إن أردت تغيير الذهب فعليك أن تصهره، وأن تحرقه في درجة حرارة لا يتحملها البشر، ومع ذلك يبقى الذهب نقياً خالصاً، يستحيل أن يتحول إلى نحاس أو إلى معدن آخر.
لكن للأسف في زمننا هذا يتحول الذهب إلى نحاس بدون عمليات صهر، وبدون حرارة عالية، المصلحة تحوله، والتفكير في المكسب الشخصي يجعل الشخص يتخلى عن كثير من مبادئه بل يدوس عليها، ليتحول إلى معدن رخيص.
الإنسان عليه ألا يتنازل عن ثوابته وقيمه وانتمائه، عليه ألا يرخص بأخلاقه ويبدل الفضائل منها بالمساوئ، ألا يتحول من عادل إلى ظالم، ألا يتحول من نظيف إلى قذر اليدين، والأخطر ألا يتحول من وطني إلى متكسب من وراء الوطن.
في المواقف، بل في الشدائد تعرف معادن الرجال. حينما تعصف الملمات هناك تجد المعادن الأصيلة التي تقف مع الحق ولا تحيد عنه. حينما يُهدد الوطن حينها تجد أصحاب المعادن الأصيلة في وطنيتهم في مقدمة الصفوف لا ينتظرون دعوة، ولا يرتقبون مكسباً وغنائم.
أخطر ما يتعرض له الوطن هو «تبدل المعادن» وتناقص أعداد أصحاب المعادن الأصيلة، في مقابل تزايد أصحاب المعادن «المتلونة».
مرت البحرين بأزمات ومنعطفات عديدة، وأخطرها تلك التي أثارت قلقاً لدى أهلها، وظن بعضهم أن البلد ضاع واختطف، في وقت لم يدرفيه شك لدى أصحاب المعادن الأصيلة بأن البحرين عصية على الكاره والحاقد والطامع.
هنا بانت الرجال، وأفرزت المواقف معادن مازالت في أعين الناس المخلصين تساوي الذهب وأغلى، وكيف لا وهي التي لم ترخص بذرة من تراب البحرين، لم تقبل الانقلاب على رموزها، لم توالِ غير هذه الأرض وقادتها، ولم يدخل لها الشك من أي مدخل، فلم تهرب وتخرج، ولم تحول مصالحها إلى الخارج، بل ثبتت من أجل البحرين.
حتى بعد مضي المؤامرة، تاهت بعض المعادن، وبعضها ضاع. هناك من وضع مصلحته الشخصية على حساب الوطن، هناك من انقلب، هناك من أصلاً معدنه صدئ مهترئ لانقلابه على الوطن، لكن كان سهلاً عليه أن يعيد تشكيله ليخرج بمعدن «متلون» النفاق عنوانه، واللؤم والادعاء شعاره، ظاناً أن النحاس يمكن أن يتحول إلى ذهب. وللأسف هناك من رأى أن المعركة انتهت، وأن الوقت أزف ليغير مساره، ليبحث عن مصلحته وإن اضطر إلى تغيير كلامه أو ليّ لسانه.
المعادن الأصيلة لا تتلون، لا تتغير، تظل مع الحق، تظل مع البلد، تظل مع رموزه، من الاستحالة أن تتبدل، وإن تكررت المواقف ذاتها ستظل كما هي، بينما سيختفي المدعون والمتقلبون والمتلونون، ولن يظل واقفاً إلا أصحاب المعادن الأصيلة؛ لأنهم كما الذهب لا يتحول إلى نحاس.
لكن للأسف في زمننا هذا يتحول الذهب إلى نحاس بدون عمليات صهر، وبدون حرارة عالية، المصلحة تحوله، والتفكير في المكسب الشخصي يجعل الشخص يتخلى عن كثير من مبادئه بل يدوس عليها، ليتحول إلى معدن رخيص.
الإنسان عليه ألا يتنازل عن ثوابته وقيمه وانتمائه، عليه ألا يرخص بأخلاقه ويبدل الفضائل منها بالمساوئ، ألا يتحول من عادل إلى ظالم، ألا يتحول من نظيف إلى قذر اليدين، والأخطر ألا يتحول من وطني إلى متكسب من وراء الوطن.
في المواقف، بل في الشدائد تعرف معادن الرجال. حينما تعصف الملمات هناك تجد المعادن الأصيلة التي تقف مع الحق ولا تحيد عنه. حينما يُهدد الوطن حينها تجد أصحاب المعادن الأصيلة في وطنيتهم في مقدمة الصفوف لا ينتظرون دعوة، ولا يرتقبون مكسباً وغنائم.
أخطر ما يتعرض له الوطن هو «تبدل المعادن» وتناقص أعداد أصحاب المعادن الأصيلة، في مقابل تزايد أصحاب المعادن «المتلونة».
مرت البحرين بأزمات ومنعطفات عديدة، وأخطرها تلك التي أثارت قلقاً لدى أهلها، وظن بعضهم أن البلد ضاع واختطف، في وقت لم يدرفيه شك لدى أصحاب المعادن الأصيلة بأن البحرين عصية على الكاره والحاقد والطامع.
هنا بانت الرجال، وأفرزت المواقف معادن مازالت في أعين الناس المخلصين تساوي الذهب وأغلى، وكيف لا وهي التي لم ترخص بذرة من تراب البحرين، لم تقبل الانقلاب على رموزها، لم توالِ غير هذه الأرض وقادتها، ولم يدخل لها الشك من أي مدخل، فلم تهرب وتخرج، ولم تحول مصالحها إلى الخارج، بل ثبتت من أجل البحرين.
حتى بعد مضي المؤامرة، تاهت بعض المعادن، وبعضها ضاع. هناك من وضع مصلحته الشخصية على حساب الوطن، هناك من انقلب، هناك من أصلاً معدنه صدئ مهترئ لانقلابه على الوطن، لكن كان سهلاً عليه أن يعيد تشكيله ليخرج بمعدن «متلون» النفاق عنوانه، واللؤم والادعاء شعاره، ظاناً أن النحاس يمكن أن يتحول إلى ذهب. وللأسف هناك من رأى أن المعركة انتهت، وأن الوقت أزف ليغير مساره، ليبحث عن مصلحته وإن اضطر إلى تغيير كلامه أو ليّ لسانه.
المعادن الأصيلة لا تتلون، لا تتغير، تظل مع الحق، تظل مع البلد، تظل مع رموزه، من الاستحالة أن تتبدل، وإن تكررت المواقف ذاتها ستظل كما هي، بينما سيختفي المدعون والمتقلبون والمتلونون، ولن يظل واقفاً إلا أصحاب المعادن الأصيلة؛ لأنهم كما الذهب لا يتحول إلى نحاس.