فرنسا ليست كأي دولة في العالم. فرنسا هي واحدة من الدول صانعة الأفكار والأدب والأشعار. فرنسا هي التي علّمت العالم كيف يثور، ثم يسقط، ثم يستعيد ثورته ثلاث مرات. الأفكار الشيوعية الأولى خرجت من فرنسا قبل ماركس. واليسار الجديد، الذي يحكم جزءٌ منه العالم اليوم، أسسه طلبة فرنسا في حراكهم عام 1968م. لذلك حين تبدأ فرنسا تغييرها من الداخل على العالم أن ينتبه، فربما يكون لهذا التغيير تأثيره.
لم يكن فوز الولاية الثانية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مريحاً. كانت النتيجة تشير إلى تقدم كبير لليمين المتطرف، وتحالف اليسار معه. ما يعني أن الانتخابات الرئاسية القادمة ستكون قاسية جداً ومثيرة. لكنْ المأزق والتحدي الحقيقيان اللذان وقع فيها ماكرون هما نتيجة الانتخابات التشريعية الصادمة. فقد أسفرت الانتخابات عن فوز كاسح للمعارضة من اليسار واليمين. وتعهد الحزبان المعارضان الفائزان بعدم اعتماد حكومة ماكرون المزمع تشكيلها، أو تمرير أي مشروع وقانون لماكرون دون تدقيق ومناقشة. الأمر الذي تتوقع معه إدارة ماكرون تعطيلاً كبيراً للبرنامج السياسي.
والقراءات الأولية لنتائج الانتخابات لا تطرح تناغماً تاماً بين حزبي اليمين واليسار. فبرغم اتفاقهما على معارضة البرنامج الاقتصادي للرئيس ماكرون، وبرغم تقارب مواقفهما من عدم معاداة روسيا في صراعها داخل أوكرانيا. إلا أنهما يختلفان على ملف مهم وحرج مثل ملف الهجرة. فحزب ماري لوبان اليميني مناهض تماماً للهجرة، ويود وضع قوانين وتشريعات تحد منها وتقنن من المساعدات الداعمة للمهاجرين. بينما يرحب الحزب اليساري بالمهاجرين ويرى أن دعمهم هو جزء من الثقافة والتعايش الفرنسي.
الطريف في التجربة الفرنسية الجديدة أن الرئيس ماكرون إن لم يتمكن من حل أزمته وتشكيل تحالف مريح داخل البرلمان يمكنه من إعمال سياساته وتنفيذ برنامجه الرئاسي فستكون فرنسا كالطائر الذي له رأس وجناحان كل واحد منهم يختلف عن الآخر. فرأس الدولة ماكرون له مشروعه الذي لا يتفق معه جناحا التشريع، كما أنّ الجناحين يختلفان على بعض القضايا. فمن أين سيتشكل التوافق الوطني الفرنسي؟ وكيف ستسير السياسة الفرنسية.
لا شك في أنها ستكون تجربة تستحق المتابعة. فمن جهة، فرنسا من أوائل الدول الأوروبية التي نشط فيها اليمين المتطرف وأخذ يصعد بخطى متسارعة. ومن جهة ثانية تنشط في فرنسا التيارات المناهضة لليبرالية الجديدة، والمنحازة للطبقات الوسطى والمتدنية. ما يجعل فرنسا ساحة حيوية مفتوحة على كل الاحتمالات ويؤهلها مرة أخرى لتصنع تجربة جديدة قد تكون فريدة، ويستنسخها العالم.
لم يكن فوز الولاية الثانية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مريحاً. كانت النتيجة تشير إلى تقدم كبير لليمين المتطرف، وتحالف اليسار معه. ما يعني أن الانتخابات الرئاسية القادمة ستكون قاسية جداً ومثيرة. لكنْ المأزق والتحدي الحقيقيان اللذان وقع فيها ماكرون هما نتيجة الانتخابات التشريعية الصادمة. فقد أسفرت الانتخابات عن فوز كاسح للمعارضة من اليسار واليمين. وتعهد الحزبان المعارضان الفائزان بعدم اعتماد حكومة ماكرون المزمع تشكيلها، أو تمرير أي مشروع وقانون لماكرون دون تدقيق ومناقشة. الأمر الذي تتوقع معه إدارة ماكرون تعطيلاً كبيراً للبرنامج السياسي.
والقراءات الأولية لنتائج الانتخابات لا تطرح تناغماً تاماً بين حزبي اليمين واليسار. فبرغم اتفاقهما على معارضة البرنامج الاقتصادي للرئيس ماكرون، وبرغم تقارب مواقفهما من عدم معاداة روسيا في صراعها داخل أوكرانيا. إلا أنهما يختلفان على ملف مهم وحرج مثل ملف الهجرة. فحزب ماري لوبان اليميني مناهض تماماً للهجرة، ويود وضع قوانين وتشريعات تحد منها وتقنن من المساعدات الداعمة للمهاجرين. بينما يرحب الحزب اليساري بالمهاجرين ويرى أن دعمهم هو جزء من الثقافة والتعايش الفرنسي.
الطريف في التجربة الفرنسية الجديدة أن الرئيس ماكرون إن لم يتمكن من حل أزمته وتشكيل تحالف مريح داخل البرلمان يمكنه من إعمال سياساته وتنفيذ برنامجه الرئاسي فستكون فرنسا كالطائر الذي له رأس وجناحان كل واحد منهم يختلف عن الآخر. فرأس الدولة ماكرون له مشروعه الذي لا يتفق معه جناحا التشريع، كما أنّ الجناحين يختلفان على بعض القضايا. فمن أين سيتشكل التوافق الوطني الفرنسي؟ وكيف ستسير السياسة الفرنسية.
لا شك في أنها ستكون تجربة تستحق المتابعة. فمن جهة، فرنسا من أوائل الدول الأوروبية التي نشط فيها اليمين المتطرف وأخذ يصعد بخطى متسارعة. ومن جهة ثانية تنشط في فرنسا التيارات المناهضة لليبرالية الجديدة، والمنحازة للطبقات الوسطى والمتدنية. ما يجعل فرنسا ساحة حيوية مفتوحة على كل الاحتمالات ويؤهلها مرة أخرى لتصنع تجربة جديدة قد تكون فريدة، ويستنسخها العالم.