في العدد 5991 الصادر بتاريخ 6-5-2022 من جريدة الوطن الغراء، نشر موضوع بعنوان «بلدي الجنوبية»: موقع بديل لسوق «المقاصيص» قريباً.
الذي يجب أن أشير إليه، أن هذه السوق، قديمة قدم بناء مملكة البحرين العزيزة، وكان اسمه سوق الدلالوة أو الدلالين وسوق الحراج، وهي سوق عامرة تقع إلى الجنوب من سوق الحدادة بالمنامة، يحده من الشمال سوق الحدادة وشارع الشيخ عبدالله، ومن الجنوب بيوت أهالي البحرين القدماء، وينتهي من الغرب بشارع صعصعة عند التقائه بشارع الشيخ حمد، ومن الشرق ينتهي بكنيسة اليهود البحرينيين، ثم تم نقله إلى شمال البحرين على جزء من الأرض المدفونة ليس ببعيد عن سوق المنامة المركزي الجديد، وحط رحاله أخيراً في مدينة عيسى.
أغلب تجاره بحرينيون خاصةً من نجد ومهنتهم المتاجرة بالبشوت والبسط والزل والمرايا المزخرفة بطائر الطاؤوس، وأثاث المنازل قديماً، وكانت هذه السوق نشطة، والدلالة والحراج على البضائع القديمة والحديثة نوعاً ما، لها رجالها، وكان أشهر دلال أو محرج هو المرحوم إبراهيم الشويش، وهناك عبدالله النجدي الصعقبي وسعد بدو، وبائع الخواتم، والأحجار الكريمة، وباعة الملابس خاصةً النعال العربية المعروفة، والتي اختفت من أرجل البحرينيين بعد غزو النعل الغربية والشرقية والأحذية.
وهذه السوق لها مذاق وحس فريد، فأنت تسمع المحرج الشويش يحرج على بضاعة فيها خليط من الأثاث والصناديق القديمة المبيتة وأدوات المنازل، وأول ما يبدأ عرض هذه البضاعة للبيع يقول: «كم أقول ... من يفتح الباب ؟»، وهنا يتقاطر المشترون ويتحلقون حول البضاعة المعروضة أمام الدكان، ويبدأ أحدهم بفتح الباب، مثلاً 40 ربية، ويتصدى له مشترٍ آخر ويزيد السعر إلى 50 ربية، وهكذا حتى ترسي المزايدة على أحد المتنافسين لشراء البضاعة الخليط المعروضة للبيع، والحراج كلمة عربية قح تعني لا حرج على صاحب البضاعة المعروضة للبيع، ولا حرج على المشتري إذا اشترى بضاعة قديمة مع أن البضاعة المعروضة للبيع بينها نفائس من التراث، والمشتري أما أن يحتفظ بها أو يبيعها بالقطاعي على آخرين، وفي هذه الحالة، ليس البائع بمقصوص، والمقصوص في لهجتنا العامية المفلس، إنما يريد أن يبيع قديماً ويشتري حديثاً، وهو شائع حتى يومنا الحاضر، وفي أوائل السبعينيات من القرن الماضي، والطفرة الاقتصادية والحضرية والتجارية في البحرين، ووفود عمال من القارة الهندية، أطلقوا على هذه السوق «جوري بازار» أي سوق الحرامية أو سوق المسروقات، إنني أطالب الغيورين على تاريخنا وإرثنا الحضاري العربي، إحياء الاسم الصحيح لهذه السوق التراثية وهي سوق الدلالوة وسوق الحراج، ولهم كل تقدير واحترام.
{{ article.visit_count }}
الذي يجب أن أشير إليه، أن هذه السوق، قديمة قدم بناء مملكة البحرين العزيزة، وكان اسمه سوق الدلالوة أو الدلالين وسوق الحراج، وهي سوق عامرة تقع إلى الجنوب من سوق الحدادة بالمنامة، يحده من الشمال سوق الحدادة وشارع الشيخ عبدالله، ومن الجنوب بيوت أهالي البحرين القدماء، وينتهي من الغرب بشارع صعصعة عند التقائه بشارع الشيخ حمد، ومن الشرق ينتهي بكنيسة اليهود البحرينيين، ثم تم نقله إلى شمال البحرين على جزء من الأرض المدفونة ليس ببعيد عن سوق المنامة المركزي الجديد، وحط رحاله أخيراً في مدينة عيسى.
أغلب تجاره بحرينيون خاصةً من نجد ومهنتهم المتاجرة بالبشوت والبسط والزل والمرايا المزخرفة بطائر الطاؤوس، وأثاث المنازل قديماً، وكانت هذه السوق نشطة، والدلالة والحراج على البضائع القديمة والحديثة نوعاً ما، لها رجالها، وكان أشهر دلال أو محرج هو المرحوم إبراهيم الشويش، وهناك عبدالله النجدي الصعقبي وسعد بدو، وبائع الخواتم، والأحجار الكريمة، وباعة الملابس خاصةً النعال العربية المعروفة، والتي اختفت من أرجل البحرينيين بعد غزو النعل الغربية والشرقية والأحذية.
وهذه السوق لها مذاق وحس فريد، فأنت تسمع المحرج الشويش يحرج على بضاعة فيها خليط من الأثاث والصناديق القديمة المبيتة وأدوات المنازل، وأول ما يبدأ عرض هذه البضاعة للبيع يقول: «كم أقول ... من يفتح الباب ؟»، وهنا يتقاطر المشترون ويتحلقون حول البضاعة المعروضة أمام الدكان، ويبدأ أحدهم بفتح الباب، مثلاً 40 ربية، ويتصدى له مشترٍ آخر ويزيد السعر إلى 50 ربية، وهكذا حتى ترسي المزايدة على أحد المتنافسين لشراء البضاعة الخليط المعروضة للبيع، والحراج كلمة عربية قح تعني لا حرج على صاحب البضاعة المعروضة للبيع، ولا حرج على المشتري إذا اشترى بضاعة قديمة مع أن البضاعة المعروضة للبيع بينها نفائس من التراث، والمشتري أما أن يحتفظ بها أو يبيعها بالقطاعي على آخرين، وفي هذه الحالة، ليس البائع بمقصوص، والمقصوص في لهجتنا العامية المفلس، إنما يريد أن يبيع قديماً ويشتري حديثاً، وهو شائع حتى يومنا الحاضر، وفي أوائل السبعينيات من القرن الماضي، والطفرة الاقتصادية والحضرية والتجارية في البحرين، ووفود عمال من القارة الهندية، أطلقوا على هذه السوق «جوري بازار» أي سوق الحرامية أو سوق المسروقات، إنني أطالب الغيورين على تاريخنا وإرثنا الحضاري العربي، إحياء الاسم الصحيح لهذه السوق التراثية وهي سوق الدلالوة وسوق الحراج، ولهم كل تقدير واحترام.