أو عبر «استعراضات» مقصودة لتلتقطها عدسات المصورين وكاميرات الإعلام.
اليوم نحن ندخل عداً تنازلياً لانتهاء أعمال مجلس النواب الحالي، والذي لن ينعقد في نهاية العام إلا بعد انتخابات جديدة تسفر عن تشكيل جديد، لذلك فإن الاستعراضات النيابية التي تدخل ضمن «مقدمات الدعاية الانتخابية» بدأت بالفعل عند بعض النواب، وهنا لا نحتاج لذكرها أو تبيانها للناس، لأنه ببساطة كما قلنا «البحريني عارف البير وغطاه».
بل المثير أننا وبسبب العرف القائم على تغيير الحكومة كل أربع سنوات تزامناً مع التشكيل الجديد لمجلس النواب المنتخب ومجلس الشورى المعين، نجد دائماً في الشهور الأخيرة التي تسبق عمليات التغيير «استنفاراً ملحوظاً» لدى بعض المسؤولين، استنفاراً تجده في وسائل الإعلام وفي جلسات مجلس النواب وفي المجالس الرمضانية وفي كل وسط يمكنه أن يتضمن محتوى يصل للناس ويؤثر عليهم، وطبعاً هذا الاستنفار يتضمن سرداً بطولياً للإنجازات، وكلاماً يقترب بشكل لصيق بالناس ويتحدث عن همومهم، ومسرحيات للمدح والإشادة، وكأننا نرى في مقابل «الحملات الدعائية الانتخابية» للنواب «حملات مقابلة» للمسؤولين الذين يحلمون بالاستمرار في مواقعهم باختلاف درجاتها وأن يكونوا بعيدين عن «خيارات التغيير» من قبل الحكومة.
سترون «العجب العجاب» خلال الشهور القادمة، وبالتأكيد رأيتم في الأيام الماضية «مقدمات» لذلك، سترون تصريحات بطولية تستعرض إنجازات بعضها قد يكون كلاماً على ورق فقط، وتصريحات هدفها «الناس وهمومهم ومعيشتهم»، وتصريحات تقدم «وعوداً وتعهدات» بحراك أقوى لأجل «عيونك» يا مواطن.
مشكلة من يمارس هذه الأمور، سواء أكان مسؤولاً أو نائباً أو شورياً أنه يعلم علم اليقين بأن «البحريني عارف البير وغطاه»، لكنه يعول للأسف على فئة مقابلة من الناس «ترفع له» و«تطرز له» و«تبيع الوهم» الخاص به، فئة من صنف «القط الذي يحب خناقه»! وهذا المثل لوحده يتطلب وقفات ووقفات.
عموماً يا مواطن «استمتع بالشو»، وعندك الموضوع.