سأقول إن عدداً ليس بقليل سواء من العوائل أو الأفراد يستغلون فرصة الإجازات الرسمية والمناسبات للسفر خارج البحرين، حتى لو كان ذلك إلى وجهات قريبة جداً؛ فالفكرة ترتكز على التغيير، وفي النهاية اسمها «سفر وسياحة» حتى لو كانت مروراً بجسر الملك فهد بالسيارة.
في إجازة عيد الأضحى ستجدون هناك من أكرمه الله بأداء فريضة الحج، وهناك من حجز ليستغل فترة الأيام الخمسة المتصلة ليسافر إلى الخارج، بالإضافة إلى من سيبقى، سواء ليقضي العيد هنا أو لأي أسباب أخرى.
السؤال حول الفئة الأخيرة، التي تنضم إليها فئة السائحين المفترض توافدهم على البحرين خلال هذه الإجازات، إذ ما هي الخيارات السياحية والترفيهية المطروحة أمامهم؟!
أدرك تماماً أن البعض على الفور اتجه عقله للمقارنة بين السياحة لدينا ولدى جيراننا الأشقاء الذين وصلت السياحة عندهم إلى مستوى «الصناعة الحقيقية»، وباتت مداخيلها تُحتسب بأرقام مليونية بل مليارية، وبالتالي يكون الجواب السريع من قبل الكثيرين: «إحنا ما عندنا سياحة»!
طيب، للتصحيح فقط، نحن في البحرين، نحن في أرخبيل وجزر بحرية، التاريخ بنفسه يشهد على أنها كانت مركز استقطاب للسياحة والتجارة وحتى أمنيات «الخلود» بالعيش فيها كما أشارت أسطورة جلجامش، وعليه فإن مقومات السياحة موجودة، بل لدينا كثير من الوجهات السياحية، وخاصة المرتبطة بتاريخنا وتراثنا، وفوق ذلك لدينا فعاليات تقام وتنظم سواء أكانت موسمية أو على مدار العام، ومن يبحث سيجد. وأضيفوا فوق ذلك ما تقدمه الفنادق والمنتجعات السياحية من عروض ترويجية وغيرها.
يعني المقومات موجودة كأساس، والحاجة بالتالي لتعزيز هذه المقومات من ناحية أولاً: زيادة الفعاليات وتحويل أرض البحرين إلى مكان يستقطب السياحة الداخلية والخارجية طيلة العام، أي «سياحة دائمة لا تتوقف». ثانياً: التسويق الصحيح والذكي بشأن ما سيجده السائح في بلادنا لو قرر قضاء إجازته فيها، أي «ماذا تفعل اليوم في البحرين؟!».
في فبراير الماضي برزت انتقادات من مجلس النواب بشأن الوضع السياحي، واعتبروا أن هناك ضعفاً في البرامج والتخطيط والتسويق والترويج، وأمس أشارت صحافتنا إلى تراجع الإشغال الفندقي إلى نسب متدنية رغم وجودنا في المدى الزمني للموسم السياحي.
كل هذه الملاحظات والمشاهدات أجزم بأنها باتت أموراً معروفة لدى المعنيين بالشأن السياحي في البحرين، وإن كنا نتحدث سابقاً عن هيئة السياحة، فاليوم لدينا وزارة تم تخصيصها للاهتمام بالشأن السياحي وتطويره، ووكلت مسؤوليتها لشابة بحرينية لها خبرتها في الجانب الاستثماري وكذلك الإعلامي وأيضاً عملت في هيئة السياحة، وبالتأكيد هي على دراية تامة بكل ما يشهده القطاع، وعليه فإن ترقب ما ستقدمه السيدة فاطمة الصيرفي من خطط وأفكار للنهوض بالسياحة أمر يتطلع الجميع إليه، أمر قد يحتاج إلى وقت لترتيبه ووضعه في شكله الصحيح الذي من شأنه تحقيق نتائج ملموسة، سواء أكان عبر مبادرات تقوم بها الوزارة، أو نتاج بناء علاقات مع جهات سياحية متباينة توجد أرضاً لاستثماراتها السياحية على أرض البحرين، لكنه أيضاً يحتاج لسرعة في تحقيق الأثر.
الملف ضخم وكبير، والتحدي صعب، وخاصة أن المقارنات تعقد دائماً، وما نراه من أشقائنا في الدول حولنا هو نتاج عمل وتخطيط وإعداد مضت عليه سنوات عديدة، أفضت بالتالي إلى نتائج باهرة ومستويات رفيعة، لكن هذا لا يعني المستحيل، بل يعني أنه طالما بدأنا بشكل جدي في التخطيط والعمل على التغيير وعدم ترك الأمور تسير كما هي، فإننا سنبدأ بشكل صحيح باتجاه التطوير.
نتمنى التوفيق للجهود القائمة على النهوض بسياحتنا وتعزيزها وتطويرها وتحويل واقعها من حال إلى حال أفضل، ونتمنى التوفيق للوزيرة الشابة في مهمتها الصعبة بحمل هذا الملف الثقيل.
في إجازة عيد الأضحى ستجدون هناك من أكرمه الله بأداء فريضة الحج، وهناك من حجز ليستغل فترة الأيام الخمسة المتصلة ليسافر إلى الخارج، بالإضافة إلى من سيبقى، سواء ليقضي العيد هنا أو لأي أسباب أخرى.
السؤال حول الفئة الأخيرة، التي تنضم إليها فئة السائحين المفترض توافدهم على البحرين خلال هذه الإجازات، إذ ما هي الخيارات السياحية والترفيهية المطروحة أمامهم؟!
أدرك تماماً أن البعض على الفور اتجه عقله للمقارنة بين السياحة لدينا ولدى جيراننا الأشقاء الذين وصلت السياحة عندهم إلى مستوى «الصناعة الحقيقية»، وباتت مداخيلها تُحتسب بأرقام مليونية بل مليارية، وبالتالي يكون الجواب السريع من قبل الكثيرين: «إحنا ما عندنا سياحة»!
طيب، للتصحيح فقط، نحن في البحرين، نحن في أرخبيل وجزر بحرية، التاريخ بنفسه يشهد على أنها كانت مركز استقطاب للسياحة والتجارة وحتى أمنيات «الخلود» بالعيش فيها كما أشارت أسطورة جلجامش، وعليه فإن مقومات السياحة موجودة، بل لدينا كثير من الوجهات السياحية، وخاصة المرتبطة بتاريخنا وتراثنا، وفوق ذلك لدينا فعاليات تقام وتنظم سواء أكانت موسمية أو على مدار العام، ومن يبحث سيجد. وأضيفوا فوق ذلك ما تقدمه الفنادق والمنتجعات السياحية من عروض ترويجية وغيرها.
يعني المقومات موجودة كأساس، والحاجة بالتالي لتعزيز هذه المقومات من ناحية أولاً: زيادة الفعاليات وتحويل أرض البحرين إلى مكان يستقطب السياحة الداخلية والخارجية طيلة العام، أي «سياحة دائمة لا تتوقف». ثانياً: التسويق الصحيح والذكي بشأن ما سيجده السائح في بلادنا لو قرر قضاء إجازته فيها، أي «ماذا تفعل اليوم في البحرين؟!».
في فبراير الماضي برزت انتقادات من مجلس النواب بشأن الوضع السياحي، واعتبروا أن هناك ضعفاً في البرامج والتخطيط والتسويق والترويج، وأمس أشارت صحافتنا إلى تراجع الإشغال الفندقي إلى نسب متدنية رغم وجودنا في المدى الزمني للموسم السياحي.
كل هذه الملاحظات والمشاهدات أجزم بأنها باتت أموراً معروفة لدى المعنيين بالشأن السياحي في البحرين، وإن كنا نتحدث سابقاً عن هيئة السياحة، فاليوم لدينا وزارة تم تخصيصها للاهتمام بالشأن السياحي وتطويره، ووكلت مسؤوليتها لشابة بحرينية لها خبرتها في الجانب الاستثماري وكذلك الإعلامي وأيضاً عملت في هيئة السياحة، وبالتأكيد هي على دراية تامة بكل ما يشهده القطاع، وعليه فإن ترقب ما ستقدمه السيدة فاطمة الصيرفي من خطط وأفكار للنهوض بالسياحة أمر يتطلع الجميع إليه، أمر قد يحتاج إلى وقت لترتيبه ووضعه في شكله الصحيح الذي من شأنه تحقيق نتائج ملموسة، سواء أكان عبر مبادرات تقوم بها الوزارة، أو نتاج بناء علاقات مع جهات سياحية متباينة توجد أرضاً لاستثماراتها السياحية على أرض البحرين، لكنه أيضاً يحتاج لسرعة في تحقيق الأثر.
الملف ضخم وكبير، والتحدي صعب، وخاصة أن المقارنات تعقد دائماً، وما نراه من أشقائنا في الدول حولنا هو نتاج عمل وتخطيط وإعداد مضت عليه سنوات عديدة، أفضت بالتالي إلى نتائج باهرة ومستويات رفيعة، لكن هذا لا يعني المستحيل، بل يعني أنه طالما بدأنا بشكل جدي في التخطيط والعمل على التغيير وعدم ترك الأمور تسير كما هي، فإننا سنبدأ بشكل صحيح باتجاه التطوير.
نتمنى التوفيق للجهود القائمة على النهوض بسياحتنا وتعزيزها وتطويرها وتحويل واقعها من حال إلى حال أفضل، ونتمنى التوفيق للوزيرة الشابة في مهمتها الصعبة بحمل هذا الملف الثقيل.