هو صاحب مدرسة أكاديمية متميزة في علم الاتصال، عرفت باسم المدرسة «المكاوية»، فما من قسم للإعلام إلا ويدرس واحدا من مؤلفاته وما من دراسة علمية إلا ويتكرر اسمه مرات عديدة فيها، هو ممن أخلصوا لعلمهم ففتح الله عليه ببصيرة جعلته رائدا في مجاله ومفكرا في تخصصه، حتى نال لقب عميد عمداء الإعلام وكرمته الدولة المصرية مؤخرا بأرفع جائزة علمية هو الدكتور حسن مكاوي صاحب الريادة العلمية في نظريات الاتصال ودراسات التأثير عبر عشرات الدراسات والمؤلفات في علم الاتصال.
بدأت ريادته قبل ثلاثين عاما بالاهتمام بالدراسات التطبيقية ونظريات الإعلام، فقد استطاع البروفيسور مكاوي أن يغير مجري الدراسات الإعلامية، فبعد أن كانت تنتج بشكل نظري يرتكز على النظريات الفلسفية، فقد نحا بها نحو الواقع والتطبيق واختراق المشكلات الإعلامية عبر نقل النظريات العالمية، ودرس الإعلام كونه علما يطبق عليه المنهج العلمي باستخدام الأساليب الإحصائية وليس فنا فقط يتسم بالذاتية، بجانب اهتمامه بضرورة أن تبني الدراسة على نظرية علمية حتي تصبح الظواهر الإعلامية قابلة للقياس وكان من نتائج ذلك أن أضحى أمام صناع القرار الإعلامي حقائق علمية تساعدهم على وضع السياسات والإستراتيجيات الإعلامية الوطنية.
كان الاجتهاد الثاني للبروفسيور مكاوي هو الخروج بتشريعات الإعلام وقوانينه إلى نطاق أوسع هو منظور الأخلاقيات، ناظرا إلى أن الإعلام له مسؤولية اجتماعية وأخلاقية قبل أن تكون مسؤولية قانونية والتي تتمثل في الحفاظ على العادات والتقاليد والهوية والوحدة الوطنية بجانب الأهداف التنموية، وكان من نتائج ذلك، الاهتمام بمواثيق الشرف بجانب القوانين وبات هذا التوجه هو السائد في تشريعات الإعلام عربيا وعالميا.
أما اجتهاده الثالث هو تأسيس مدرسة أكاديمية عربية سعت للتجديد والريادة بدأت بشريكة حياته العالمة الجليلة الدكتورة ليلى حسين التي وضعت حجر الأساس لتطبيق نظريات التأثير في الدراسات العربية، خاصة نظرية ترتيب الأولويات ونظرية الاستخدامات والإشباعات عبر عشرات الدراسات والمؤلفات العلمية وكذلك تلميذه المتميز الدكتور خالد صلاح الدين الذي ادخل للدراسات العربية في أطروحته للدكتوراه نظرية الأطر الإعلامية والتي فتح بها المجال لعشرات الباحثين لدراسة المحتوى الإعلامي من منظور جديد، وباتت هذه النظريات الثلاثة يبني علي فرضياتها ما يربو على 90 % من بحوث الإعلام.
لقد امتد تأثير المدرسة «المكاوية» إلى أصدقاء وزملاء البروفيسور مكاوي، منهم الدكتور محمد منصور هيبه الذي يعد رائدا في دراسات الإعلام الديني بالمعنى الاحترافي رابطا بين خصوصية النص الديني وفنون التحرير الصحفي المتقدم، والذي ساعده على ذلك خلفيته الدينية وثقافته الإسلامية الموسوعية، وكذلك الدكتور حماد إبراهيم رائد دراسات الإعلام السياسي من منظور جدلية العلاقة بين المحتوي السياسي والسياق الاجتماعي وفنون الكتابة المتخصصة والذي فتح باجتهاداته العلمية المجال لدراسات الإعلام السياسي في العالم العربي، وليس ببعيد عن هذه المدرسة الدكتور محمود خليل الذي جذب علم اللغة وتحليل الخطاب إلى الدراسات الإعلامية ليدشن توجها علميا يدرس النص الإعلامي من منظور علم اللسانيات.
إن المدرسة «المكاوية» هي واحدة من المدارس العربية الرصينة التي استطاعت أن تقدم بحثا علميا يقف عند آخر ما توصل إليه العالم في مجال الإعلام، والتي اتسمت بتنوع الإنتاج العلمي وغزارته، ساعد علي ذلك شخصية صاحبها وامتلاكه لسمات الأستاذية الحقيقية حيث قدم نموذجا في الأخلاقيات لتلاميذه مثلما قدمها في مؤلفاته.
* أستاذ الإعلام وعلوم الاتصال
{{ article.visit_count }}
بدأت ريادته قبل ثلاثين عاما بالاهتمام بالدراسات التطبيقية ونظريات الإعلام، فقد استطاع البروفيسور مكاوي أن يغير مجري الدراسات الإعلامية، فبعد أن كانت تنتج بشكل نظري يرتكز على النظريات الفلسفية، فقد نحا بها نحو الواقع والتطبيق واختراق المشكلات الإعلامية عبر نقل النظريات العالمية، ودرس الإعلام كونه علما يطبق عليه المنهج العلمي باستخدام الأساليب الإحصائية وليس فنا فقط يتسم بالذاتية، بجانب اهتمامه بضرورة أن تبني الدراسة على نظرية علمية حتي تصبح الظواهر الإعلامية قابلة للقياس وكان من نتائج ذلك أن أضحى أمام صناع القرار الإعلامي حقائق علمية تساعدهم على وضع السياسات والإستراتيجيات الإعلامية الوطنية.
كان الاجتهاد الثاني للبروفسيور مكاوي هو الخروج بتشريعات الإعلام وقوانينه إلى نطاق أوسع هو منظور الأخلاقيات، ناظرا إلى أن الإعلام له مسؤولية اجتماعية وأخلاقية قبل أن تكون مسؤولية قانونية والتي تتمثل في الحفاظ على العادات والتقاليد والهوية والوحدة الوطنية بجانب الأهداف التنموية، وكان من نتائج ذلك، الاهتمام بمواثيق الشرف بجانب القوانين وبات هذا التوجه هو السائد في تشريعات الإعلام عربيا وعالميا.
أما اجتهاده الثالث هو تأسيس مدرسة أكاديمية عربية سعت للتجديد والريادة بدأت بشريكة حياته العالمة الجليلة الدكتورة ليلى حسين التي وضعت حجر الأساس لتطبيق نظريات التأثير في الدراسات العربية، خاصة نظرية ترتيب الأولويات ونظرية الاستخدامات والإشباعات عبر عشرات الدراسات والمؤلفات العلمية وكذلك تلميذه المتميز الدكتور خالد صلاح الدين الذي ادخل للدراسات العربية في أطروحته للدكتوراه نظرية الأطر الإعلامية والتي فتح بها المجال لعشرات الباحثين لدراسة المحتوى الإعلامي من منظور جديد، وباتت هذه النظريات الثلاثة يبني علي فرضياتها ما يربو على 90 % من بحوث الإعلام.
لقد امتد تأثير المدرسة «المكاوية» إلى أصدقاء وزملاء البروفيسور مكاوي، منهم الدكتور محمد منصور هيبه الذي يعد رائدا في دراسات الإعلام الديني بالمعنى الاحترافي رابطا بين خصوصية النص الديني وفنون التحرير الصحفي المتقدم، والذي ساعده على ذلك خلفيته الدينية وثقافته الإسلامية الموسوعية، وكذلك الدكتور حماد إبراهيم رائد دراسات الإعلام السياسي من منظور جدلية العلاقة بين المحتوي السياسي والسياق الاجتماعي وفنون الكتابة المتخصصة والذي فتح باجتهاداته العلمية المجال لدراسات الإعلام السياسي في العالم العربي، وليس ببعيد عن هذه المدرسة الدكتور محمود خليل الذي جذب علم اللغة وتحليل الخطاب إلى الدراسات الإعلامية ليدشن توجها علميا يدرس النص الإعلامي من منظور علم اللسانيات.
إن المدرسة «المكاوية» هي واحدة من المدارس العربية الرصينة التي استطاعت أن تقدم بحثا علميا يقف عند آخر ما توصل إليه العالم في مجال الإعلام، والتي اتسمت بتنوع الإنتاج العلمي وغزارته، ساعد علي ذلك شخصية صاحبها وامتلاكه لسمات الأستاذية الحقيقية حيث قدم نموذجا في الأخلاقيات لتلاميذه مثلما قدمها في مؤلفاته.
* أستاذ الإعلام وعلوم الاتصال