لسنا مجبرين على احترام أي دولة أو جهة تعادينا بشكل صريح، أو تكيد لنا المكائد في الخفاء، لكننا كدول خليجية وشعوب نتعامل دائماً بسجيتنا المتأصلة على حسن الخلق والتعامل بنوايا صادقة والإخلاص في العلاقات، وعليه فإننا نتمنى ممن يريد اليوم إصلاح علاقاته مع بلداننا أن يلتزم هو بما يقوله أمام كاميرات الإعلام، وأن يثبت بأفعاله ما يصرح به عبر أقواله.
لذلك فإن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة العربية السعودية يهمنا فيها ما سيلتزم به الجانب الأمريكي تجاه دولنا ومنطقتنا، بالأخص علاقته مع القوى الإقليمية التي نعتد بها ونعتبرها عمقنا الاستراتيجي، ألا وهي شقيقتنا الكبرى.
بايدن بنفسه صرح بأنه يزور السعودية لإصلاح العلاقات وتعزيزها، وهو بحد ذاته إقرار بأن هذه العلاقات الممتدة تاريخياً منذ 80 عاماً تعرضت لهزات عديدة على مستوى الثقة، ونزيد هنا ونقول بأن التراجع في الثقة سببه الإدارات الأمريكية المتعاقبة وحدها، ولسنا نحن، إذ مثلما بينا أعلاه، لن تجد لا السعودية ولا أحد من شقيقاتها تعامل مع واشنطن بنفس أسلوب الأخيرة، بل كانت الآمال دائماً معقودة على التعاون المشترك والاحترام المتبادل وتعزيز الثقة ودعم النماء ومحاربة الإرهاب الذي يهدد أمن واستقرار بلداننا، هذا الإرهاب الذي كثير منه تم دعمه أمريكياً بشكل مباشر أو غير مباشر وفي مناسبات عديدة، سواء أكان نتحدث عن حرب العراق ودخول أفغانستان أو تدشين مشروع الشرق الأوسط الجديد أو دعم فوضى الربيع العربي من خلال تقوية شوكة الانقلابيين والإرهابيين.
بايدن صرح مرات عديدة خلال الشهور الماضية بشأن أولوياته التي يطالع بها منطقتنا، وللأسف لم يحاول حتى الالتفاف بذكاء بشأن ما يهمه، وكان الحديث عن النفط وأسعاره وزيادة الإنتاج هو ديدنه الدائم، أي أنه يتحدث عن مصلحة أمريكية خالصة لا ترتبط إطلاقاً بمصلحة الشعوب والدول التي يتعامل بها.
لذلك فإن المؤشرات الأولى التي صدرت عن الجهات الأمريكية الرسمية كانت تحاول تجنب الحديث مباشرة عن موضوع النفط، وذلك بعد إدراك متأخر منها نتيجة التداعيات التي حصلت في هذا الملف منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، وأيضاً ما يضاف إليها من مواقف الإدارة الأمريكية الجديدة بعد ترامب، أدركت هذه الجهات بأن محاولات فرض الضغوط وإجبار السعودية على تلبية الرغبات الأمريكية دون مقابل، هو أمر مستحيل تحققه، وهو ما أثبتت السعودية بكل قوة، وأوصلت الرئيس الأمريكي إلى ركوب طيارته والذهاب للقاء الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان حفظهما الله.
خلال اليومين الحاليين سنسمع كلاماً جميلاً يصدر عن بايدن، سيتحدث عن تعزيز العلاقات والتعاون، وسيتحدث عن أمن المنطقة، وسيتحدث عن إيران وكأنها «الشيطان الأوحد» الداعم للإرهاب، رغم أن بايدن نفسه هو من سلم المليارات المجمدة من أموال إيران بأمر من باراك أوباما قبل سنوات. ما أعنيه أننا سنسمع كلاماً جميلاً جداً من بايدن، لكن كل هذا لن يؤثر في مواقف دولنا وبالأخص السعودية، إذ المحك اليوم ليس القول أو التعهد أو التصريح بتعزيز العلاقات وتصحيح المسارات، بل المحك هي الأفعال التي تعقب هذه الأقوال، وهل ستتوقف الإدارة الأمريكية عن أسلوب التبسم في الوجه والضرب في الظهر؟!
تغيير السلوك هو الأمر الوحيد الذي على بايدن التفكير فيه، ونكرر من خلال الأفعال، وتحديداً الأفعال التي تثبت حسن النوايا وتكون مبعثاً على الثقة وتمثل فتح صفحة جديدة نزيهة وصادقة من الجانب الأمريكي وحده.
{{ article.visit_count }}
لذلك فإن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة العربية السعودية يهمنا فيها ما سيلتزم به الجانب الأمريكي تجاه دولنا ومنطقتنا، بالأخص علاقته مع القوى الإقليمية التي نعتد بها ونعتبرها عمقنا الاستراتيجي، ألا وهي شقيقتنا الكبرى.
بايدن بنفسه صرح بأنه يزور السعودية لإصلاح العلاقات وتعزيزها، وهو بحد ذاته إقرار بأن هذه العلاقات الممتدة تاريخياً منذ 80 عاماً تعرضت لهزات عديدة على مستوى الثقة، ونزيد هنا ونقول بأن التراجع في الثقة سببه الإدارات الأمريكية المتعاقبة وحدها، ولسنا نحن، إذ مثلما بينا أعلاه، لن تجد لا السعودية ولا أحد من شقيقاتها تعامل مع واشنطن بنفس أسلوب الأخيرة، بل كانت الآمال دائماً معقودة على التعاون المشترك والاحترام المتبادل وتعزيز الثقة ودعم النماء ومحاربة الإرهاب الذي يهدد أمن واستقرار بلداننا، هذا الإرهاب الذي كثير منه تم دعمه أمريكياً بشكل مباشر أو غير مباشر وفي مناسبات عديدة، سواء أكان نتحدث عن حرب العراق ودخول أفغانستان أو تدشين مشروع الشرق الأوسط الجديد أو دعم فوضى الربيع العربي من خلال تقوية شوكة الانقلابيين والإرهابيين.
بايدن صرح مرات عديدة خلال الشهور الماضية بشأن أولوياته التي يطالع بها منطقتنا، وللأسف لم يحاول حتى الالتفاف بذكاء بشأن ما يهمه، وكان الحديث عن النفط وأسعاره وزيادة الإنتاج هو ديدنه الدائم، أي أنه يتحدث عن مصلحة أمريكية خالصة لا ترتبط إطلاقاً بمصلحة الشعوب والدول التي يتعامل بها.
لذلك فإن المؤشرات الأولى التي صدرت عن الجهات الأمريكية الرسمية كانت تحاول تجنب الحديث مباشرة عن موضوع النفط، وذلك بعد إدراك متأخر منها نتيجة التداعيات التي حصلت في هذا الملف منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية، وأيضاً ما يضاف إليها من مواقف الإدارة الأمريكية الجديدة بعد ترامب، أدركت هذه الجهات بأن محاولات فرض الضغوط وإجبار السعودية على تلبية الرغبات الأمريكية دون مقابل، هو أمر مستحيل تحققه، وهو ما أثبتت السعودية بكل قوة، وأوصلت الرئيس الأمريكي إلى ركوب طيارته والذهاب للقاء الملك سلمان والأمير محمد بن سلمان حفظهما الله.
خلال اليومين الحاليين سنسمع كلاماً جميلاً يصدر عن بايدن، سيتحدث عن تعزيز العلاقات والتعاون، وسيتحدث عن أمن المنطقة، وسيتحدث عن إيران وكأنها «الشيطان الأوحد» الداعم للإرهاب، رغم أن بايدن نفسه هو من سلم المليارات المجمدة من أموال إيران بأمر من باراك أوباما قبل سنوات. ما أعنيه أننا سنسمع كلاماً جميلاً جداً من بايدن، لكن كل هذا لن يؤثر في مواقف دولنا وبالأخص السعودية، إذ المحك اليوم ليس القول أو التعهد أو التصريح بتعزيز العلاقات وتصحيح المسارات، بل المحك هي الأفعال التي تعقب هذه الأقوال، وهل ستتوقف الإدارة الأمريكية عن أسلوب التبسم في الوجه والضرب في الظهر؟!
تغيير السلوك هو الأمر الوحيد الذي على بايدن التفكير فيه، ونكرر من خلال الأفعال، وتحديداً الأفعال التي تثبت حسن النوايا وتكون مبعثاً على الثقة وتمثل فتح صفحة جديدة نزيهة وصادقة من الجانب الأمريكي وحده.