أول ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن الإسرائيليين ثلاثة موضوعات متداخلة، هي الديانة اليهودية والقومية الصهيونية والمواطنة الإسرائيلية. مقدمة ضرورية لهذا المقال هي الإشارة إلى أننا سنسلط الضوء على فسيفساء الشعب الإسرائيلي من خلال تقريب صورة المشهد السياسي داخل إسرائيل اليوم. ومن الممكن تناول البعدين القومي والديني في مقال قادم لأهميتهما في فهم الشخصية الإسرائيلية، ذلك بسبب التاريخ القديم للديانة اليهودية قبل كتابة «عيزرا الكاتب» للتوراة وأسفار موسى الخمسة في العهد القديم وكتبهم الفقهية كالتلمود «المشناه والجمارا» أو الاجتهادات الحديثة نسبياً لليهود التي صاغت «التناخ» بتناول يشبه علم الكلام في الموروث الإسلامي، الأمر الذي يتطلب من الباحث أن يطلع على أدبيات اليهود وتاريخهم كما يرون هم أنفسهم، وكما يؤرخون لأنفسهم وليس كما نصورهم نحن المسلمين في تاريخنا وأدبياتنا وتراثنا. أما عن البعد القومي للإسرائيليين فتتداخل فيه العناصر الدينية والتاريخية والسياسية في آن واحد وتمثل ذلك بشكل واضح المعالم عند تيودور هرتزل ورؤيته للدولة اليهودية مع نهاية القرن التاسع عشر.
أهمية المقدمة البسيطة السابقة أنها تمهيد لنستوعب أن جميع تلك العوامل اشتغلت فيما بينها عبر التاريخ لتساهم في نحت الشخصية الإسرائيلية بشكل عام سواء المتدينة أو العلمانية، أخذاً في الاعتبار أن الديانة اليهودية ليست ديانة تبشيرية، واليهودي هو من كانت أمه يهودية بغض النظر عن ممارسة التدين وبغض النظر عن وجهة النظر المتباينة بين اليهود والموقف من تأسيس إسرائيل، كما أن ذلك يفسر جوانب من فلسفة المشرع الدستوري والقانوني الإسرائيلي فيما يتعلق بتنظيم العلاقة بين الديني والقومي والجنسية.
عدد سكان إسرائيل اليوم حوالي 9 ملايين نسمة، 74.2% من يهود، و20.9% من من المسلمين، ويشكل اليهود القادمون من أوروبا والاتحاد السوفييتي والأشكناز 50% من السكان، ويشكل اليهود القادمون من الدول العربية والإسلامية والمزراحيين والسفرديين بقية السكان اليهود، وهناك أقلية درزية ومسيحية وغيرهم تشكل تقريباً 4.8%.
ومما لا شك فيه أن ذلك التعدد العرقي والثقافي انعكس على الأحزاب السياسية داخل إسرائيل، وتعقيد مشهد النظام السياسي الإسرائيلي بالنتيجة، حيث لا يوجد حزب سياسي في إسرائيل التي عددها 34 يمتلك الأغلبية المريحة داخل الكنيست، لذلك الوضع السياسي الإسرائيلي يعتمد التمثيل النسبي والتعدد الحزبي، فنلاحظ مثلاً انضمام حزب «راعام- القائمة العربية الموحدة» إلى الائتلاف الحكومي بقيادة نفتالي بنت رئيس الوزراء الحالي، علما أنها المرة الأولى التي يشارك فيها حزب عربي إسلامي في ائتلاف حكومي منذ تأسيس إسرائيل. يتضح لنا أن الإسرائيليين ليسوا شيئاً واحداً أو ثقافة واحدة، ونستنتج في النهاية أن النظر لليهود من خلال عدسة التراث الإسلامي فقط يمنع من دراسة الإسرائيليين بشكل علمي منهجي يسهل عملية التعامل وتكوين الثقة المطلوبة بين إسرائيل والدول العربية والإسلامية، لذلك من الضروري تتبع الأبعاد الدينية والقومية والتاريخية التي ينتمي إليها اليهود والإسرائيليون، كمسائل أولية تمهد لإمكانية التعاون البناء مع الإسرائيليين بوعي يحافظ على معتقداتهم ويحترم موروثنا الإسلامي في ذات الوقت. وللحديث بقية..
أهمية المقدمة البسيطة السابقة أنها تمهيد لنستوعب أن جميع تلك العوامل اشتغلت فيما بينها عبر التاريخ لتساهم في نحت الشخصية الإسرائيلية بشكل عام سواء المتدينة أو العلمانية، أخذاً في الاعتبار أن الديانة اليهودية ليست ديانة تبشيرية، واليهودي هو من كانت أمه يهودية بغض النظر عن ممارسة التدين وبغض النظر عن وجهة النظر المتباينة بين اليهود والموقف من تأسيس إسرائيل، كما أن ذلك يفسر جوانب من فلسفة المشرع الدستوري والقانوني الإسرائيلي فيما يتعلق بتنظيم العلاقة بين الديني والقومي والجنسية.
عدد سكان إسرائيل اليوم حوالي 9 ملايين نسمة، 74.2% من يهود، و20.9% من من المسلمين، ويشكل اليهود القادمون من أوروبا والاتحاد السوفييتي والأشكناز 50% من السكان، ويشكل اليهود القادمون من الدول العربية والإسلامية والمزراحيين والسفرديين بقية السكان اليهود، وهناك أقلية درزية ومسيحية وغيرهم تشكل تقريباً 4.8%.
ومما لا شك فيه أن ذلك التعدد العرقي والثقافي انعكس على الأحزاب السياسية داخل إسرائيل، وتعقيد مشهد النظام السياسي الإسرائيلي بالنتيجة، حيث لا يوجد حزب سياسي في إسرائيل التي عددها 34 يمتلك الأغلبية المريحة داخل الكنيست، لذلك الوضع السياسي الإسرائيلي يعتمد التمثيل النسبي والتعدد الحزبي، فنلاحظ مثلاً انضمام حزب «راعام- القائمة العربية الموحدة» إلى الائتلاف الحكومي بقيادة نفتالي بنت رئيس الوزراء الحالي، علما أنها المرة الأولى التي يشارك فيها حزب عربي إسلامي في ائتلاف حكومي منذ تأسيس إسرائيل. يتضح لنا أن الإسرائيليين ليسوا شيئاً واحداً أو ثقافة واحدة، ونستنتج في النهاية أن النظر لليهود من خلال عدسة التراث الإسلامي فقط يمنع من دراسة الإسرائيليين بشكل علمي منهجي يسهل عملية التعامل وتكوين الثقة المطلوبة بين إسرائيل والدول العربية والإسلامية، لذلك من الضروري تتبع الأبعاد الدينية والقومية والتاريخية التي ينتمي إليها اليهود والإسرائيليون، كمسائل أولية تمهد لإمكانية التعاون البناء مع الإسرائيليين بوعي يحافظ على معتقداتهم ويحترم موروثنا الإسلامي في ذات الوقت. وللحديث بقية..