يستحق جلالة الملك حمد حفظه الله أن تُرفع الأكف للمولى عز وجل لتدعي له بطول العمر والصحة وأن يسدد الله على درب الخير خطاه، وهي دعوات يرفعها أبناء له وعوائل لهم، دأب جلالة الملك على إسعادهم دوماً في مناسبات الأعياد الدينية والوطنية.

لن تجد دولة أجنبية ممن يتشدقون بشعارات حقوق الإنسان والحريات تقدم على الإفراج عن محكومين في قضايا مختلفة حينما تحل مناسبات سواء وطنية أو دينية على تلك الدول، لكنك ستجد في البحرين الخليجية العربية المسلمة عرفاً دائماً سنه حكامها، وعززه ملكنا الحبيب حمد بن عيسى، القائد الإنسان والوالد الحاني على شعبه، فبات الناس يترقبون دوماً عيد الفطر وعيد الأضحى والعيد الوطني وعيد الجلوس، لأنهم يعلمون دائماً بأن الملك حمد بن عيسى لا يترك هذه المناسبات تمر دون أن يجبر خاطر الأمهات بلقاء أبنائهم حتى وإن انحرفوا وأخطؤوا، فثقة ملكنا كبيرة بأن أبناءه وإن ضلوا عن مسارهم فإنهم سيعودون دوماً لحضن هذا الوطن.

الملك حمد رسم الفرحة قبل عيد الفطر المبارك على محيا 160 عائلة، بعد إصداره -وكعادته- عفواً خاصاً عن 160 نزيلاً قضوا فترة من العقوبات الصادرة بحقهم، وبفضل كرم ملكنا عاشت البحرين اليومين الماضيين أفراحاً وسعادة في كل منزل شمل فرداً من أفراده هذا العفو، بل تعدت الفرحة لبقية بيوت البحرينيين لرؤية أفراد في المجتمع هم إخوان وأهل بلد ومعارف يمنحون فرصة جديدة لبدء صفحة بيضاء من العمل لأجل وطنهم ولأجل أنفسهم وعائلاتهم.

الملك حمد وهو الرجل العسكري القوي، لكنه في نفس الوقت الرجل الذي علمنا العديد من الدروس في الرحمة والإنسانية وكسب الناس والسعي لتصحيح مسارات من انحرف منهم، هذا القائد بحس الأبوة العالي فيه يقدم درساً بليغاً دائماً بصور عفوه وصفحه وسعة صدره، وكيف أن هذه فرص ذهبية للمشمولين بالعفو ليندمجوا في المجتمع، ويعودوا لحضن عوائلهم، وليفكروا ملياً بما اقترفوه بحق بلدهم ومجتمعهم وأنفسهم وواجباتهم، وأنه رغم ذلك فهاهو والدهم وملكهم يدعوهم لبدء طريق جديد قوامه الخير والإخلاص لهذا الوطن.

وبقدر ما هو جميل الموقف الملكي الدائم من حمد بن عيسى في عفوه وصفحه، بقدر ما نلمس في ردات فعل المشمولين بالعفو الامتنان والشكر لملكهم وصور الفرحة التي رسمها لهم ولعوائلهم، والجميل أيضاً ما عبر عنه المشمولون بالعفو عن رغبات صادقة في بدء صفحات جديدة والعمل لأجل وطنهم ومجتمعهم وألا يعودوا للطريق غير السوي.

ملكنا الغالي بحسه الإنساني العال ما يقدمه ليس يكتب الفرح لعوائل بحرينية عديدة فقط، بل يكتب الفرح لوطنه البحرين الغالية، حينما يحفظ أبناءها ويحول مساراتهم من أخطأ منهم إلى طريق النور والإصلاح والإخلاص لهذا التراب الطاهر.

دمت أباً وقائداً فذاً إنساناً حانياً، ودامت بك البحرين عزيزة، ودام شعبك لك محباً وداعياً.