حادثة حصلت لي قبل يومين جعلتني أتذكر المسلسل الشهير «درب الزلق» والممثل الراحل الكبير عبدالحسين عبدالرضا رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وتحديداً حينما كان في مصر وعرض عليه نصاب يدعى فؤاد باشا شراء الأهرامات الثلاثة، بل عرض عليه أبا الهول فوق البيعة.
لربما هذه الحادثة تهم السفارة المصرية إن كان مضمونها صحيحاً، وإن كان خلاف ذلك، فهي حالة أخرى من محاولات النصب والاحتيال.
جاءني «مسج» من رقم مصري على هاتفي، وبدأ الشخص حديثه بالسؤال ذاكراً اسمي، بما يوحي لك أنه يعرفني، وبعدها أرسل لي رسالة صوتية يقول لي فيها أن لديه موضوعاً وأنا من سأساعده فيه، وقال إن من دله علي شخص يعرفني اسمه الدكتور عبدالحميد، وكرر اسمه بأسلوب المسرحية الشهيرة «شفيق يا راجل» حيث قال «الدكتور عبدالحميد الدكتور عبدالحميد» أي أنني بالتأكيد أعرفه.
المهم كتبت له «شنو الموضوع»، فرد بمسج طويل يقول فيه إنه في أرضه بالضيعة قام بالحفر ووجد أحد المدافن السرية، وفيها وجد صندوقين فيهما قطع من الذهب، بالإضافة إلى عدد كبير من التماثيل الفرعونية الصغيرة، وأرسل لي فيديو لهذه القطع، وطبعاً من الفيديو يتضح أنها آثار وقطع نقدية يمكن تزييفها بسهولة.
الزبدة، أرسل لي الشخص مسجاً صوتياً آخر يقول فيه: الموضوع فيه خير كثير لنا ولك، وإذا لم تشاركنا أحلفك بالله أن تستر علينا، ونريدك أن تساعدنا في شحن هذه الموجودات ومبلغها لهم فيه الثلث ولي أنا الثلث، والثلث الأخير سيوزعونه على الفقراء والمساكين «يا عيني»!
رددت عليه: ما لي شغل في هذه الأمور، ونصيحتي سلم ما وجدته للسلطات المصرية. فرد بمسج صوتي: لا سيأخذون كل شيء وسيحاسبونني. بعدها قمت بحظره «بلوك»، فما كان منه إلا أن نجح في مسح المسج الصوتي الذي يعرض فيه عملية التهريب وتقسيم المبلغ بالنسب، وكذلك الفيديو المضحك للآثار والقطع النقدية.
الموضوع ذكرني بحادثة سابقة حصلت لي قبل سنوات حينما كنت أعمل في الرياض، وعلى هاتفي السعودي جاءني رقم من نيجيريا، صاحبه أرسل صورة لشيء يشبه العمل المدفون، وبعدها أرسل مسجاً صوتياً يقول فيه إنه تحت شجرة وجد هذا العمل مدفوناً وفيه اسمي، وأنه يستطيع أن يفك العمل حتى لا يطالني الشر، وكل ما علي فعله هو إرسال مبلغ 200 دولار له. رددت عليه بالآتي: ارجع دفنه مكانه، أنا اللي دافنه هناك، ليش مطلعه! ثم حظرته.
هذان نموذجان لمحاولات نصب واحتيال تزايدت خلال الآونة الأخيرة، ولربما بعضكم يظن أنها لن توقع أحداً ضحية لها لأن بعض هذه الأمور لا تصدق ولا تدخل العقل، لكن للأسف الواقع يقول إن كثيرين يقعون يومياً ضحايا نصب واحتيال وسرقة أموال من خلال وسائل التواصل الاجتماعي عبر الاستهانة بفتح أي رابط يصلهم على هواتفهم، أو تصديق النصابين الذين يدخلون عليهم ويبدأون بمحادثتهم.
لذا يجب الحذر، فإن كان فؤاد باشا نصب على حسين بن عاقول وجهاً لوجه وأقنعه بشراء الأهرام، فاليوم قد تجدون في هواتفكم وهواتف أبنائكم عشرات الطرق والسبل للنصب عليكم، تصلكم أينما كنتم، وبضغطة زر بلا مبالاة تحصل الكارثة.
{{ article.visit_count }}
لربما هذه الحادثة تهم السفارة المصرية إن كان مضمونها صحيحاً، وإن كان خلاف ذلك، فهي حالة أخرى من محاولات النصب والاحتيال.
جاءني «مسج» من رقم مصري على هاتفي، وبدأ الشخص حديثه بالسؤال ذاكراً اسمي، بما يوحي لك أنه يعرفني، وبعدها أرسل لي رسالة صوتية يقول لي فيها أن لديه موضوعاً وأنا من سأساعده فيه، وقال إن من دله علي شخص يعرفني اسمه الدكتور عبدالحميد، وكرر اسمه بأسلوب المسرحية الشهيرة «شفيق يا راجل» حيث قال «الدكتور عبدالحميد الدكتور عبدالحميد» أي أنني بالتأكيد أعرفه.
المهم كتبت له «شنو الموضوع»، فرد بمسج طويل يقول فيه إنه في أرضه بالضيعة قام بالحفر ووجد أحد المدافن السرية، وفيها وجد صندوقين فيهما قطع من الذهب، بالإضافة إلى عدد كبير من التماثيل الفرعونية الصغيرة، وأرسل لي فيديو لهذه القطع، وطبعاً من الفيديو يتضح أنها آثار وقطع نقدية يمكن تزييفها بسهولة.
الزبدة، أرسل لي الشخص مسجاً صوتياً آخر يقول فيه: الموضوع فيه خير كثير لنا ولك، وإذا لم تشاركنا أحلفك بالله أن تستر علينا، ونريدك أن تساعدنا في شحن هذه الموجودات ومبلغها لهم فيه الثلث ولي أنا الثلث، والثلث الأخير سيوزعونه على الفقراء والمساكين «يا عيني»!
رددت عليه: ما لي شغل في هذه الأمور، ونصيحتي سلم ما وجدته للسلطات المصرية. فرد بمسج صوتي: لا سيأخذون كل شيء وسيحاسبونني. بعدها قمت بحظره «بلوك»، فما كان منه إلا أن نجح في مسح المسج الصوتي الذي يعرض فيه عملية التهريب وتقسيم المبلغ بالنسب، وكذلك الفيديو المضحك للآثار والقطع النقدية.
الموضوع ذكرني بحادثة سابقة حصلت لي قبل سنوات حينما كنت أعمل في الرياض، وعلى هاتفي السعودي جاءني رقم من نيجيريا، صاحبه أرسل صورة لشيء يشبه العمل المدفون، وبعدها أرسل مسجاً صوتياً يقول فيه إنه تحت شجرة وجد هذا العمل مدفوناً وفيه اسمي، وأنه يستطيع أن يفك العمل حتى لا يطالني الشر، وكل ما علي فعله هو إرسال مبلغ 200 دولار له. رددت عليه بالآتي: ارجع دفنه مكانه، أنا اللي دافنه هناك، ليش مطلعه! ثم حظرته.
هذان نموذجان لمحاولات نصب واحتيال تزايدت خلال الآونة الأخيرة، ولربما بعضكم يظن أنها لن توقع أحداً ضحية لها لأن بعض هذه الأمور لا تصدق ولا تدخل العقل، لكن للأسف الواقع يقول إن كثيرين يقعون يومياً ضحايا نصب واحتيال وسرقة أموال من خلال وسائل التواصل الاجتماعي عبر الاستهانة بفتح أي رابط يصلهم على هواتفهم، أو تصديق النصابين الذين يدخلون عليهم ويبدأون بمحادثتهم.
لذا يجب الحذر، فإن كان فؤاد باشا نصب على حسين بن عاقول وجهاً لوجه وأقنعه بشراء الأهرام، فاليوم قد تجدون في هواتفكم وهواتف أبنائكم عشرات الطرق والسبل للنصب عليكم، تصلكم أينما كنتم، وبضغطة زر بلا مبالاة تحصل الكارثة.