«الفرصُ تمرُّ مرَّ السحاب، فانتهزوا فرص الخير»، من المبادئ الجميلة الموجودة في حياتنا والأجمل عندما ترى أثر هذه المقولة مترجمة على أرضِ الواقعِ من خلال برنامج تلفزيوني بحريني وصل صداه آفاق العالم العربي. أذكر أنني أول مرة سمعت عنه من خلال إحدى التعليقات على برامج التواصل الاجتماعي مُدَوِنةً كالآتي: «يا ليت يتم تعميم برنامج كفو البحريني وبرنامج ليطمئن قلبك الإماراتي، فمثل هذه البرامج الهادفة المتميزة نريدها أن تنتشر وتتوسع في زماننا هذا».

استوقفني تعبير «كفو البحريني» وتلقائياً توجهت إلى محرك البحث لأجد أنه برنامج بحريني الفكرة والمضمون ومن المبادرات الإعلامية التابعة لـ«بحريننا» وأولى حلقاته عُرضت في رمضان الماضي. وبسبب النجاح المميز الذي لاقاه والإجماع على فكرته الفريدة والقائمة في تسليط الضوء الإعلامي على شخصيات وطنية صامتة في المجتمع ولكن صدى عملها يملأ أرجاء المعمورة، من خلال تقدير عطاءاتهم والأعمال الإنسانية التي يقومون بها بغض النظر عن العمر والجنس وكذلك ما يميزه إشراك ذوي الهمم. فقد قام المعنيون على تكرار الفكرة في «رمضان2022».

لفتني طريقة الطرح وطريقة التنفيذ بأسلوب راقٍ وقريب إلى القلب، قادر أن يترك الأثر الجميل والرائع على كل من نُفذت عليه المبادرة أو من يشاهدها أو يشارك بإعدادها وتقديمها. عند مشاهدتك لكل حلقة تشعر بفخر يغمر داخلك ويثلج صدرك وأنت تتأمل هذه الشخصيات الوطنية التي ضحت بنفسها رغم الظروف القاسية المحيطة بها ربما. إلا أنها لم تتوانَ عن تقديم كامل طاقاتها، علمها، معرفتها وجهدها دون السؤال عن أي مرود مادي يذكر وإن ذُكر فإنه لا يعادل وفاءها. وإنما كانت تفعل ولازالت تقوم به إيماناً أنها شريك في الوطن وأن ما يتم تقديمه ما هو إلا رد جميل بسيط لعطاءات مملكة البحرين أرضهم ديرتهم وطنهم. وجاء الرد أمام العلن باسمنا جميعاً أن نقول لكل هؤلاء وغيرهم الكثير وبصوت عالٍ «كفو.. كفو.. كفو.. وَاَكثر».