شهدت الولايات المتحدة الأمريكية ارتفاعات غير مسبوقة بأسعار الوقود حيث وصلت إلى 5 دولار للغالون والذي يعتبر الأعلى منذ عقدين أضف إلى أنه تم إعلان حجم التضخم بارتفاع وصل إلى 8.6% وفي بعض المدن إلى 9.3%.
ولكن القضية الحقيقية في هذا الموضوع، أن الرئيس جو بايدن قام بجولة في شرق آسيا وعقد عدداً من الاجتماعات قبل إعلان هذه الأرقام المرعبة اقتصادياً، والتي تنذر بأن الاقتصاد الأمريكي قد يشهد ركوداً خلال الشهور القادمة، ولم يكلف بايدن نفسه إلى زيارة الرياض بعد رحلته الأخيرة لحل موضوع ارتفاع أسعار الطاقة والذي تسبب بأزمة خانقة لشعبه. فالأمر لا يحتاج إلى تعقيد أكثر من ذلك، فالعلاقات الدولية قائمة على المصالح، فالكلام المنطقي أنت أمام أزمة أصابت العالم، وتعلم جيداً أن حلها بزيارتك إلى الرياض وتقديم ما تريده منك، فلماذا هذا التعالي الذي يؤدي بأمريكا وتاريخها للهلاك؟
ولعل ذلك يخص إدارة جو بايدن بشكل خاص وإفشالها في التعاطي مع الأزمات، فدول الخليج العربي ومنها الرياض لا يمكنها أن تنفصل عن مصالحها مع واشنطن ما دام أن النفط يباع بالدولار الأمريكي، وهذا ما يؤكد بأن الخلاف السعودي مع أمريكا هو خلاف مع الرئيس بايدن وليست أمريكا كدولة، بمعنى أن الرياض عندما تقرر أن تبيع نفطها بغير الدولار وهذا ما سربته بعض المصادر الصحفية في الأيام الماضية فهذا يعني تحولاً حقيقياً لمستوى العلاقات السعودية الأمريكية، وهنا يتم تأكيد الرواية التي تقول بأن الرياض على خلاف مع أمريكا كدولة وليس مع بايدن وهذا التحول يعتبر تحولاً تاريخياً في مسار النظام العالمي.
إذاً ما يقوم به الرئيس الأمريكي بتغيير لغته تجاه الرياض لأنه يعلم جيداً بأن أي توتر في العلاقات بالأيام القادمة سيكلف الاقتصاد الأمريكي والدولار بالتحديد خسائر فادحة، فإذا كانت أمريكا لديها سلاح كالدولار فإن الرياض سلاحها النفط، فعندما ترى السعودية أن مصالحها وأمنها مهددان من قبل واشنطن فمن حقها السيادي البحث عن خياراتها المتاحة لحفظ استقرارها وضمان سلامتها من أي خطر قادم. وهذا ما يتهرب منه الرئيس الأمريكي ويتعمد تجاهله أمام الرأي العام بأن قوة أمريكا وهيبتها في منطقة الشرق الأوسط ليس لها قيمة من دون المملكة العربية السعودية، كما أن لوم الإدارة الأمريكية بأن سبب التضخم هي الأزمة الأوكرانية ما هو إلا «شماعة» يعلق عليها مصائب وقرارات الرئيس بايدن والذي قال جملته المشهورة تعليقاً على ارتفاع الأسعار والأزمة الغذائية ومستويات التضخم «أن الحرب لها ثمن». خلاصة الموضوع، الرئيس بايدن وجد نفسه أمام تحديات أكبر من إدارته وطموحه وتصريحاته قبل توليه البيت الأبيض، واليوم هو وقت دفع فواتير تلك القرارات المتخذة من قبله وعليه تحمل ذلك، فهو يعلم بأنه سيأتي للرياض رغماً عنه، ولكن السؤال هل سيحصل على ما يريده بسهولة؟ هذا ما سيكشف عنه في زيارته المرتقبة الشهر القادم.
{{ article.visit_count }}
ولكن القضية الحقيقية في هذا الموضوع، أن الرئيس جو بايدن قام بجولة في شرق آسيا وعقد عدداً من الاجتماعات قبل إعلان هذه الأرقام المرعبة اقتصادياً، والتي تنذر بأن الاقتصاد الأمريكي قد يشهد ركوداً خلال الشهور القادمة، ولم يكلف بايدن نفسه إلى زيارة الرياض بعد رحلته الأخيرة لحل موضوع ارتفاع أسعار الطاقة والذي تسبب بأزمة خانقة لشعبه. فالأمر لا يحتاج إلى تعقيد أكثر من ذلك، فالعلاقات الدولية قائمة على المصالح، فالكلام المنطقي أنت أمام أزمة أصابت العالم، وتعلم جيداً أن حلها بزيارتك إلى الرياض وتقديم ما تريده منك، فلماذا هذا التعالي الذي يؤدي بأمريكا وتاريخها للهلاك؟
ولعل ذلك يخص إدارة جو بايدن بشكل خاص وإفشالها في التعاطي مع الأزمات، فدول الخليج العربي ومنها الرياض لا يمكنها أن تنفصل عن مصالحها مع واشنطن ما دام أن النفط يباع بالدولار الأمريكي، وهذا ما يؤكد بأن الخلاف السعودي مع أمريكا هو خلاف مع الرئيس بايدن وليست أمريكا كدولة، بمعنى أن الرياض عندما تقرر أن تبيع نفطها بغير الدولار وهذا ما سربته بعض المصادر الصحفية في الأيام الماضية فهذا يعني تحولاً حقيقياً لمستوى العلاقات السعودية الأمريكية، وهنا يتم تأكيد الرواية التي تقول بأن الرياض على خلاف مع أمريكا كدولة وليس مع بايدن وهذا التحول يعتبر تحولاً تاريخياً في مسار النظام العالمي.
إذاً ما يقوم به الرئيس الأمريكي بتغيير لغته تجاه الرياض لأنه يعلم جيداً بأن أي توتر في العلاقات بالأيام القادمة سيكلف الاقتصاد الأمريكي والدولار بالتحديد خسائر فادحة، فإذا كانت أمريكا لديها سلاح كالدولار فإن الرياض سلاحها النفط، فعندما ترى السعودية أن مصالحها وأمنها مهددان من قبل واشنطن فمن حقها السيادي البحث عن خياراتها المتاحة لحفظ استقرارها وضمان سلامتها من أي خطر قادم. وهذا ما يتهرب منه الرئيس الأمريكي ويتعمد تجاهله أمام الرأي العام بأن قوة أمريكا وهيبتها في منطقة الشرق الأوسط ليس لها قيمة من دون المملكة العربية السعودية، كما أن لوم الإدارة الأمريكية بأن سبب التضخم هي الأزمة الأوكرانية ما هو إلا «شماعة» يعلق عليها مصائب وقرارات الرئيس بايدن والذي قال جملته المشهورة تعليقاً على ارتفاع الأسعار والأزمة الغذائية ومستويات التضخم «أن الحرب لها ثمن». خلاصة الموضوع، الرئيس بايدن وجد نفسه أمام تحديات أكبر من إدارته وطموحه وتصريحاته قبل توليه البيت الأبيض، واليوم هو وقت دفع فواتير تلك القرارات المتخذة من قبله وعليه تحمل ذلك، فهو يعلم بأنه سيأتي للرياض رغماً عنه، ولكن السؤال هل سيحصل على ما يريده بسهولة؟ هذا ما سيكشف عنه في زيارته المرتقبة الشهر القادم.