تابعت على مدى اليومين الماضيين، تداعيات المرسوم الملكي السامي رقم (25) لسنة 2022، القاضي بإجراء تعديلات موسعة على تشكيلة الحكومة البحرينية، والذي شمل 17 حقيبة وزارية.

أول ما لفتني في التشكيلة الحكومية الجديدة هو الحرص الملكي على إدماج الكفاءات الشبابية الوطنية مع نظرائهم من أصحاب الخبرات، مما سيعزز دور القطاع الحكومي في مواجهة التحديات التي تواجهها البحرين في ظل عالم متغير، والعمل على خلق نمط جديد من التفكير خارج الصندوق يسهم في تعزيز التنمية المستدامة وتحقيق الأهداف الوطنية؛ سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.

الأمر الثاني تمثل في وجود أربع سيدات في التشكيلة الحكومية، لأول مرة، وهو مؤشر مهم على ما وصلت إليه المرأة البحرينية من إمكانية وقدرة على قيادة العمل العام، بتأهيل أكاديمي رفيع المستوى وخبرة متراكمة، تعززها ثقة ملكية ودعم مجتمعي مطلق بقدرات المرأة البحرينية على الإنجاز.

ومما لفتني أيضاً الارتياح المجتمعي المطلق للتشكيلة الحكومية الجديدة، والذي تمثل بشكل رئيس عبر منصات التواصل الاجتماعي، وهو أحد المؤشرات الهامة على توافق الرأي والرؤية بين قيادة جلالة الملك المعظم وأبناء شعبه، والثقة المطلقة التي يوليها أبناء البحرين لقرارات جلالته المُعبرة عن حال المجتمع والمُلبية لاحتياجاته ومتطلباته.

كل هذا الترحيب بالتشكيلة الحكومية الجديدة لا ينقص حق الوزراء السابقين الذين قدموا الكثير لهذا الوطن وأبنائه، وكانوا حريصين على تنفيذ التوجهات الملكية السامية بما يخدم مصلحة البحرين ومواطنيها، فقدموا كل جهد مخلص لهذا الوطن ولأبنائه.. فلهم جميعاً منا كل الشكر والتقدير.. ونقول لهم «كفيتوا ووفيتوا»..

وللوزراء الجدد نقول، أعانكم الله على حمل أمانة هذه المسؤولية الكبيرة، وتذكروا أن الوطن ومواطنيه أمانة في أعناقكم.. وأن الثقة الملكية السامية غالية جداً وتكليف هام..

إضاءة..

نبارك لمنتخبنا الوطني لكرة القدم تأهله المستحق لنهائيات كأس آسيا 2023، وبالعلامة الكاملة بعد فوزه الثلاثاء الماضي على منتخب تركمانستان، مما يؤكد علو كعب كرة القدم البحرينية على المستوى القاري، والقدرة على مقارعة أقوى المنتخبات إقليمياً وقارياً.

ورغم ما شهدته كرة القدم البحرينية من تطور واضح خلال السنوات الماضية وما حققه من إنجازات خليجية وقارية، إلا أن الحلم الأكبر خاصة بعد حصولنا على كأس الخليج بالوصول إلى كأس العالم يراود أبناء البحرين منذ سنوات، خصوصاً بعد ما وصل إليه منتخبنا في تصفيات كأس العالم عام 2006، حيث كان قاب قوسين أو أدنى من التأهل.

الدعم الرسمي والشعبي لا حدود له، والقدرات والمواهب الوطنية متوفرة، ولكن يبقى السؤال الأهم، كيف لمنتخبنا أن يسعد جماهيره الكبيرة بإنجاز وطني عالمي؟ وهل سنرى علم مملكتنا الغالية يرفرف في إستادات نهائيات كأس العالم في دوراته القادمة؟

نأمل ذلك..