كشفت تقارير عديدة عن «كومة» أزمات تعصف على العالم منها أزمات اقتصادية وغذائية وصحية وسياسية، وجميعها تشترك في أنها تستهدف وتهدد الحياة البشرية، فنقص الغذاء يعني المجاعة وتدهور الاقتصاد يعني الانهيار والأزمة الصحية تعني الركود وتعطيل المصالح وكل ما سبق. فالمؤشرات الدولية يمكن البدء منها في الولايات المتحدة الأمريكية عندما أعلن البنك الفيدرالي بأن حجم التضخم وصل لمستويات قياسية فاق 8%، وبحسب موقع «فوربس» فإن «السبب الرئيس للتضخم هو نقص في المواد الخام والعمالة وارتفاع أسعار النفط وتكاليف التشغيل المرتفعة ومشاكل في سلاسل التوريد خاصة بعد الطلب المتزايد بسبب جائحة كورونا، مما يتطلب لمحاربته رفع أسعار الفائدة مما يعني سحب السيولة من الأسواق وتعطل التنمية بالدول الفقيرة قبل الغنية». وفيما يتعلق بالأزمة الغذائية المرتقبة، فقد أطلقت الشبكة العالمية لمكافحة الأزمات الغذائية وهي تحالف يضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجهات الحكومية وغير الحكومية جرس الإنذار عبر تقريرها السنوي بأن «هناك 193 مليون شخص من 53 دولة مهددون بانعدام الأمن الغذائي، حيث إن السبب الرئيس وراء تلك الأزمة هي هشاشة أنظمة الغذاء العالمية خاصة فيما يشهده العالم من نزعات وظاهرة التغير المناخي والأزمات الاقتصادية». أما الأزمات الصحية المتتالية، فبعد تخفيف القيود بسبب جائحة كورونا واحتواء تلك الأزمة، فقد قالت منظمة الصحة العالمية إنها «قلقة بشأن تفشي مرض جدري القرود وخاصة بأنه بدأ ينتشر بشكل ملحوظ في عدد من الدول الأوروبية، حيث إن الدولة تنتظر تعليمات المنظمة للتعامل مع الفيروس»، وهذا قد يجعل العالم في وضع التأهب لأي تحذيرات قد تعيد الإغلاقات من جديد. فيما يتعلق بالأزمات السياسية، فكل أزمة أكبر من الأخرى فالصراع الروسي الأوكراني والصيني التايواني والكوريتين، والملف النووي الإيراني جميعها أزمات سياسية أكبر من الأخرى وتداعياتها تؤثر مباشرة على الشعوب والأنظمة، فالأزمة الأوكرانية خير مثال وما نتج عنه من نزوح ونقص في مصادر الطاقة والغذاء.

خلاصة الموضوع، نحن أمام أزمات متعاقبة تهدد الحياة البشرية على الكرة الأرضية، وجميع المؤشرات تذهب إلى أن معالجتها لا يأتي في يوم وليلة بل يحتاج لمزيد من الوقت أضف إلى رغبة حكومات العالم في التوحد لمواجهتها بعيداً عن التحزبات والاتجاهات والتقسيمات الطائفية والعرقية وأن يكون لها عزم صادق لاجتيازها، وأن الاستمرار بنفس النهج الحالي لن استغرب حينها أن تصدر الأمم المتحدة بياناً تعلن فيه بأن الحياة البشرية قد تكون مهددة بالانقراض!