في ظل زحمة المعروض على الشاشات خلال الشهر الفضيل يتأخر المشاهد في تحديد ما الذي يستحق متابعته من برامج. وقد استغرقت عملية اختيار البرامج التي قررت متابعتها في رمضان مدة طويلة هذا العام مررت خلالها على عدد لا بأس به من البرامج في عدة قنوات في رحلة بحث عن ما يستهويني ويلفت انتباهي.

ووقع اختياري على برنامج «كفو» وبرنامج المسابقات «السارية 3»، وهما من ضمن باقة برامج تلفزيون البحرين. وأعترف أنني أجلت متابعة مسلسلات مخرجينا البحرينيين المقلة والقفاص ورشيد لفترة ما بعد رمضان كي أتفرغ لإبداعاتهم وأتسلى بها بدون تشويش.

واخترت «كفو» لأنه في اعتقادي مميز في الكثير من جوانبه. فالفكرة تتحلى بالرزانة المفقودة في الكثير من المعروض ومعانيها تمس القلوب وتحرك المشاعر. كما أن الإخراج متقن ويصل إلى درجة الإبهار مما يجعل المشاهد يستمتع بالصورة وألوانها ويرتاح من جمال الانتقال من مشهد إلى آخر.

واخترت «السارية» الجزء الثالث والذي يذهب هذا العام إلى منبع الأصالة والتراث -المحرق- لبث حلقاته منها، لأنه استطاع وللعام الثالث على التوالي أن يربط المشاهد بطريقة مريحة ومسلية بماضيه وتاريخه ويعزز من الأجواء الرمضانية التي يغلب عليها الطابع التراثي. وأرى أن موقع البث الجديد بحد ذاته نقطة قوة تضاف إلى البرنامج الذي أثبت تفوقاً غير مسبوق مقارنة ببرامج المسابقات التي سبقته من ناحية الإعداد والتحضير والتنويع وكذلك الإخراج منذ أول أجزائه. فالمحرق وكل ما يحيط بها حتى لو كان حديثاً مرتبط بالتراث أو هكذا يخيل لي على الأقل. ويساعد البرنامج على جذب المشاهد وجود ثنائي أنيق ومرح ومتمكن يقدم المعلومة ويتفاعل مع الجمهور بأسلوب لطيف وبدون تكلف.

وأذكر حديثاً إعلامياً جمعني ببعض الزملاء الإعلاميين كنا نؤكد فيه أن الحصول على نسبة مشاهدة عالية لأي قناة تلفزيونية في عصر البث غير المنقطع وكثرة القنوات أمر من الصعب الوصول إليه على مدار الساعة. فالقناة المحظوظة هي التي تنتج برنامجاً أو برنامجين يحققان مشاهدة عالية ولا بأس لو انخفضت نسبة المشاهدة مع البرامج الأخرى. وأعتقد أن لدينا -على الأقل حسب توقعاتي والتي أتمنى أن تدعم بأرقام المشاهدة الفعلية فيما بعد من التلفزيون نفسه- برنامجين ناجحين حتى الآن، وهذا إنجاز يستحق التقدير والثناء.