إنّ المتأمل في زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمملكة العربية السعودية مؤخراً ضمن مؤتمر القمة السعودية الأمريكية، وفي توافد القادة العرب ضمن قمة جدة للأمن والتنمية، يجد في إطارهما عدة أشكال لسيميولوجيا التواصل، على مستوى طريقة الاستقبال وطبيعة المراسم، وذلك فيما يتعلق بالدلالات غير اللغوية والتي تمثلت في العلامات الأيقونية وكذلك الحركية، والتي تدخل ضمن آليات الاتصال المتعمّد في مخاطب الحواس والإدراك، والتي تعمل على تشكيل الفكرة في ذهن المتلقي وإيصال الرسالة له.
فقد تم توظيف هذه العلامات من الجهات الحاضنة لزيارة بايدن، وعملت بواسطتها على الإبلاغ المسبق، والتأثير على الآخر، المتمثل في طرف المباحثات بصفة خاصة، والرأي العام بصفة عامة.
ومن أبرز العلامات الحركية الحسية، يذكر ما ورد ضمن الاكتفاء بأساسيات البروتوكول المتعلق بحضور الجهة الرسمية لاستقبال الرئيس الأمريكي، في أول زيارة له للمملكة العربية السعودية، وتمثل في حضور أمير منطقة مكة. الأمر الذي سبقته إرهاصات تحت تساؤلات عن من سيكون في استقبال بايدن عند وصوله السعودية، والإجابة عنها بِتنبّؤات وتغريدات، ورد أبرزها في حساب مقرب من السلطات السعودية يديره النّاشط تركي القحطاني قال فيها «سيتشرف الرئيس بايدن بأن يكون في استقباله سمو نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير بدر بن سلطان بن عبد العزيز» وهي لغة خطاب غير مسبوقة في التعامل مع الحليف الأمريكي، وهذا وفق ما أوردته إحدى الصحف المحلية.
ويذكر أيضاً شكل التحية عند التقاء ولي العهد السعودي مع جو بايدن، وقد جاءت على نحو التماس بالقبضتين، وفق النّهج المتّبع خلال جائحة كورونا (كوفيد19)، التي قد تكون البديل الأمثل لتجنب المصافحة، مشكّلة لعلامة حركية حاملة لدلالة معينة، في الوقت الذي رفعت فيه مثل هذه الإجراءات الاحترازية سيما بين القادة، وفي الوقت الذي انتهج فيه بايدن مسبقاً نفس الأسلوب مع مستقبليه في تل أبيب بَيدَ أنّه في الوقت ذاته وبنفس المناسبة قد صافح رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو من بين الحضور في المنصة، مما يضفي إبهاماً في الدلالة، وتساؤلات إن كان ذلك من قبيل عدد من اللحظات الغريبة التي رصدت لجو بايدن خلال زيارته لإسرائيل، على غرار تساؤل بايدن عقب نزوله من الطائرة وبعد ما حيّا مستقبليه، «ماذا أفعل الآن؟».
أما عن أبرز العلامات الأيقونية، فهي تتعلق بمدلول الألوان، واختيار استخدامها على غير ما هو متعارف عليه في مناسبات معينة، والتي ظهرت من خلال النقل المباشر لوصول طائرة الرئيس الأمريكي إلى مطار جدة، وتمثلت في فرش سجاد باللون البنفسجي، وكذلك خلال مراسم الاستقبال الرسمي للقادة العرب المشاركين في قمة جدة، كان أيضاً اختيار اللون البنفسجي للسجاد، وقد لوحظ هذا التحول، منذ شهر مايو 2021 واعتبرت السعودية في هذا التوقيت، اللون البنفسجي لوناً معتمداً لسجاد مراسم استقبال ضيوف الدولة الرسميين، إضافة إلى السجاد المستخدم في مختلف المناسبات الرسمية. وحسب ما ذكر في بعض المصادر، يأتي اختيار السجاد «البنفسجي» تماهِياً مع لون صحاري السعودية وهِضابها في فصل الربيع، حينما تتزيّن بلون زهرة الخزامى، ونباتات أخرى مثل العيهلان والريحان، التي تُشكّل في مجموعها غطاء طبيعياً بلون بنفسجي، وهذا الأمر الذي يعكس بعداً آخر، في استخدام دلالات العلامات في إطار سيميولوجيا التواصل متمثلاً في ترسيخ الثقافة المحلية من خلال الخصائص البيئية.
لقد ظهر الإعلام السعودي بحلّة جديدة مميزة في التغطية الإعلامية السعودية لمؤتمر القمة السعودية الأمريكية وقمة جدة للأمن والتنمية، وأظهر باعاً في مواكبة واستخدام أساليب الاتصال الحديثة ونظرياته، وذلك من خلال الاستراتيجية الاتصالية، التي تبناها في توظيف الدلالات السيميولوجية في التواصل ضمن مراسم الاستقبال المتعلقة بالقمّتين.
{{ article.visit_count }}
فقد تم توظيف هذه العلامات من الجهات الحاضنة لزيارة بايدن، وعملت بواسطتها على الإبلاغ المسبق، والتأثير على الآخر، المتمثل في طرف المباحثات بصفة خاصة، والرأي العام بصفة عامة.
ومن أبرز العلامات الحركية الحسية، يذكر ما ورد ضمن الاكتفاء بأساسيات البروتوكول المتعلق بحضور الجهة الرسمية لاستقبال الرئيس الأمريكي، في أول زيارة له للمملكة العربية السعودية، وتمثل في حضور أمير منطقة مكة. الأمر الذي سبقته إرهاصات تحت تساؤلات عن من سيكون في استقبال بايدن عند وصوله السعودية، والإجابة عنها بِتنبّؤات وتغريدات، ورد أبرزها في حساب مقرب من السلطات السعودية يديره النّاشط تركي القحطاني قال فيها «سيتشرف الرئيس بايدن بأن يكون في استقباله سمو نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير بدر بن سلطان بن عبد العزيز» وهي لغة خطاب غير مسبوقة في التعامل مع الحليف الأمريكي، وهذا وفق ما أوردته إحدى الصحف المحلية.
ويذكر أيضاً شكل التحية عند التقاء ولي العهد السعودي مع جو بايدن، وقد جاءت على نحو التماس بالقبضتين، وفق النّهج المتّبع خلال جائحة كورونا (كوفيد19)، التي قد تكون البديل الأمثل لتجنب المصافحة، مشكّلة لعلامة حركية حاملة لدلالة معينة، في الوقت الذي رفعت فيه مثل هذه الإجراءات الاحترازية سيما بين القادة، وفي الوقت الذي انتهج فيه بايدن مسبقاً نفس الأسلوب مع مستقبليه في تل أبيب بَيدَ أنّه في الوقت ذاته وبنفس المناسبة قد صافح رئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو من بين الحضور في المنصة، مما يضفي إبهاماً في الدلالة، وتساؤلات إن كان ذلك من قبيل عدد من اللحظات الغريبة التي رصدت لجو بايدن خلال زيارته لإسرائيل، على غرار تساؤل بايدن عقب نزوله من الطائرة وبعد ما حيّا مستقبليه، «ماذا أفعل الآن؟».
أما عن أبرز العلامات الأيقونية، فهي تتعلق بمدلول الألوان، واختيار استخدامها على غير ما هو متعارف عليه في مناسبات معينة، والتي ظهرت من خلال النقل المباشر لوصول طائرة الرئيس الأمريكي إلى مطار جدة، وتمثلت في فرش سجاد باللون البنفسجي، وكذلك خلال مراسم الاستقبال الرسمي للقادة العرب المشاركين في قمة جدة، كان أيضاً اختيار اللون البنفسجي للسجاد، وقد لوحظ هذا التحول، منذ شهر مايو 2021 واعتبرت السعودية في هذا التوقيت، اللون البنفسجي لوناً معتمداً لسجاد مراسم استقبال ضيوف الدولة الرسميين، إضافة إلى السجاد المستخدم في مختلف المناسبات الرسمية. وحسب ما ذكر في بعض المصادر، يأتي اختيار السجاد «البنفسجي» تماهِياً مع لون صحاري السعودية وهِضابها في فصل الربيع، حينما تتزيّن بلون زهرة الخزامى، ونباتات أخرى مثل العيهلان والريحان، التي تُشكّل في مجموعها غطاء طبيعياً بلون بنفسجي، وهذا الأمر الذي يعكس بعداً آخر، في استخدام دلالات العلامات في إطار سيميولوجيا التواصل متمثلاً في ترسيخ الثقافة المحلية من خلال الخصائص البيئية.
لقد ظهر الإعلام السعودي بحلّة جديدة مميزة في التغطية الإعلامية السعودية لمؤتمر القمة السعودية الأمريكية وقمة جدة للأمن والتنمية، وأظهر باعاً في مواكبة واستخدام أساليب الاتصال الحديثة ونظرياته، وذلك من خلال الاستراتيجية الاتصالية، التي تبناها في توظيف الدلالات السيميولوجية في التواصل ضمن مراسم الاستقبال المتعلقة بالقمّتين.